وزير خارجية بريطانيا: الحل العسكري ليس مطروحا على الإطلاق لحل الخلافات مع إيران

TT

شدد وزير الخارجية البريطاني جاك سترو على ان الحل العسكري ليس مطروحا على الاطلاق كوسيلة لمعالجة الخلافات مع ايران التي «يمكن حلها فقط بالطرق الدبلوماسية». واوضح في مؤتمر صحافي عقده ظهر امس مع اختتام اجتماعات وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي الـ 25 غير الرسمية، ان عملية السلام في الشرق الاوسط قد حظيت بشطر لا بأس به من جلسات عمل اليوم الثاني للمؤتمر. وعلى رغم اعرابه باسم دول الاتحاد عن الاسف البالغ لكارثة مسجد الكاظمية ببغداد، فهو لم يشر الى ورود العملية السياسية في العراق او لبنان على اجندة اي من الجلسات الرسمية للمؤتمر الذي بدأ الخميس الماضي بجنوب مقاطعة ويلز البريطانية. لكن الارجح ان الوزراء قد تعرضوا لهذين الملفين في لقاءاتهم الثنائية او الجانبية.

وبينما قد انتهى المؤتمر رسميا في وقت سابق من ظهر امس، افيد بأن الاجتماعات الثنائية والثلاثية على هامشه ستتواصل في منتجع «كيلتيك مانور» بضواحي مدينة نيوبورت القريبة من كارديف عاصمة مقاطعة ويلز. واشير الى ان سترو وخافيير سولانا، وهو المسؤول الاعلى لشؤون الامن والخارجية في الاتحاد الاوروبي، سيعقدان سلسلة من الاجتماعات لاحقا سيكون احدهما مع وزير الخارجية التركي عبد الله غول.

وقال سترو الذي ترأس اجتماعات اليومين الماضيين ان المحادثات التي جرت خلال غداء العمل تركزت على العلاقات الفلسطينية ـ الاسرائيلية في اعقاب انسحاب اسرائيل من غزة. واوضح ان مبعوث الرباعية لشؤون تنمية قطاع غزة جيمس ولغنسون قد «قدم لنا عرضا مفيدا خلال الغداء» حول سبل مساعدة القطاع على الوقوف على قدميه اقتصاديا. وزاد انه ونظراءه قد اقروا بأن «الانسحاب تم بصورة افضل مما كنا نتوقع» مشيرا الى ان «الشكر في ذلك يعود الى الفلسطينيين والاسرائيليين». واثنى على الدور الذي يلعبه في هذا السياق سولانا، الذي جلس الى جانبه على منصة المؤتمر. واعرب عن تفاؤله بأن يتمخض اجتماع الرباعية المزمع عقده في 20 سبتمبر (ايلول) الجاري عن نتائج ايجابية بشأن الوضع في فلسطين /اسرائيل.

وفي رد على سؤال عما اذا كان الوزراء قد اتفقوا على اتخاذ خطوات عملية لمساعدة غزة وضمان حلول السلام في الضفة الغربية، قال رئيس الدبلوماسية البريطانية «ان هذه الخطوات موجودة سلفا في خريطة الطريق»، وقد حظيت بمباركة مجلس الامن الدولي. واضاف انه وزملاءه يسعون الى «وضع اجراءات ملموسة» لاعادة خريطة الطريق الى الواجهة والعمل على تطبيقها.

وبخصوص ايران، اكد وزير الخارجية البريطاني مرة اخرى ان من السابق لاوانه اتخاذ القرار حاليا بشأن احالة قضية الملف النووي الايراني الى مجلس الامن. ومع انه لم يستبعد اللجوء الى هذا الاجراء ، ما لم تستأنف طهران تجميد برنامجها النووي، فهو اوضح ان ثمة اجماعا اوروبيا حول ضرورة التريث بانتظار اصدار رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي تقريره قريبا بشأن الملف الايراني.

ولدى سؤاله عن احتمال القيام بعمل عسكري ضد ايران، قال رئيس الدبلوماسية البريطانية ان ذلك غير وارد على الاطلاق. واوضح «ان هذه قضية بحاجة الى الحل ويمكن حلها فقط بالوسائل الدبلوماسية». واضاف ان احدا من اعضاء الاتحاد او غيرهم لم يقترح الحل العسكري سبيلا للخروج من الازمة، مشددا على ان «احدا لا ينوي الهجوم على ايران، و(الحل العسكري) ليس على اجندة احد على الاطلاق».