عصابة من مستوطنين وضباط إسرائيليين تبيع أراضي فلسطينية بوثائق مزورة

الفضيحة اكتشفت بالصدفة عبر أفراد عائلة وزير أردني راحل

TT

أكد جهاز مراقب الدولة في اسرائيل معلومات تفيد بأن ثلاثة ضباط في الجيش الاسرائيلي ومعهم عدد من المستوطنين في الضفة الغربية ومحامين اسرائيليين، شكلوا عصابة لبيع العقارات والأراضي الفلسطينية الى مؤسسات يهودية رسمية وغير رسمية وذلك باستخدام وثائق ملكية مزورة. وقال المراقب في تقريره الجديد، الذي نشر في الأسبوع الماضي وتناول مئات القضايا المتعلقة بالجيش وبوزارة الدفاع في المناطق الفلسطينية المحتلة، ان الضابط هو يائير بلومنطال. وهو برتبة مقدم. ويتمتع بصلاحيات هائلة في تحديد حدود المستوطنات ومعسكرات الجيش. فكان يعلن عن منطقة بأنها عسكرية مغلقة يريد استخدامها لأغراض عسكرية، ثم يضرب من حولها سياجا. ثم يقرر كيف يستخدمها هو وشركاؤه المستوطنون. وكان بلومنطال، ومعه شريكان من بين المستوطنين هما الشقيقان يعقوب ويوسف عمرام، ذوو اطلاع على مكاتب الادارة المدنية في الجيش الاسرائيلي، وخصوصا دائرة تسجيل الأراضي. وبواسطتها كانوا يعرفون وضعية الأرض. فاذا مات صاحب أرض فلسطيني يسارعون الى تغيير تسجيل أرضه قبل أن يتحرك ورثته واذا عرفوا ان هناك عقارا مهملا وان أصحابه غائبون ومغتربون عن البلاد، يسارعون الى تزوير وثائق بيع وشراء. وفي الغالب كانوا يسجلون البيع بواسطة شركة عربية وهمية لا وجود لها ويبيعونها لشركة «همنوتا»، التابعة لدائرة «الكيرن كييمت» (الاراضي) الحكومية الاسرائيلية. وقد حصلوا بهذه الطريقة على بضعة ملايين من الدولارات. وباعوا أراضي فلسطينية في معظم مناطق الضفة الغربية من الخليل جنوبا وحتى جنين في الشمال.

وعملت هذه العصابة منذ عدة سنوات وباعت ألوف الدونمات من الأراضي من دون أن يكتشف أمرها أحد. وفقط السنة الماضية بدأت تتضح خيوط اللعبة. ويعود الفضل في فضح القضية الى ورثة وزير أردني راحل، رفض المراقب الاسرائيلي ان يكشف عن اسمه. فقد كان الورثة يعرفون بأن والدهم ترك لهم أرضا قرب أريحا، وقام أحدهم في الماضي بزيارتها برفقة والده. أي انه يعرف الأرض جيدا. بيد انهم فوجئوا وصدموا عندما عرفوا ان أرضهم مصادرة وقد باتت بأيدي المستوطنين. فاعترضوا في المحكمة واكتشفت القضية.

يذكر ان هناك عدة عصابات سمسرة وتزوير تعمل في اسرائيل وتتاجر بألوف الدونمات الفلسطينية، وقد ثارت الشكوك طول الوقت بأن جهات رسمية في الجيش تتعاون وربما تشارك معها. ويعمل مع هذه العصابات بعض ضعاف النفوس الفلسطينيين أيضا. وقد نشرت الصحف الاسرائيلية أول من أمس ان أحدهم، واسمه محمد مرجة، من القدس العربية المحتلة أقام على أرضه الواقعة في حي رأس العامود في المدينة المقدسة، عمارة مؤلفة من 7 طوابق واختفى. فتبين انه باع الأرض وما عليها بمبلغ مغر للمستوطنين. وبعد أيام من اختفائه، حضر المستوطنون وسكنوا في العمارة ورفعوا فوقها الأعلام الاسرائيلية ووضعوا الحراسة المسلحة حتى لا يحاول الفلسطينيون دخولها. وكتب مراقب الدولة العبرية ان أنظمة الجيش الاسرائيلي تساعد على القيام بعمليات نهب الأراضي الفلسطينية بسهولة، اذ ان كل ضابط يتمتع في الضفة الغربية بصلاحيات واسعة مهما كان كبيرا أو صغيرا. فهو يستطيع مثلا ضرب سياج حول مستوطنة أو حي أو معسكر جيش من دون أن يرجع الى أي عنوان.