العاهل المغربي يعين وزيرا سابقا لدى «البوليساريو» محافظا في وزارة الداخلية

تعيين أمناء محافظات برتبة محافظ لأول مرة منذ استقلال المغرب

TT

عين العاهل المغربي الملك محمد السادس، وزير العدل والشؤون الدينية الأسبق، في حكومة ما يسمى «الجمهورية الصحراوية»، التي أعلنتها جبهة البوليساريو بدعم من الجزائر عام 1976، عاملا (محافظا) في وزارة الداخلية المغربية .

وعاد محمد عبد القادر الشيخ عبد العزيز عباس رباني، وهو من مواليد عام 1954 بقبيلة تندغة الصحراوية المغربية، الى الرباط اخيرا استجابة للنداء الملكي «الوطن غفور رحيم». ورباني ليس أول صحراوي من قيادات البوليساريو يعود الى المغرب يعين في منصب هام في الدولة المغربية، إذ سبق أن عين كثيرون منهم في مواقع حساسة مثل إبراهيم حكيم، وزير خارجية جبهة البوليساريو الأسبق الذي عين سفيرا متجولا، ومحمد علي عظمي المعروف باسم «عمر الحضرمي»، مسؤول الأمن العسكري الأسبق في الجبهة وأحد مؤسسيها، والذي عين واليا على منطقة سطات المجاورة للدار البيضاء. واعتبر المراقبون تعيين رباني محافظا في وزارة الداخلية المغربية، بمثابة رسالة من العاهل المغربي الى مسؤولي البوليساريو مفادها أن المغرب قابل لاستيعاب كل أبنائه وفي مختلف المواقع السياسية والقيادية.

والى جانب وزارة العدل والشؤون الدينية التي شغلها على فترتين، اي ما بين 1986و1988 ثم ما بين1995و1998، شغل رباني عام2000 منصب الكاتب العام (وكيل) لوزارة داخلية البوليساريو ومسؤول ما يسمى «جالية البوليساريو» بموريتانيا خلال سنتي 1985 و1999 .

وفي أكتوبر( تشرين الأول) 2003 عين وزيرا منتدبا لدى الوزير الاول(رئيس الوزراء) في «الجمهورية الصحراوية» مكلفا ما يسمى «المديرية الوطنية للمراقبة والتفتيش» وهو المنصب الذي ظل يشغله الى أن عاد الى المغرب. وجاء تعيين رباني ضمن مجموعة من التعيينات قام بها العاهل المغربي في سلك الولاة والعمال (المحافظون) بكل من الإدارة المركزية والترابية لوزارة الداخلية.

وأفادت وكالة الأنباء المغربية بأن هذه التعيينات تندرج في إطار تدعيم تأطير ولايات وعمالات (محافظات)المغرب وتعزيزها بالموارد البشرية المؤهلة تجسيدا لسياسة القرب الهادفة الى جعل الإدارة الترابية في خدمة المواطنين .

وعين العاهل المغربي، عبد الحق الحوضي عاملا (محافظا)، مكلفا الكتابة العامة (الأمانة العامة) لعمالة (محافظة) الرباط العاصمة، ومعاد الجامعي عاملا (محافظا) مكلفا الكتابة العامة لعمالة (محافظة) الدار البيضاء، والمختار البقالي القاسمي، الذي سبق له ان شغل منصب والي امن الرباط العاصمة عاملا (محافظا) مكلفا الشؤون العامة لعمالة (محافظة) الدار البيضاء.

وهذه اول مرة منذ استقلال المغرب، يعين فيها اشخاص مكلفون الأمانة العامة للولايات والمحافظات والشؤون العامة فيها برتبة «محافظ».

وقال مصدر في وزارة الداخلية المغربية لـ«الشرق الأوسط» إن تعيين عمال (محافظين) على رأس الكتابة (الامانة) العامة لمحافظتي الرباط والدار البيضاء، والشؤون العامة لمحافظة الدار البيضاء، يأتي على سبيل التجربة. مشيرا الى انه بعد نجاح هذه التجربة واستخلاص العبر منها سيتم المضي قدما في تطبيقها بالولايات والمحافظات الأخرى وذلك حسب الحاجة .

وأوضح المصدر ذاته انه امام المشاريع الضخمة المزمع إنجازها في الرباط العاصمة والدار البيضاء، كان من الضروري تزويد ادارة المحافظتين بدماء جديدة لها دراية بتقنيات التسيير الحديثة. قبل ان يشدد على القول إن تعميم هذه التجربة سيتم بشكل تدريجي. وعين العاهل المغربي أيضا ادريس بنعدوعاملا (محافظا) على اقليم آسا ـ الزاك (جنوب البلاد)، وبوشعيب المتوكل عاملا (محافظا) ملحقا بالادارة المركزية لوزارة الداخلية. كما عين والي طنجة السابق، محمد حلب واليا مديرا للإنعاش الوطني بوزارة الداخلية.

وأشارت وكالة الأنباء المغربية الى ان هذا التعيين يندرج في نطاق حرص الملك محمد السادس على التفعيل الامثل للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وذلك في اطار من التناسق والانسجام بين كل الطاقات والاجهزة والسياسات العمومية للدولة بكيفية تمكن مديرية الانعاش الوطني من القيام بدور هام وفاعل في الاوراش الواعدة لهذه المبادرة الرائدة.

وفي سياق العناية التي يوليها الملك محمد السادس للنهوض بالادارة الترابية بدورها كاملا في تحفيز الاستثمار ولا سيما بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، عين العاهل المغربي، حميد بن لفضيل، مديرا للمركز الجهوي للاستثمار لجهة الدار البيضاء الكبرى.

وكان العاهل المغربي قد اجرى في يونيو(حزيران) الماضي مجموعة من المناقلات والتعيينات في سلك الولاة والعمال (المحافظين) بوزارة الداخلية، حملت في طياتها آنذاك مفاجآت، ذلك أن التعيينات شملت شخصيتين كانتا تحتلان موقعين اساسيين في القصر الملكي المغربي، ويتعلق الأمر بمحمد القباج، مستشار العاهل المغربي، وحسن أوريد، الناطق الرسمي باسم القصر الملكي. وعين القباج، الذي سبق له ان شغل منصب وزير التجهيز ووزير المالية، واليا لجهة الدار البيضاء الكبرى وعامل (محافظ) عمالة (محافظة) الدار البيضاء، خلفا لمحمد الظريف، بينما عين حسن أوريد، واليا لجهة مكناس تافيلالت وعامل (محافظ) عمالة (محافظة) مكناس، خلفا لمولاي المهدي العلوي الذي عين سفيرا للمغرب لدى ليبيا.