وكالة الطاقة الذرية: إيران لم تعلق تنضيب يورانيوم وقلق من نشاطاتها حول البلوتونيوم

لاريجاني يزور باكستان لتخفيف الضغط على طهران وبحث توسيع المفاوضات متعددة الأطراف

TT

قال دبلوماسيون غربيون، ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية وضعت أمس اللمسات الاخيرة على تقرير شامل حول البرنامج النووي الايراني، يؤكد ان طهران مستمرة في نشاطاتها النووية الحساسة على الرغم من الاعتراضات الدولية، وأنها تواصل تنضيب اليورانيوم وهو احد الانشطة المحظورة. ويـأتي ذلك في ما بدأ كبير المفاوضيين النوويين الايرانيين، علي لاريجاني، محادثات في باكستان تهدف الى نيل دعم اسلام اباد، خلال اجتماع مجلس امناء وكالة الطاقة الذرية، للحيلولة دون احالة الملف النووي الى مجلس الامن، وبحث امكانيات انضمام عدد من دول عدم الانحياز الى المفاوضات النووية التي تجريها الترويكا الاوروبية (فرنسا، المانيا، بريطانيا) مع طهران. وقال دبلوماسي غربي قريب من وكالة الطاقة الذرية، «في حدود ما نعلم فإن الايرانيين لم يعلقوا حتى الان عمليات تنضيب اليورانيوم التي كانوا بدأوها في الثامن من اغسطس (اب)، ولم يكن احد يتوقع ان يتخلى الايرانيون عن هذه العمليات». ووفقا لمصادر مطلعة فإن التقرير يتضمن تفاصيل عمليات التحويل في «اصفهان»، لكنه يؤكد في الوقت نفسه ان ايران لم تستأنف عملية التخصيب نفسها، وهي مرحلة لاحقة للتحويل لانتاج الوقود النووي الذي يمكن ان يستخدم لاغراض عسكرية ومدنية على حد سواء. ويتطرق التقرير، الذي سيتم الاعلان عنه اليوم في مقر الوكالة في فيينا، كذلك الى نشاطات ايران حول البلوتونيوم، الذي يعتبر مصدرا اخر للسلاح النووي، وفيما يعرب التقرير عن بعض القلق من هذه النشاطات، يؤكد ان طهران «لم تضبط متلبسة»، وهي تحاول فصل البلوتونيوم لاغراض عسكرية، وفق تعبير دبلوماسي اخر. وعلى الجانب الايجابى ستعبر الوكالة عن ارتياحها لان آثار اليورانيوم المخصب والعسكري على الارجح، التي عثر عليها في ايران جاءت من تجهيزات مستوردة، خصوصا من باكستان، وليست من انتاج محلي.

وكان مجلس امناء وكالة الطاقة الدولية، التي تضم 35 دولة عضوا، قد طالب ايران في أغسطس الماضي، بالعودة الى «التعليق الطوعي» لنشاطاتها النووية الحساسة، ودعا المدير العام محمد البرادعي الى اعداد تقرير عن الوضع. وتطالب ايران بالاعتراف بحقها في التخصيب لغايات مدنية، لكن الدول الغربية، خصوصا الولايات المتحدة تخشى ان يكون ذلك مقدمة لانتاج سلاح نووي. وكانت ايران وضعت تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد اكتشاف نشاطات نووية حساسة قامت بها ايران سرا طوال 18 عاما.

وقالت مصادر اوروبية مطلعة، انه بالرغم من اعلان الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا اول من امس في نيوبورت ببريطانيا، ان الاتحاد سيوصي «اذا لزم الامر» برفع الملف النووي الايراني الى مجلس الامن، الا ان الاتحاد الاوروبي واستنادا الى وزير خارجية بريطانيا جاك سترو سينتظر تقرير البرادعي، قبل ان يبحث اللجوء الى مجلس الامن وفرض عقوبات محتملة. وطالب وزراء الخارجية الاوروبيون مجددا في نيوبورت ايران «باعادة النظر في موقفها» والعودة الى طاولة المفاوضات.

ومن جانبه، يزور كبير المفاوضين النوويين في ايران، باكستان قريبا، في اطار جهود طهران لتفادي عقوبات قد تفرض عليها بسبب برنامجها النووي. وقال محمد نعيم خان، المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية، ان لاريجاني سيصل الى اسلام اباد مساء غد او صباح الاثنين. وأضاف خان، من المرجح ان يطلعنا على مناقشات ايران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والاتحاد الاوروبي بخصوص القضية النووية. ويزور لاريجاني الصين حاليا، كما زار الهند من قبل، في مسعى لحشد التأييد ضد العقوبات. غير ان المصادر لم تستبعد ان يكون من ضمن ما بحثه المسؤول الايراني في هذه الدول انضمامها الى المفاوضات النووية مع الاوروبيين، من اجل احداث نوع من التوازن بين رؤية الدول الغربية ودول عدم الانحياز حيال البرنامج النووي الايراني. وكانت باكستان، التي تمتلك اسلحة نووية، قد أقرت في مارس (اذار)، بان العالم النووي عبد القدير خان المعروف بأبو القنبلة الذرية الباكستانية، أمد ايران باجهزة طرد مركزي يمكن استخدامها في انتاج يورانيوم مخصب، لتشغيل محطات الطاقة النووية أو صنع الاسلحة. وبعد ذلك ارسلت باكستان اجزاء من اجهزة طرد مركزي قديمة الى فيينا هذا العام لمساعدة الوكالة في تحقيقاتها. وقال خان ان تلك الاجزاء اعيدت بالفعل الى باكستان. وأكد ان الوكالة اطلعت باكستان على ما توصلت اليه من نتائج، لكنه رفض الادلاء بمزيد من التفاصيل، وقال ان الكشف عن تقرير الوكالة شأن خاص بها. وأضاف، لقد اعترفوا بتعاوننا. انتهى دورنا في هذا الخصوص. يذكر ان روسيا والصين وجنوب افريقيا ودولا اخرى من حركة عدم الانحياز تتحفظ بشأن رفع الملف النووي الايراني الى مجلس الامن، وتبرر ذلك بالتأكيد على ان تخصيب اليورانيوم شرعي ولا يخل ببنود معاهدة حظر الانتشار النووي. وقد اضطر الغربيون الى التخلي عن دعوتهم الى اجتماع طارئ للوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد السادس من سبتمبر (ايلول) بسبب معارضة روسيا بصورة خاصة. وتنتظر موسكو ان ترى نتائج القمة العالمية التي تنعقد بين 14 و16 سبتمبر في نيويورك، ويشارك فيها بصورة خاصة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الايراني محمود احمدي نجاد.