العالم العربي وهمومه على رأس اهتمامات أهل التصوير الصحافي

بيربينيان الفرنسية تستضيف المهرجان السابع عشر للصور الصحافية

TT

اجتمع أهل التصوير الصحافي مثل كل عام في أوائل سبتمبر (أيلول) في مدينة بيربينيان في جنوب فرنسا، الواقعة بالقرب من الحدود الاسبانية ومن البحر الابيض المتوسط، وذلك للعام السابع عشر على التوالي في مدينة بيربينيان في جنوب فرنسا، الواقعة بالقرب من الحدود الاسبانية ومن البحر الأبيض المتوسط. ويعد هذا اللقاء الأكبر والأهم من نوعه في العالم في إطار مهرجان «?يزا» للتصوير الصحافي الذي تنظمه بلدية مدينة بيربينيان وعدد من الداعمين الخاصين منهم مجموعة «هاشيت فيليباكي» للنشر التي تصدر عددا من المجلات العالمية مثل «باري ماتش» و«ايل».

ويتوافد كل عام في هذه الفترة نحو ثلاثة آلاف من المهنيين من مصورين صحافيين ومسؤولي وكالات أنباء ومديري أقسام التصوير في كبرى المطبوعات العالمية إلى بيربينيان ليتلاقوا ويتعارفوا ويتناقشوا ويتطلعوا على أحدث ما يهم المهنة من تقنيات جديدة ومن قوانين وقرارات اقتصادية ومن معارض. وتفتح المدينة الفرنسية الصغيرة ذراعيها لتحتضن خلال بضعة أيام نحو ثلاثين معرضا مختلفا للصور الصحافية ويزورها كل عام بين 150 ألفا إلى مائتي ألف من الزوار المهتمين بالصور التي تعرض خلال اللقاء.

ويلاحظ أنه في كل عام يكون العالم العربي في قلب الاهتمامات والمعارض والعروض اليومية التي تقدم صور الوكالات العالمية... فهذا العام مثلا عرضت الكثير من الصور عن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، ومن عملية «شرم الشيخ» الإرهابية، ومن الحياة اليومية الرهيبة في العراق، إلى وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. كما نظمت خلال المناسبة 10 معارض يدور موضوعها حول العالم العربي والإسلامي.

ويتساءل منظمو المهرجان عن غياب وسائل الإعلام العربية في حين أن الإعلام الغربي المطبوع والتلفزيوني يخصص عددا كبيرا من التحقيقات للتعرف على المصورين الصحافيين وطريقة التقاطهم للصور التي يدخل بعضها التاريخ.

ومن جهته، يأسف المصور الفرنسي اللبناني باتريك باز الذي كان أحد العارضين في «بيربينيان» لهذا الغياب العربي، كما يعاتب منظمي المهرجان قائلا إنه «مهرجان للرجل الأبيض أو الغربي ونظرته للعالم». ويسأل «لماذا يحتوي المهرجان على 6 أو 7 معارض حول العراق، ولا يوجد منهم واحد فقط لمصور عراقي مع أنهم هم الذين في الخط الأول للمواجهة، يصورون كل يوم ويتم توقيفهم وأحيانا اغتيالهم في صمت تام عربي وعالمي». ويدافع منظمو المهرجان عن أنفسهم فيؤكدون على اهتمامهم بجميع أشكال الصورة الصحافية بغض النظر عمن التقطها ويوثقون ذلك بعدد المصورين الإيرانيين أو الأفارقة أو الآسيويين الذين اتيحت لهم الفرصة لتنظيم معرض لصورهم في بيربينيان وذلك على مدى السنين الماضية. كما يذكرون معرض الثلاثة إخوة الفلسطينيين أحمد جاد الله سالم وصهيب سالم ومحمد سالم وهم يغطون الأخبار من الأراضي الفلسطينية لحساب وكالة «رويترز» البريطانية. ويعرض الإخوة الثلاثة صورا لجنائز ومراسم الدفن شبه اليومية لضحايا الانتفاضة. من جهة أخرى، يعرض باتريك باز 42 صورة تلخص ربع قرن من عمره أمضاها «يكبس على الزر في اللحظة المناسبة»، كما يحب أن يقول. ومن صوره الإنسانية التي لفتت الأنظار صورة الطفلة الفلسطينية التي تتجول في شارع من شوارع القدس العتيقة بفستانها الزهري وببراءتها يحيط بها العديد من الجنود الإسرائيليين بعتادهم وأسلحتهم. وغطى باز العديد من حروب المنطقة من لبنان إلى الضفة الغربية، ومن بغداد إلى الفلوجة.