أصوات غائبة في الانتخابات المصرية

مخاوف من إقبال ضعيف على الانتخابات بسبب الأخطاء في الجداول الانتخابية و«الثقافة السياسية»

TT

اكثر ما يشغل السياسيون المصريون الآن سواء في الحزب الوطني أو الأحزاب المعارضة هو أن يستجيب الناخبون لدعوات المشاركة ويتوجهون إلى صناديق الاقتراع للادلاء باصواتهم في الانتخابات الرئاسية. وقد شهد الاستفتاء على تعديل المادة 76 إقبالا جماهيريا ضعيفا أو متوسطا على احسن تقدير، وهو ما يتوقعه البعض خلال الانتخابات المقبلة. وهناك عدة أسباب تؤدي إلى هذا التوقع منها ترجيح فوز الرئيس المصري حسني مبارك، والعقبات البيروقراطية التي تتعلق بالجداول الانتخابية وما يشوبها أحيانا من أخطاء إملائية تتسبب في منع عدد من الناخبين عن الإدلاء بأصواتهم، وكذلك التقاعس التقليدي عن التوجه إلى اللجنة الانتخابية والوقوف في الطوابير، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في حزب «الأغلبية الصامتة» التي لا تشارك في الاقتراعات أو الاستفتاءات أو الانتخابات لعدم الاقتناع بجدواها أو بالمرشحين وبرامجهم أو لأنهم من طول فترة التهميش التي تعرضوا لها اعتادوا على هذا التهميش وعدم المشاركة.

وإجمالا فإن عدد الناخبين الذين يحق لهم التصويت يتراوح ما بين 28 مليون شخص إلى 31 مليون شخص، غير ان معظم السياسيين يتوقع ان يشارك في الانتخابات ما بين 20% إلى 40%، وبعضهم يتوقع اكثر قليلا. فمثلا يتوقع صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني الحاكم أن تصل نسبة المشاركة إلى 50% قائلا: إننا نسعى لتحقيق اكبر مشاركة، فلاول مرة في تاريخ مصر يجري انتخاب رئيس الجمهورية بين عدة مرشحين لذلك فهذه التجربة لا يمكن مقارنتها بأية انتخابات مرت في مصر ومن الصعب توقع نسبة المشاركة، نتمنى أن تصل نسبة المشاركة إلى 50%. ورفض الشريف ذكر توقعاته عن فرض فوز الرئيس مبارك، وقال: لا أريد أن اسبق الأحداث، ونأمل أن يحصل مرشح الحزب الوطني على اعلى نسبة في الأصوات تتناسب مع مكانته.

أما الدكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار وعضو الحملة الانتخابية لمرشح الحزب الوطني، فقال: إن استطلاعات الرأي التي أجريت داخل مركز الحملة أو ما شاهدناه من إقبال جماهيري لحضور المؤتمرات الانتخابية في المحافظات تشير إلى أن هناك إقبالا للتصويت والتوجه إلى صناديق الاقتراع، وهناك عدد من الترتيبات المناسبة سيقوم بها الحزب لتنظيم توافد الناخبين على صناديق الاقتراع على مدار الساعات المحددة يوم 7 سبتمبر وهي أمور لوجستية وتنظيمية نأخذها كمعطيات من لجنة الانتخابات الرئاسية ونعمل كحزب في إطارها، وتابع: قمنا بالجهد المناسب الذي يستهدف حشد 50 في المائة على الأقل ممن يحق لهم التصويت من واقع المسجلين في الكشوف الانتخابية وهو الحد الأدنى، ونستطيع أن نتجاوز هذه النسبة إذا كانت هناك سهولة وسيولة في التوافد على صناديق الاقتراع، ورفض محيي الدين تقدير نسبة للأصوات التي يحصل عليها مرشح الحزب الوطني قائلا «اترك هذا للشعب».

