مفوض الأمن يحذر من تفجيرات أخرى لـ«القاعدة» في أوروبا

خبراء يرون «أبعاداً خطيرة جديدة» في شريط تبني «القاعدة» لتفجيرات لندن

TT

عبر مفوض شؤون الامن بالاتحاد الاوروبي امس عن اعتقاده بأن التفجيرات الانتحارية التي استهدفت لندن في 7 يوليو (تموز) الماضي قد تكون من فعل جماعات على صلة بتنظيم «القاعدة». وحذر من احتمال حدوث هجمات اخرى في اوروبا. وقال فرانكو فراتيني، مفوض الاتحاد الاوروبي للعدل والأمن، انه سيسعى للوصول الى خطوط عريضة من اجل العمل على منع الارهاب ومكافحته في جلسة للبرلمان الاوروبي الاسبوع الحالي. وسبق ان قال ان جهود انشاء شبكة استخبارات على نطاق الاتحاد الاوروبي سيتفق عليها هذا الاسبوع.

وقال فراتيني لوكالة «رويترز» ان اقتراح جمع المعلومات سيكون على جدول اعمال اجتماع وزراء خارجية ووزراء عدل الاتحاد الاوروبي في مدينة نيوكاسل الانجليزية هذا الاسبوع.

واضاف فراتيني، وزير الخارجية الايطالي السابق الذي يزور لاتفيا حاليا، ان السلطات البريطانية تدرس شريط الفيديو المصور الذي بث الخميس وتبنت فيه «القاعدة» الاعتداءات. وقال فراتيني في مؤتمر صحافي: «في رأيي الشخصي، فان الهجمات الارهابية ضد الدول الديمقراطية ستستمر في هذه المرحلة بكل أسف». واضاف: «الجماعات المتصلة بالقاعدة من المحتمل (ان تكون) وراء تفجيرات لندن». ورأى فراتيني ان «القاعدة» استهدفت لندن والحرية في اوروبا، و«للأسف، هذا ما يجعلني اعتقد ان تلك الاستراتيجية الرهيبة للارهابيين لن تتوقف هنا».

ولم تصدر الحكومة البريطانية اي بيان بشأن الشريط المصور الذي تضمن حديثاً للرجل الثاني في «القاعدة» ايمن الظواهري و«وصية» محمد صديق خان، احد منفذي تفجيرات 7 يوليو، لكن بعض الخبراء شككوا في ان «القاعدة» لعبت دورا اساسيا في تفجيرات لندن. ونقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية امس عن مسؤول بريطاني مختص في مكافحة الارهاب قوله انه يشكك في وجود علاقة مباشرة بين اعتداءات لندن و«القاعدة» رغم بث شريط الفيديو الأخير. وقال المسؤول البريطاني: «هذا يبقينا في الخانة نفسها». واكدت الصحيفة ان المحققين البريطانيين يعتقدون ان الانتحاريين كانوا من «ابناء البلد» ولا شيء يثبت وجود «عقل مدبر» يديرهم.

ورأى خبراء أمن، من ناحية اخرى، ان «وصية خان»، تهدف لدعوة المسلمين المتطرفين في بريطانيا لحمل السلاح.

وكان خان قد قال في وصيته: «إننا في حرب وأنا أحد جنودها». واضاف انه شارك في التفجيرات بدافع الرد على «الفظاعات» التي يتعرض لها المسلمون. وقال موجها خطابه الى شعوب الدول الغربية ان «حكوماتكم المنتخبة ديمقراطيا تواصل ارتكاب فظاعاتها ضد أمتي في كل مكان من العالم. ان دعمكم لها (الحكومات) يجعلكم مسؤولين مباشرة كما اني مسؤول عن حماية والثأر لإخواني وأخواتي المسلمين». اما الظواهري فأشاد في الشريط بتفجيرات لندن وهدد بضرب مصالح الدول الغربية التي «شاركت في العدوان على فلسطين وافغانستان والعراق».

وقال محللون ان كلام خان من المحتمل أن يكون أكثر خطورة لانه لم يشر بشكل مباشر لحرب العراق وانما هو محاولة عامة للتحريض على أعمال مماثلة. وقال بوب ايرز، ضابط الاستخبارات الاميركي السابق والمقيم في بريطانيا حاليا: «انها خطة تجنيد ودعوة لحمل السلاح. تحث الطائفة الاسلامية على الاضطلاع بدور أكثر فعالية».

ورجح خبراء أن «القاعدة» لم تلعب دوراً رئيسياً في تفجيرات لندن. وقال روهان جوناراتنا الخبير في شؤون شبكة اسامة بن لادن: «دورهم الايحاء والتحريض فقط. ليس لهم اي سيطرة على العمليات».

غير ان ذلك لا يعني عدم وجود اي صلات او ان المهاجمين من الهواة. وقال شان بريتون من المعهد الملكي للخدمات المتحدة (بريطاني) ان الشريط «يضعهم وسط عملية تتسم بدرجة عالية من التطرف والتحفيز وتنطوي على صلات وتنظيم قوي». وأضاف أن للمجموعة صلات قوية بـ «القاعدة» الى الدرجة التي مكنتها من الحصول على الشريط.

وقال جوناراتنا ان حقيقة أن منفذي تفجيرات لندن لا ينتمون لأي جماعة وتأثروا فقط بمفهوم الجهاد العالمي تطور خطير جدا. وحذر قائلاً: «الامر الاكثر اهمية ان اوروبا بدأت تفرز جيلا جديدا من المهاجمين الانتحاريين من مسلمي اوروبا وسيقلدهم كثيرون».