الفرنسيون يتسقطون أخبار الرئيس شيراك بعد إدخاله المستشفى العسكري في باريس

مصادر رئاسية لـ : مسألة تكليف جهة لتحمل أعباء الرئاسة ليست مطروحة

TT

تتجه أنظار الفرنسيين الى مستشفى فال دو غراس العسكري في باريس، متسقطة أخبار الرئيس جاك شيراك، الذي أدخل إليها مساء الجمعة بعد إصابته بحادث سيلان للدم على مستوى العين، وصفته إدارة المستشفى ورئيس الوزراء دومينيك دو فيلبان وقصر الإليزيه بـ«البسيط». غير أنه ادى الى إصابة شيراك باضطراب في النظر لم يعرف عنه الكثير من التفاصيل.

ولم يذع خبر نقل شيراك الى المستشفى العسكري إلا صباح أمس، ببيان صدر عن إدارة المستشفى. وأخفي خبر الحادث وإدخال الرئيس الفرنسي الى المستشفى حتى عن دومينيك دو فيلبان، الذي أعلم به صباح امس وهو في مدينة لا بول على المحيط الأطلسي، حيث يحضر أعمال «الجامعة الصيفية» لحزب التجمع من أجل حركة شعبية. وكان هذا الحزب (الرئاسي)، قد رأى النور في عام 2002 لتسهيل إعادة انتخاب شيراك رئيسا للجمهورية. وخلال العهد الرئاسي الأول لشيراك، شغل دو فيلبان منصب امين عام الرئاسة وكان أحد أقرب معاونيه.

وحرصت مصادر قصر الرئاسة، على تطمين الفرنسيين حول الحال الصحية للرئيس شيراك. وقال أحد المصادر الرئاسية، الذي اتصلت به «الشرق الأوسط»، إن مسألة تكليف جهة لتحمل أعباء الرئاسة «لم تطرح وليست مطروحة». وينص الدستور الفرنسي على ان رئيس مجلس الشيوخ، الذي هو حاليا كريستيان بونسوليه، «يتحمل مهمات الرئاسة» في حال شغر المنصب.

وأعلن دو فيلبان في لا بول، أن شيراك سيبقى في المستشفى طيلة أسبوع كامل للمعالجة ولإجراء فحوصات. ومن اهم هذه الفحوصات، وفق مصادر طبية، إجراء مسح دماغي بواسطة جهاز «السكانر» للرئيس، للنظر في إمكان تعرضه لجلطة في الدماغ. والحادث «البسيط» الذي تعرض له شيراك ناتج عن توقف سيلان الدم بسبب تجمد نقطة منه، مما أدى الى اضطراب في النظر. والمهم ألا يتكرر الحادث ويصيب الدماغ وهو ما يسمى بجلطة دماغية. وقال دو فيلبان، الذي زار الرئيس في المستشفى العسكري عصر امس، إنه تحادث معه مطولا صباحا وتناول معه الملفات قيد المعالجة، ومنها تقديم مساعدة للولايات المتحدة الأميركية بسبب الخسائر التي أنزلها إعصار كاترينا في ولاية لويزيانا وغيرها. كذلك اعلن قصر الاليزيه ان شيراك تشاور مع امين عام الرئاسة لتأجيل نشاطاته للأسبوع القادم. وفيما اجمعت الطبقة السياسية الفرنسية على تمني الشفاء العاجل للرئيس شيراك الذي يمضي في قصر الاليزيه عامه العاشر طالب أمين عام الحزب الإشتراكي الفرنسي فرنسوا السلطات بتوخي الشفافية والحقيقة في اطلاع الفرنسيين على تطور صحة الرئيس.

وما زال الفرنسيون يتذكرون أن الرئيس السابق فرنسوا ميتران أخفى عنهم طيلة سنوات طويلة إصابته بمرض السرطان. وطيلة هذه السنوات كان قصر الاليزيه يصدر بيانات كاذبة عن تمتع ميتران بصحة جيدة. وتوفي ميتران عام 95 بعد اشهر قليلة على مغادرنه قصر الاليزيه الذي أمضى فيه 14 عاما.

ويبلغ الرئيس شيراك من العمر 72 عاما. ولا شك في أن الحادث الذي أصابه سيطلق مجددا حملة التكهنات والمراهنات حول المعركة الرئاسية القادمة. وكان شيراك قد أمضى وعائلته اقل من ثلاثة أسابيع، بمناسبة الفرصة الصيفية السنوية، في المنتجع الصيفي الرئاسي على الشاطئ المتوسطي. وعاد من فرصته مرتاحا وبصحة جيدة.