لندن تعتبر شريط خان الذي بثته «الجزيرة» تحريضيا

أصوليو لندن: شريط خان سجل في باكستان وسلم إلى «القاعدة»

TT

أعلنت الشرطة البريطانية امس انها كانت على علم بشريط الفيديو الذي يظهر فيه محمد صديق خان، أحد منفذي تفجيرات 7 يوليو (تموز) في لندن وتتبنى فيه القاعدة تلك التفجيرات.

وقالت متحدثة باسم اسكوتلنديارد في اتصال هاتفي أجرته معها «الشرق الأوسط»: «نحن على علم بالشريط وهو يشكل جزءا من التحقيق الجاري». ورفضت ان تكشف عما اذا كانت الشرطة البريطانية تلقت نسخة من الشريط قبل بثه من قناة «الجزيرة» القطرية مساء اول من امس. ورفضت الخارجية البريطانية التعليق على المقتطفات التي بثتها قناة «الجزيرة» القطرية من شريط فيديو ظهر فيه خان، وأعلن فيه الرجل الثاني في القاعدة ايمن الظواهري مسؤولية التنظيم عن التفجيرات. وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية: «لن نعلق على أي جانب من جوانب الشريط».

إلى ذلك، قال متحدث باسم الداخلية البريطانية لـ «الشرق الأوسط»، ان الشريط لن يكون له تأثير على قانون مكافحة الارهاب الجديد الخاص بالسلوكيات غير المقبولة التي ستؤدي الى الترحيل أو حظر دخول البلاد، الذي سيرفع الى مجلس العموم عند انعقاده في 11 اكتوبر (تشرين الاول) المقبل. وقال لن تكون هناك اجراءات جديدة فالقانون جاهز للمناقشة امام البرلمان. من جهته، اعتبر متحدث باسم الخارجية البريطانية في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط»، ان شريط محمد صديق خان احد منفذي اعتداءات السابع من يوليو الذي بثته «الجزيرة»، اول من امس، يعتبر «تحريضيا». ودان المتحدث خطاب صديق خان. وقال انه مما لا شك فيه «عنف إجرامي».

وتساءل: «كيف يعطي خان البريطاني من اصل باكستاني الحق لنفسه ان يتحدث باسم مليوني مسلم في بريطانيا في الوقت الذي يقوم فيه بقتل الابرياء في تفجيرات السابع من يوليو الماضي؟!»، وقال: «لا يوجد سبب يمكن ان يبرر ارتكاب اعمال ارهابية ضد مدنيين ابرياء».

وكان تشارلز كلارك، وزير الداخلية البريطاني، أعلن نهاية الشهر الماضي ان الخطر الارهابي الذي تواجهه المملكة المتحدة ما زال حقيقيا وكبيرا ومن الصواب ان تقوم الحكومة ووكالات تنفيذ القانون بكل جهد ممكن لمواجهته. وعرضت الجزيرة الظواهري وخان في جزأين منفصلين من شريط الفيديو الذي وصفته القناة الفضائية بانه ادعاء بالمسؤولية من «القاعدة» عن التفجيرات في شبكة النقل في لندن التي أودت بحياة 52 شخصا.

ولم يذكر اي من الشريطين للظواهري وخان صراحة، ان شبكة القاعدة مسؤولة عن التفجيرات التي نفذها خان وشابان مسلمان بريطانيان آخران من أصل باكستاني وبريطاني رابع جمايكي المولد. وعرضت «الجزيرة» في الشريط خان وهو يرتدي عمامة ويتحدث مباشرة الى الكاميرا. ويتحدث بلكنة أهالي يوركشير في شمال انجلترا حيث كان يعيش.

ولا يعرف متى ولا أين تم تصوير الشريط، وما إذا كان خان على علم بأن مقابلة الظواهري ستنشر على نفس الشريط. وتعتقد الشرطة البريطانية أن خان، وهو أكبر المفجرين سنا، هو المسؤول عن تفجير محطة قطار أنفاق إدجوار رود، التي أودت بحياة ستة أشخاص وجرحت 120 آخرين. إلى ذلك، قال الاسلامي المصري الدكتور هاني السباعي، مدير مركز «المقريزي» للدارسات بلندن، في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط»، ان شريط خان لم يعرض كاملا، بل قدمت المحطة القطرية مقتطفات منه. وأعرب عن اعتقاده بوجود وسيط تسلم وصية خان وأوصلها الى «القاعدة». وقال السباعي «ان شريط خان مباشر ورسالته واضحة جاءت لتؤكد ما حاول توني بلير رئيس الوزراء البريطاني نفيه طوال الفترة السابقة من انه لا علاقة بين تفجيرات لندن والحرب على العراق». واوضح ان «القاعدة» على لسان الظواهري تريد نقل المعركة الى ارض الغرب، ما لم يستجب لهدنة ابن لادن التي أعلنها العام الماضي. أما الاسلامي الليبي نعمان بن عثمان، فأكد ان «القاعدة» لم تكن تعلم شيئا عن شريط خان عندما اخرج الظواهري شريطه قبل الاخير عبر محطة «الجزيرة»، وتحدث فيه عن تفجيرات لندن في الرابع من اغسطس (اب) الماضي، وأعلن فيه ان الحرب فرضت على البريطانيين ما لم يستجيبوا للهدنة التي أعلنها اسامة بن لادن زعيم «القاعدة» في ابريل (نيسان) العام الماضي. وأشار ابن عثمان الى ان شخصا ما اوصل شريط خان الى «القاعدة». وأعرب عن اعتقاده ان الشريط سجل في باكستان وليس في يروكشير ببريطانيا. وقال ابن عثمان، خبير الحركات الاصولية، ان خلية لندن التي ارتكبت التفجيرات الارهابية في 7 يوليو الماضي غير مرتبطة بـ «القاعدة» تنظيميا، بدليل ان خان تحدث في وصيته عن الثلاثي ابن لادن والظواهري والزرقاوي كملهمين فقط، لأنه لم يتلق الأوامر المباشرة منهم لتنفيذ العمليات. من جهة أخرى، أعربت مصادر أمنية مطلعة لـ «الشرق الأوسط»، ان الشريط سجل في باكستان عند زيارة خان الى اسلام اباد في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.