«تهويد القدس» أهم مواضيع التنافس في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة

نتنياهو يتهم شارون بالتخلي عنها وشارون يرد بالمشاريع التوسعية فيها

TT

تحولت بلدة «معاليه أدوميم»، كبرى المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، أمس الى ساحة وغى بين المتنافسين الأساسيين على رئاسة حزب «الليكود» الحاكم في اسرائيل، رئيس الوزراء أرييل شارون، ووزير المالية المستقيل بنيامين نتنياهو. وحاول كل منهما إثبات أنه الأكثر إخلاصا لمشروع توسيعها باتجاه القدس الشرقية المحتلة منذ عام 1967، وتحويلها الى مدينة كبيرة تضم 17 ألف نسمة في عام 2020 . وتصدرت المستوطنة النزاع السياسي بعدما صرح نائب رئيس الوزراء إيهود أولمرت بأن حكومته قررت تجميد توسيع المستوطنة.

ووصل نتنياهو الى «معاليه أدوميم»، ليلحق به أولمرت، لتقديم الوعود ببناء آلاف الوحدات السكنية بينها وبين القدس في المشروع المعروف باسم «E-1 »، والذي توقف تنفيذه بضغط من الولايات المتحدة. وأعلنت حكومة شارون أمس أنها تأخذ في الاعتبار معارضة واشنطن لمشروع توسيع «معاليه ادوميم» لربطها بالقدس الشرقية، ولذلك جمدت المشروع ولكن لم تلغه. وقال أولمرت الذي يتولى حقيبة المالية في مقابلة نشرت أمس إن «دولة إسرائيل تعهدت بتجميد البناء وسيكون من غير المسؤول التصرف على غير هذا النحو». وأقر أولمرت للمرة الأولى بأن مثل هذا التعهد قطع لواشنطن المعارضة للمشروع في حين كانت إسرائيل وافقت على خطة البناء سابقاً. ولكن أولمرت أكد مجدداً أنه في نهاية المطاف سيتم «إنجاز المشروع» بهدف خلق تواصل في الأراضي بين معاليه أدوميم (28 ألف نسمة) وأحياء استيطانية في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل عام 1967 والتي تبعد عن هذه المستوطنة 10 كيلومترات.

والمعروف أن هذا المشروع يقضي ببناء مركز للشرطة الإسرائيلية و3500 ـ 4000 وحدة سكنية جديدة تتسع لحوالي 17 ألف نسمة. والهدف من المشروع قطع التواصل ما بين شمال الضفة الغربية وجنوبها من جهة، وتمزيق القدس العربية المحتلة بحيث لا يعود بالإمكان تحويلها الى عاصمة للدولة الفلسطينية. وتعتبر السلطة الفلسطينية المشروع خطيراً ويفرض الأمر الواقع لتحديد التسوية النهائية. وأثار نتنياهو موضوع تجميد المشروع ليحرض اليمينيين وأعضاء حزب «الليكود» على شارون. ورفع نتنياهو الشعار «شارون ينوي تقسيم القدس»، وهو الشعار نفسه الذي كان شارون ونتنياهو رفعاه معاً ضد شيمعون بيريز في انتخابات 1996، ويقال انه كان حاسماً في فوز الليكود بالحكم .

من جهة أخرى خرج الرئيس السابق لحزب العمل، النائب عمرام متسناع، بتصريحات ضد هذا السباق التوسعي بين شارون ونتنياهو. وصرح بأن مشروع «E-1» غير واقعي ومن شأنه أن «يفجر الأوضاع من جديد مع الفلسطينيين». وطالب بإلغاء المشروع بشكل رسمي، لأن «كل مبلغ يصرف فيه سيذهب هباء مثل الأموال التي صرفت على الاستيطان في قطاع غزة ومناطق عدة في الضفة الغربية». ورأى أن «الفلسطينيين لن يوافقوا على أي تسوية سلمية مع إسرائيل لا تضمن لهم وجوداً سيادياً في القدس كعاصمة وطنية».