طالبان تذبح رجل دين مؤيدا للانتخابات الأفغانية.. وتخطف مهندساً بريطانياً

قوات الناتو ترسل طائرات استطلاع وتقيم حواجز في غرب أفغانستان

TT

هراة (افغانستان) ـ كابل ـ رويترز ـ أ.ف.ب: أعلنت وزارة الداخلية الافغانية أمس ان مسلحين خطفوا مهندسا بريطانيا في غرب البلاد، وتبنت حركة طالبان عملية الخطف، فيما ذبح مقاتلوها رجل دين مسلما قائلين انه مرشح في الانتخابات التي تجري في 18 سبتمبر (ايلول) الجاري لكن مسؤولا اقليميا قال أمس انه ليس مرشحا لكنه كان يساعد احد المرشحين.

وقتل اربعة مرشحين في الانتخالات البرلمانية والمحلية الافغانية الى جانب خمسة من العاملين في الانتخابات لكن اللجنة الانتخابية تقول انها لا تعتبر ايا من وقائع القتل هذه ذات صلة بالانتخابات.

وقال احد المتحدثين باسم طالبان ان مقاتلي الحركة قتلوا الملا عامر محمد ليل الاربعاء - الخميس. واكد مسؤول اقليمي مقتله. وقال والي علي زاي المتحدث باسم حاكم اقليم هلمند في جنوب افغانستان »لقد ذبح. لكنه لم يكن مرشحا لقد قتل لانه كان يساند احد المرشحين».

وقال مسؤولون في لجنة الانتخابات ان الأمن لا يزال مصدر قلق رئيسيا اثر تصاعد اعمال العنف التي يشنها مسلحو طالبان الذين يعارضون الانتخابات وحكومة كابل التي تدعمها الولايات المتحدة.

وتدين طالبان التي اسقطت حكومتها حملة قصف اميركية نهاية عام 2001 الانتخابات واعلنت مسؤوليتها عن الهجمات التي تعرض لها مرشحون لكنها قالت انها لن تهاجم مراكز الاقتراع يوم الانتخابات خوفا من سقوط مدنيين ابرياء. وقتل مسلحون يشتبه في انهم من طالبان عددا من رجال الدين المسلمين لانهم يساندون فيما يبدو حكومة كابل التي تدعمها الولايات المتحدة.

الى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية الافغانية أمس ان مسلحين خطفوا مهندسا بريطانيا بعد أن هاجموا قافلة غرب أفغانستان وقتلوا ثلاثة من الشرطة كانوا في حراسة الموكب. وقال مسلحو حركة طالبان انهم نفذوا الهجوم مساء الاربعاء في اقليم فراه الغربي وانهم يحتجزون المهندس البريطاني. لكن لطف الله مشعل المتحدث باسم وزارة الداخلية قال ان «عصابة اجرامية» هي التي نفذت الهجوم.

وافاد مشعل ان الهجوم وقع على الطريق بين مدينة قندهار الجنوبية الغربية ومدينة هرات بغرب البلاد. واضاف ان المهاجمين «قتلوا ثلاثة من الشرطة وخطفوا مهندسا بريطانيا يعمل لحساب شركة لشق الطرق». ولم يذكر تفاصيل أخرى.

وقالت متحدثة باسم السفارة البريطانية في كابل ان السفارة على علم بحادث في غرب البلاد أدى الى فقد مواطن بريطاني. واضافت «نحن نسعى بالحاح للحصول على تفاصيل من السلطات الافغانية». واشارت الى ان اقارب المهندس البريطاني طلبوا عدم كشف اسمه.

وقال المتحدث باسم حركة طالبان عبد اللطيف حكيمي لوكالة الصحافة الاسلامية الافغانية ومقرها باكستان ان مقاتلي الحركة نفذوا الهجوم. واضاف ان ثلاثة بريطانيين قتلوا واحتجز واحد لكنه قال في وقت لاحق ان ثلاثة اميركيين قتلوا. واشار الى ان المسلحين احتجزوا سيارة من القافلة.

واضاف ان «البريطاني المعتقل كان يحمل مسدسا ايضا، ويدعى ديفيد».

وقال متحدث باسم قوة حفظ السلام التي يقودها حلف الاطلسي في افغانستان والتي تنتشر قوات تابعة لها في غرب البلاد ان نقاط تفتيش اقيمت وان طائرات استطلاع ارسلت على عجل في وقت متأخر متقدم من ليل الاربعاء. واضاف ان الثلاثة الذين قتلوا في الكمين هم رجال أمن افغان فيما يبدو مثلما قالت وزارة الداخلية وليسوا اجانب. وما زال الأمن مشكلة كبيرة في افغانستان بعد حوالي اربع سنوات من اطاحة قوات تقودها الولايات المتحدة بحركة طالبان من السلطة.

وكانت اخر عملية خطف تعرض لها اجنبي في افغانستان في 14 اغسطس (آب). فقد خطف المهندس اللبناني صفي الدين محمد رضا الذي كان يعمل لحساب مؤسسة بناء في ولاية زابل (جنوب) احدى بؤر التمرد المناهض للحكومة الافغانية. وافرج عن الرهينة اللبناني بعد اربعة ايام على خطفه مقابل مغادرة الشركة التي يعمل فيها ولاية زابل.

وخطف عدد من المهندسين الذين يعملون في شركات اجنبية في افغانستان واطلق سراح معظمهم. الا ان مهندسا تركيا قتل في ديسمبر (كانون الاول) 2004 فيما كانت القوات الافغانية تحاول تحريره.

وفي الاشهر الاخيرة شهدت افغانستان تصاعدا لاعمال العنف التي تنسبها السلطات الى المتمردين المعادين للحكومة خصوصا حركة طالبان، وذلك مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية.

واسفرت اعمال العنف هذه عن مقتل اكثر من الف شخص منذ بداية السنة في البلاد، اي اكثر من مجموع عدد القتلى خلال العام 2004، لا سيما في الجنوب وجنوب شرق وشرق البلاد على الحدود مع باكستان.