ومن جانبه، أوضح د. إبراهيم كامل صاحب مجموعة شركات «كاتو» وعضو أمانة السياسات بالحزب الوطني أن هناك بعض المخاوف من أن يتقاعس الناخبون عن الذهاب للتصويت بحجة أن الانتخابات محسومة. وقال د.إبراهيم كامل: إن اكثر ما يقلقني هو انخفاض المشاركة في المدن وسأكون سعيدا جدا إذا وصلت نسبة مشاركة الناخبين في المدن الكبيرة إلى 20 في المائة من الأصوات المسجلة، أما في الريف فأتوقع أن ترتفع إلى 40 في المائة وهي نسبة سأكون سعيدا أيضا بها، وأهل الريف عادة يشاركون اكثر من أهل المدن. وتوقع إبراهيم كامل أن يفوز مرشح الحزب الوطني بنسبة في حدود 80 في المائة. وأشار محمد أبوالعينين رجل الأعمال وعضو مجلس الشعب الي أن هناك ثقافة جديدة في المجتمع المصري يشعر معها المواطن بأهمية صوته، متوقعا ان ترتفع نسبة مشاركة الناخبين 70 في المائة وان يحصل مرشح الحزب الوطني على نسبة من الأصوات تفوق إلى 70 في المائة.

ومن ناحيته، قال سعيد الألفي رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس الشعب انه لو شارك الناخبون بنسبة 30 في المائة إلى 40 في المائة ممن يحق لهم التصويت، سيكون هذا الرقم جيدا نظرا لأنها الانتخابات التعددية الاولى في تاريخ مصر المعاصر، وتابع: هذا لا يرجع إلى تقاعس الناخبين لكنه يرجع إلى ضرورة تنقية الجداول الانتخابية التي توجد بها أخطاء إملائية تمنع بعض الناخبين عن الإدلاء بأصواتهم، وأتذكر أحد الناخبين اسمه فادي، ومكتوب اسمه في الجداول الانتخابية نادي، ورفض القاضي المشرف على اللجنة مشاركته في التصويت. وقد جرت محاولات لتحسين الجداول الانتخابية ولو تم ذلك سيكون معدل التوافد على صناديق الاقتراع اعلى ونأمل أن يكون العدد كبيرا. ويرى الألفي أن مرشح الحزب الوطني سيحصل على نسبة لن تقل عن 70 في المائة من الأصوات.

ويشير د.محمد عبد اللاه رئيس جامعة الإسكندرية وعضو أمانة الحزب الوطني أن هناك تحفيزا للمواطنين للذهاب للاقتراع من خلال إقامة الندوات للتوعية بالإضافة إلى تكليفات تنظيمية لعقد لقاءات في جميع الدوائر التابعة لمحافظة الإسكندرية، ويؤكد عبد اللاه أنه تم عقد لقاءات مع جميع القبائل بدءا من السلوم وسيوة إلى الحمام في غرب الإسكندرية لتحفيز البدو على المشاركة في الانتخابات. وتوقع عبد اللاه أن تكون نسبة المشاركة في الريف اعلى من المدن، لكنه توقع أن ترتفع نسبة المشاركة إلى 70 في المائة من المقيدين بالجداول الانتخابية في الإسكندرية. وأوضح انه لا يمكن استهداف نسبة اكبر من هذا لان هناك بعض الناخبين يمكن أن يكونوا مسافرين أو مهاجرين أو لديهم أشغال تمنعهم عن المشاركة، وتوقع أن يحصل مرشح الحزب الوطني على نسبة 70 في المائة من الأصوات في الإسكندرية، ونفس النسبة توقعها ماهر اباظة وزير الكهرباء الأسبق عضو الحزب الوطني بمحافظة الشرقية، مشيرا الي أن الشرقية ستكون المحافظة الأكثر مشاركة في التصويت في الانتخابات بين المحافظات الأخرى، وان يحصل مرشح الحزب الوطني على نسبة أصوات ما بين 70 في المائة إلى 75 في المائة وان تنقسم نسبة الأصوات الباقية على بقية المرشحين.