باكستان: المحادثات مع إسرائيل ستسمح لنا بدور فعال في عملية السلام

احتجاجات شعبية في فلسطين وباكستان

TT

دافعت الحكومة الباكستانية أمس عن أولى محادثاتها العلنية مع اسرائيل، قائلة ان هذه الخطوة ستسمح لها بالقيام بدور فعال في المساعدة بإحلال السلام في الشرق الاوسط .

وجاء الدفاع الحكومي في وجه مظاهرات نظمتها حركة الجهاد في الاراضي الفلسطينية وباكستان، تنديداً بلقاء وزير الخارجية الباكستاني خورشيد كاسوري بنظيره الاسرائيلي سيلفان شالوم أول من أمس.

وأكد الوزير كاسوري أمس انه «لم يتغير موقفنا بشأن الحاجة لقيام دولة فلسطينية قابلة للبقاء وعاصمتها القدس، أنا واثق من ان الشعب الباكستاني سيتفهم ذلك». وقال كاسوري للصحافيين خلال توقفه في دبي، إن اللقاء المثير للجدل: «سيوفر مكاناً دبلوماسياً لباكستان. ومن الطبيعي انه كلما تتخذ خطوة جديدة ان يسقط بالضرورة بعض الريش»، في اشارة الى المعارضة الشديدة من قبل الاحزاب الاسلامية في بلده.

وأعلن كاسوري في حديث تلفزيوني أول من أمس ان الاجتماع الذي عقد بين وزيري خارجية البلدين في اسطنبول أول من امس كان بناءً على طلب باكستاني ولعب رئيس الوزراء التركي دوراً رئيسياً في عقده. ويعتبر الاجتماع أول اتصال علني على مستوى عال بين اسرائيل وباكستان، ويأتي بعد الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة. وصرح كاسوري بأن بلاده لن تعترف باسرائيل الا بعد ان يتوصل الفلسطينيون الى تسوية مع الدولة اليهودية. ورفض الوزير الانتقادات الفلسطينية للمحادثات ومنها انتقادات حركة المقاومة الاسلامية «حماس».

واعترف كاسوري بأن شالوم طلب من باكستان الاعتراف رسمياً باسرائيل، ولكن وزير الخارجية الباكستاني أكد «يجب ان نأخذ بعين الاعتبار الرأي العام الباكستاني بهذا الموضوع» قبل المضي فيه. وعبرت المعارضة الباكستانية عن غضبها إزاء لقاء اول من أمس. ونظم التحالف الاسلامي المعارض المؤلف من ستة أحزاب، بقيادة حزب الجماعة الاسلامية، مسيرات في مدن باكستانية عدة، إلا انها لم تكن بالحجم الذي دعت اليه المعارضة.

وفي مساجد الباكستان تجلت مظاهر الغضب أثناء صلاة الجمعة. وقال امام المسجد الاحمر في اسلام أباد في خطبة الجمعة: «الجنرال مشرف عميل لليهود. برنامجه أن يبيع باكستان والمسلمين الباكستانيين لليهود وحليف اليهود»، في اشارة الى الولايات المتحدة. واضاف الامام غاضباً: «لن نسمح للجنرال مشرف بجلب الخزي على الاسلام. سيقاوم كل مسلم خطة الجنرال مشرف». وحذر منور حسن، الامين العام لحزب الجماعة الاسلامية كاسوري من أنه سيستقبل بأعلام سوداء لدى عودته الى باكستان. وفي العاصمة كان عدد المشاركين في مظاهرة أمام أحد أندية الصحافة يقل عن 100 شخص. واتهم قاضي حسين أحمد ، زعيم التحالف الذي يضم ستة أحزاب اسلامية من معقله في بيشاور (شمال غرب)، مشرف بتقديم تنازلات بشأن أفغانستان وكشمير وأخيراً فلسطين، وتعهد بتنظيم احتجاجات في أنحاء البلاد. ولكن مظاهرات بيشاور أمس لم يشارك فيها سوى بضع مئات من المحتجين هتفوا «الجهاد.. الجهاد» و«صديق أمريكا خائن للأمة».

وشارك مئات من أنصار حركة «الجهاد الاسلامي» في فلسطين في احتجاج في شمال قطاع غزة على قرار الرئيس الباكستاني برويز مشرف اجراء محادثات مع اسرائيل وعلى موافقة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على استضافة المحادثات.

وقال محمد الهندي، أحد زعماء حركة الجهاد، ان انصار الحركة غاضبون من أردوغان الذي رعى المحادثات بين باكستان واسرائيل، ومن مشرف الذي اتهمه بالسعي الى ارضاء الولايات المتحدة.