كاترينا: بوش يقرر إرسال قوات إضافية والكونغرس يفتح تحقيقا ووزير الخزانة يتوقع ركودا قصير المدى

TT

أعلن الرئيس الاميركي جورج بوش امس إرسال أكثر من 7 آلاف عسكري اضافيين الى المناطق في جنوب البلاد التي اجتاحها الاعصار كاترينا. وقال بوش في كلمة عبر التلفزيون والاذاعة ان «الوضع يتحسن ساعة بعد ساعة. غير ان حجم المهمة يستوجب مزيدا من الوسائل ومزيدا من الموارد». وأدلى بوش بهذا التصريح في وقت يتعرض فيه الى انتقادات حادة من خصومه ببطء استجابة الحكومة لمواجهة كارثة الاعصار. وبعد بروز هذه الانتقادات قالت النائبة الاميركية كارولين تشيكس كيلباتريك «عار على اميركا، وعار على الحكومة».

وأعلنت لجنة الامن الداخلي بمجلس الشيوخ لدى توجه بوش اول من امس الى المناطق المنكوبة، انها ستفتح تحقيقا في الخطوات التي اتخذتها السلطات لمواجهة الكارثة. وصرح الاعضاء البارزون في اللجنة من ديمقراطيين وجمهوريين ان «من مسؤوليتهم التحقيق في نقص الاستعداد وعدم الاستجابة بالشكل الكافي للاعصار المدمر». وقال السناتوران سوزان كولينز وجوزيف ليبرمان: «فيما لا يزال الوقت مبكرا لاستخلاص النتائج حول رد فعل الحكومة على هذه الكارثة، فإنه يصبح من الواضح ان النقص الخطير في الاستعداد والاستجابة أعاق جهود الاغاثة في وقت حرج». ورغم انه لن يتم عقد اول جلسة من التحقيق قبل يوم الاربعاء فإن الانتقادات العنيفة التي يوجهها الديمقراطيون للإدارة الاميركية بدأت بالفعل. وتساءلت اللجنة الوطنية الديمقراطية «بعد خمسة أيام من إعصار كاترينا، لماذ لم يتحمل الرئيس بوش مسؤولياته؟ أين هي القيادة سيدي الرئيس؟».

وحافظ الديمقراطيون على مظاهر الوحدة الوطنية في وجه أسوأ كارثة تشهدها بلادهم منذ هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001، وسارعوا الى الموافقة على تخصيص مبلغ 5.10 مليار دولار للمساعدات والذي وافق عليه الكونغرس بسرعة اول من امس.

لكن وعقب انتهاء التصويت على ذلك، وبينما كان بوش لا يزال في لويزيانا لتفقد آثار الاعصار، وجه الاعضاء الديمقراطيون في مجلس الشيوخ ومجلس النواب انتقاداتهم الى البيت الابيض. وهاجم مشرعون سود بقيادة كيلباتريك التقصير في مساعدة الفقراء المحتجزين في نيو اورليانز منذ الاثنين. وحتى السناتور ماري لاندريو، المحافظة الديمقراطية من لويزيانا، قالت انه كان على الرئيس ان يدرك «فداحة» الازمة التي ضربت خليج المكسيك حيث يخشى من ان يكون الضحايا بالآلاف. وكان الباقون اكثر حزما. فقد قال روبرت فكسلر، عضو الكونغرس الديمقراطي من فلوريدا التي تعرضت لعدة أعاصير خلال السنة الماضية، ان «اقل ما يقال عن استجابة الادارة لهذه الكارثة انها تشكل عارا على الامة. كيف يعقل ان الادارة لم تدرك مسبقا حجم الكارثة؟».

ومن جانبه، وجه المخرج السينمائي مايكل مور، رسالة مفتوحة لاذعة الى الرئيس بوش بادره فيها «عزيزي السيد بوش، هل لديك أدنى فكرة عن مكان وجود كل مروحياتنا؟»، آخذا عليه حرمانه ضحايا اعصار كاترينا من كل القدرات العسكرية التي نشرها في العراق. وكتب مور الذي يعد من أشد معارضي الحرب في العراق «ان آلاف الاشخاص ما زالوا في وضع حرج في نيو اوليانز وتتحتم اغاثتهم جويا. اين اضعت كل مروحياتنا العسكرية؟ هل تحتاج الى مساعدة للعثور عليها مجددا؟ فقدت مرة سيارتي في موقف واعرف ان هذا مزعج». وختم مور الذي أخرج فيلم «فهرنهايت 9/11» توصياته لبوش: «عليك المواظبة. حاول ان تجد لنا بضع مروحيات عسكرية ترسلها الى (مواقع الكارثة). وتصرف كما لو ان هؤلاء الاشخاص في نيو اورليانز وعلى ساحل (جنوب الولايات المتحدة) مقيمون بالقرب من تكريت» في العراق.

وكان الرئيس بوش أقر اول من امس بأن استجابة ادارته مع الكارثة «غير مقبولة» قبل توجهه الى المناطق المنكوبة في الاباما والمسيسيبي ونيو اورليانز التي عمتها الفوضى في ولاية لويزيانا. إلا انه اكد بأن نيو اورليانز ستستعيد مجدها. وقال بوش اثناء مغادرته للمدينة المدمرة: «لن انسى ما رأيته. أدرك ان هذا الدمار لا يتطلب اهتماما عابرا فحسب. انه يحتاج الى اهتمام البلاد لفترة طويلة».

وتم بسرعة ربط الوضع بالاموال الضخمة التي تذهب للحرب في العراق والتي باتت تحظى بمستوى أقل من التأييد. ودعا مارك فولي، عضو الكونغرس من فلوريدا، بوش الى اعادة رجال الحرس الوطني من العراق للمساعدة في اغاثة سكان المناطق المنكوبة والتي ينتمون اليها.

في غضون ذلك، قال وزير الخزانة جون سنو، ان الاعصار «كاترينا» لن تكون له آثار دائمة على النمو الاقتصادي الاميركي، مشيرا الى ان رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) آلن غرينسبان يتفق معه في هذا التقييم. وقال سنو الذي قطع زيارته الى بريطانيا ليعود الى واشنطن اول من امس انه بحث آثار الاعصار مع غرينسبان.

ورأى سنو ان الاعصار يشكل ضربة قاسية للاقتصاد الذي «ينعم بحالة جيدة لحسن الحظ»، كما قال. وقال سنو: «بكل وضوح، سيكون ذلك بمثابة ضربة قاسية للاقتصاد، لكنه (الاقتصاد) في حالة جيدة لحسن الحظ. ان النمو سيتباطأ قليلا... وسيكون لاعصار كاترينا تأثير سلبي لفترة من الزمن طالما لم يعد الوضع الى طبيعته». وتابع سنو: «هناك تداعيات على قطاع الطاقة»، معتبرا انه بات على الولايات المتحدة ان تواجه اسعارا مرتفعة جدا تعيق اداء الاقتصاد. وقال: «ان ذلك سيضاف الى هذه الظاهرة». وأكد سنو: «لكني على ثقة اننا سننهض بشكل جيد واننا لن نحيد كثيرا عن الطريق الذي نسلكه». ورأى ان حجم الأضرار «يصعب تصوره».