60 دولة بينها 3 عربية عرضت مساعداتها على أميركا

TT

بدأت فرق الإنقاذ والمساعدات تتدفق على المناطق المتضررة من الإعصار (كاترينا) الذي طال الاثنين الماضي جنوب الولايات المتحدة، في وقت عرضت فيه نحو 60 دولة، بينها 3 دول عربية، تقديم مساعدات. وفي الوقت نفسه، قررت وكالة الطاقة الدولية اللجوء الى الاحتياطي النفطي الاستراتيجي لدى أعضائها من اجل تجنب حصول نقص في هذا المجال. ولم تتقدم واشنطن حتى الآن بأي طلب مساعدة ملموس، مع ان المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية، شون ماكورماك، أشار الى «ان اي عرض للمساعدة لن يرفض».

وقررت الدول الصناعية الكبرى، الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة، اللجوء الى احتياطها الاستراتيجي بمقدار مليوني برميل يوميا لثلاثين يوما اي ستين مليون برميل. وتضم الوكالة 26 دولة، وقد انشئت عام 1974 بعد اول ازمة نفطية بهدف متابعة مصالح بلدانها في قطاع الطاقة. ومن ضمن هذه الكمية، ستسحب الولايات المتحدة 30 مليون برميل من احتياطها، بينما ستقدم الدول الاخرى الاعضاء في الوكالة الثلاثين مليونا المتبقية. وقال المدير التنفيذي للوكالة، كلود مانديل، الليلة قبل الماضية، في باريس ان قرار اللجوء الى الاحتياطي الاستراتيجي يهدف الى «تجنب نقص». واضاف ان «الفكرة ليست خفض اسعار المنتجات النفطية بل تجنب نقص، ليس في الولايات المتحدة وحدها بل في كل مكان».

وحتى الآن لم تلجأ الوكالة الى مخزوناتها الاستراتيجية سوى في بداية حرب الخليج مطلع عام 1991. وأعلن رئيس الوزراء الكندي، بول مارتان، ان بلاده ستزيد انتاجها النفطي وستحقق «قريبا» فائضا للتصدير من اجل «استقرار الاسعار» و«مساعدة الأميركيين».

وحسب لائحة نشرتها الخارجية الاميركية، فان نحو 60 دولة عرضت تقديم مساعدات بعد الإعصار. وعرضت القارة الاوروبية مساعدة واسعة بشكل جماعي عبر لسان المفوضية الاوروبية وبشكل فردي. وعرضت الأمم المتحدة والحلف الاطلسي ومنظمة الدول الأميركية ومنظمة الصحة العالمية والمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة مساعداتها ايضا.

كما اقترحت دول أخرى تقديم مساعدات; بينها كندا والصين واليابان وروسيا واستراليا واسرائيل وإندونيسيا والهند. كما اعربت دول اخرى معروفة بعدم تعاطفها مع الادارة الاميركية عن استعدادها للمساعدة ككوبا وفنزويلا. وهناك ثلاث دول عربية فقط عرضت مساعدتها، وهي الأردن والعربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة.

وأعرب حلف شمال الاطلسي عن «استعداده لتلبية أي طلب مساعدة» من جانب الولايات المتحدة، بينما اكد الاتحاد الاوروبي مجددا الجمعة رغبته في المساعدة. وقال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد خافيير سولانا: «سنعطيهم كل ما يطلبون، من احتياطي النفط الى اي شيء آخر يحتاجون اليه». واعلنت الرئاسة البريطانية للاتحاد الأوروبي انه يعود الى كل من الدول الـ 25 الاعضاء ان تقرر اللجوء او عدم اللجوء الى احتياطها النفطي لمساعدة الولايات المتحدة. وعبرت ألمانيا وبلجيكا عن استعدادهما للجوء الى هذا الاحتياطي لتلبية الاحتياجات الأميركية، بينما قالت إسبانيا انها تؤيد مبدئيا هذا الاجراء. وسيجتمع خبراء الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي الاسبوع المقبل لمناقشة وضع السوق النفطية وامكانية اللجوء الى المخزون النفطي. وقال وزير الخارجية البريطاني، جاك سترو، ان مساهمة الاتحاد الاوروبي ستتركز خصوصا على المساعدة الانسانية واللوجستية. كما اكد رئيس وزراء بريطانيا توني بلير ان لندن مستعدة «للمساعدة بكل الوسائل». من جهتها، اقترحت ألمانيا انظمة للتزويد بمياه الشفة ومساعدات لإسكان المشردين بسرعة، بينما عرضت فرنسا مساعدة تتألف من ثماني طائرات وسفينتين و600 خيمة وألف من اسرة المخيمات. كما عرضت عدة مساعدات اخرى من انواع مختلفة.

وقد شكرت وزيرة الخارجية الاميركية، كوندوليزا رايس، كل الجهات التي عرضت مساعداتها. واوضحت في مؤتمر صحافي ان وزارة الخارجية تحيل عروض المساعدة الآتية من الخارج الى الوكالة الفيدرالية المكلفة الأوضاع الطارئة التي تحدد الحاجات. وقالت «في بعض الحالات، وفي اماكن مثل نيو أورليانز، المشكلة تكمن في ايصال المساعدات. يمكن القبول ببعض العروض على الفور، بينما لا يمكن القبول بالعروض الاخرى إلا لاحقا». واضافت رايس ردا على سؤال عن رفض عروض روسية او فرنسية، «لم نرفض أي عرض» للمساعدة.

وجاءت عروض المساعدات حتى من دول لا تقيم علاقات جيدة مع الولايات المتحدة. وعرض الرئيس الكوبي فيدل كاسترو إرسال 1100 طبيب و4.26 طن من الادوية. وأوضح كاسترو في كلمة بثها التلفزيون والإذاعة ان 100 طبيب يمكن ان يتوجهوا جوا الى هيوستن (تكساس) مساء الجمعة يليهم 500 آخرون السبت و500 الأحد. وقال كاسترو في كلمته المطولة ان «كوبا على استعداد للمساعدة فورا. نقدم اشياء ملموسة، اطباء للتوجه الى مكان الكارثة وهذا ما ينقص حاليا»، مؤكداً ان هذا الاقتراح يندرج في اطار «روح التعاون الحقيقي». واضاف الرئيس الكوبي: «انها مبادرة صادقة ومبادرة سلام لا ترافقها اي شروط»، في اشارة الى الحصار الاقتصادي الذي تفرضه الولايات المتحدة على كوبا منذ اربعة عقود. وكانت كوبا قد رفضت مساعدة أميركية بقيمة 50 الف دولار بعد الإعصار (دنيس) الذي ضرب الجزيرة في 8 يوليو (تموز) الماضي.