الصحافة البريطانية تعتبر شريط تبني «القاعدة» لتفجيرات لندن الحلقة المفقودة في التحقيقات

TT

انتقدت الصحف البريطانية الصادرة امس شريط الفيديو الذي بث الليلة قبل الماضية وظهر فيه الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» ايمن الظواهري وأحد منفذي تفجيرات 7 يوليو (تموز) في لندن، محمد صديق خان، يتبنيان الاعتدءات، لكنها طرحت تساؤلات عن بث الشريط متأخراً بعد نحو شهرين من وقوع الاعتداءات.

وكتبت صحيفة «الصن» في مقال افتتاحي: «اذا كان الرجال الذين وقفوا خلف خان يعتقدون انهم يستطيعون كسر بريطانيا بأعمال قتل عشوائية فانهم مخطئون. انهم يكشفون فقط عن فههم المتواضع للغرب الديمقراطي». وتابعت الصحيفة اليمينية تقول: «لقد خضنا عدة معارك لإقامة مجتمعنا المتسامح الليبرالي، ولن نقدمه الى وحوش القاعدة».

كذلك اختارت صحيفة «الديلي تلغراف» اليمينية موضوع الشريط على صدر صحفتها الاولى واختارت له عنواناً من فقرة أوردها خان في وصيته: «إننا في حرب، وأنا احد جنودها». وكغيرها من الصحف اوردت «التلغراف» نص «رسالة الكراهية» (حسب تعبيرها) الذي تضمنه الشريط واشير الى انه وصية صديق خان.

وكان خان، 30 سنة، تحدث في وصيته تلك، من مكان لم يحدد بعد، باللغة الانجليزية وبلهجة يعرف بها سكان منطقة يوركشاير (شمال انجلترا)، قائلاً: «أنا وآلاف مثلي تركنا كل شيء من اجل معتقداتنا. دافعنا ليس الماديات التي يقدمها لنا هذا العالم. ديننا هو الاسلام. لا إله الا الله. اننا في حرب وانا احد جنودها وسيكون عليكم الان انتم ايضا مواجهة هذا الوضع». وتابع ان «حكوماتكم المنتخبة ديمقراطيا تواصل ارتكاب فظاعاتها ضد امتي في كل مكان من العالم». وقال ايضاً ان «دعمكم لها يجعلكم مسؤولين مباشرة كما اني مسؤول عن حماية والثأر لأخواني وأخواتي المسلمين».

وكان صديق خان قد فجر نفسه في محطة ادجوار رود، ما ادى الى مقتل ستة اشخاص.

واوردت صحيفة «الاندبندنت» (وسط) في مقال داخلي، تصريحات لمسؤولين من مختلف الاحزاب السياسية البريطانية ينتقدون «الكلمات المثيرة للغثيان» التي تضمنتها وصية صديق خان.

اما الصحف اليسارية البريطانية فركزت في تغطيتها للخبر امس على ما حمله الشريط من ربط التفجيرات بالسياسة الخارجية لحكومة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير. ووضعت «الغارديان» الموضوع في زاوية غير رئيسية على صحفتها الاولى، تحت عنوان: «مدبر التفجيرات يحمل في شريط المسؤولية للسياسة الخارجية».

كما اشارت عدة صحف اخرى الى ما حمله الشريط من تأكيد آخر على علاقة «القاعدة» بالتفجيرات. واختارت «الاندبندنت» في تقرير ثان عن الموضوع، عنوان «شريط يكشف علاقة القاعدة بتفجيرات 7 يوليو».

وكتبت «الديلي تلغراف»، ان الشريط الذي تبنى فيه صديق خان باسم «القاعدة» التفجيرات يقدم الحلقة المفقودة في التحقيق الذي اربك الخبراء لأسابيع. ثم تساءل تقرير الصحيفة: «لماذا كان اربعة مسلمين بريطانيين مستعدين لقتل انفسهم، باسم الجهاد، ولم يتركوا خلفهم أي شي: لا رسائل ولا وصايا. الأمر بدا وكأنه لا يحمل رسالة سياسية. البعض وصل به الامر الى تصور ان المفجرين لم يكونوا انتحاريين متطرفين اصلاً وانهم خدعوا بحمل عبوات اعتقدوا انها لم تنفجر على الفور». ورغم ان التقرير اكد بان الخبراء حصلوا «اخيراً» على «الحلقة المفقودة الخاصة بوجود جهة من الخارج» وراء التفجيرات، فانه تساءل عن بطء ظهور الشريط بعد كل هذه الفترة.

وفي ما بدا انتقاداً لاجهزة الاستخبارات البريطانية، أشارت «الغارديان» الى ما كان مسؤولون في الاستخبارات عبروا عنه باعتقادهم ان التفجيرات نفذت بدافع التأثر بايديولوجية «القاعدة» دون وجود علاقة مباشرة من التنظيم الذي يقوده اسامة بن لادن.