في سابقة هي الأولى من نوعها، كشفت حركة المقاومة الاسلامية «حماس» عن هوية اعضاء مجلسها العسكري. وفي نشرة خاصة وزعها المكتب الاعلامي لـ«كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري للحركة، تم الكشف عن هوية قادة «كتائب القسام» في قطاع غزة والذين يشكلون معاً المجلس العسكري للحركة. وتعتبر النشرة، التي وضعت على الموقع الالكتروني لـ«للكتائب»، تحدياً للسلطة الفلسطينية في وقت تواجه ضغوطا دولية لنزع سلاح الجماعات المسلحة في غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي.
وقال القائد العام لـ«الكتائب» محمد الضيف في النشرة، التي وزع منها ربع مليون نسخة في غزة، ان «حماس» لن تتخلى عن سلاحها، وتوعد «الرد على كل من يهاجمنا، ان كانت السلطة أم اسرائيل». وفي اشارة الى قوة «كتائب القسام» ونيتها للاستمرار في عملها، سردت النشرة، المعنونة «فجر الانتصار»، تفاصيل عمليات «الكتائب» السابقة والمسؤولين عن تنفيذها. وبحسب ما ورد في النشرة، فان محمد ابراهيم السنوار، 30 عاماً، والملقب «ابو ابراهيم»، هو قائد منطقة خان يونس في «كتائب القسام»، في حين يقود منطقة رفح وجنوب القطاع محمد ابراهيم صلاح ابو شماله ، 31 عاماً، المعروف بـ«ابو خليل». ويتولى رائد سعد ، 33 عاماً، المعروف بـ«ابو معاذ» قيادة الكتائب في مدينة غزة، بينما يقود احمد ناجي غندور (ابو أنس)، 38 عاماً، «الكتائب» في شمال القطاع. ويشغل كل من أحمد سعيد الجعبري، 45 عاماً، ومروان عبد الكريم عيسى، 40 عاماً، موقع مساعد القائد العام لـ«الكتائب» محمد الضيف. وقال الجعبري: «الكتائب لا ترغب بحدوث أية مواجهة مع السلطة، ولكن اذا ارادت السطة الاقتراب من سلاحنا ستجدنا أشداء ولن نسمح لها أو لغيرها بالتطاول على سلاحنا». وتتهم المخابرات الاسرائيلية الجعبري بتشكيل وقيادة «الجيش الشعبي» لحركة حماس المكون من الفي عنصر. وقد نجا الجعبري من محاولة اغتيال قتل فيها اثنان من ابنائه وشقيقه وزوج ابنته.
وبحكم موقعه كقائد لمنطقة خان يونس، يعتبر محمد السنوار مسؤولاً عن معظم عمليات اطلاق الصواريخ والقذائف على التجمع الاستيطاني «غوش قطيف»، الذي تقع معظم المستوطنات فيه غرب مدينة خان يونس. وفي نص «فجر الانتصار» المنشور على الانترنت، يقول السنوار الذي قضى ثلاث سنوات في السجن، إنه الى جانب استهداف جيش الاحتلال ومستوطنيه، استهدفت «كتائب القسام» من اعتبرهم «عملاء المخابرات الاسرائيلية». ويكشف السنوار، الذي نجا من ثلاث محاولات اسرائيلية لاغتياله، النقاب عن نجاح مسؤول الأمن في قيادته في تجنيد عدد من العملاء في تنفيذ بعض العمليات، ولا سيما عمليتا «السهم الثاقب»، و«ثقب في القلب»، اللتان اسفرتا عن مقتل عشرة جنود اسرائيليين وجرح عدد غير محدد. والسنوار هو شقيق يحيى السنوار، مؤسس أول جهاز عسكري لـ«الاخوان المسملين» في قطاع غزة، والذي يقضي حكماً بالسجن المؤبد في معتقلات الاحتلال لمسؤوليته عن قتل جنود وضباط مخابرات اسرائيليين. ويعتبر محمد ابو شماله، بصفته قائداً لمنطقة «رفح»، مدبر معظم عمليات «الانفاق المفخخة» التي شكلت تحدياً كبيراً لاسرائيل في آخر عامين من انتفاضة الاقصى. وقال ابو شماله في نشرة «فجر الانتصار» انه عندما تبين حجم التأثير الذي تركته عمليات «الانفاق المفخخة» ، تقرر تكثيفها. وتعرضت النشرة لأعضاء المجلس العسكري لـ«الكتائب» الذين قتلوا برصاص قوات الاحتلال، وعلى رأسهم صلاح شحادة القائد العام لـ«كتائب القسام» الذي قتل في عملية اغتيال في السابع من يوليو (تموز) الماضي.