مرشح «الغد» يرفض الاعتراف بنتيجة الانتخابات ويتقدم ببلاغين للجنة الرئاسية للتحقيق في التجاوزات

TT

بعد ساعات قليلة من فتح باب الاقتراع أمس، تحولت الانتخابات الرئاسية المصرية، إلى معركة ساخنة بين الحزب الوطني ومرشحه (مبارك)، وبين الدكتور أيمن نور مرشح حزب (الغد)، أكثر المرشحين إثارة للجدل، ولم تكن المعركة انتخابية أو سياسية، لأنها اتخذت أبعاداً تجاوزت إلى حد كبير حدود المعارك الانتخابية والسياسية، ووصل أحد فصولها إلى إعلان مرشح (الغد) في مؤتمر صحافي عقده بمقر حزبه (وسط القاهرة)، بعد ظهر أمس (وذلك بعد منعه من دخول المركز الصحافي ورفض مدير المركز، أن يعقد مؤتمره هناك)، أعلن نور عدم اعترافه بنتيجة الانتخابات الرئاسية، نتيجة لما سماه «التزوير المفضوح»، واستعرض مرشح (الغد) أمام الصحافيين ومصوري الصحف ووكالات الأنباء، تفاصيل عمليات التزوير التي شاهد بعضها خلال جولته على عدد من الدوائر، بجانب ما تلقته غرفة عمليات الحزب، التي تتابع الانتخابات وتتلقى تقارير مندوبيها وشكاوى المواطنين.

واتهم نور، الحزب الوطني الحاكم بتزوير الانتخابات، مع سبق الإصرار والترصد ـ على حد تعبيره ـ عارضاً أمام المصورين نموذجاً من بطاقة دليل الناخب، المدون عليها اسم مرشح الحزب الوطني، ومعها ورقة مالية بعشرين جنيها، والبطاقة مدون فيها اسم عبد الناصر عبد الرحمن المنصوري عضو مجلس محلي محافظة القاهرة، واسم شهرته «أمير المنصوري» ـ أخرج البطاقة والورقة المالية من مظروف مطبوع عليه اسم عضو المجلس المحلي ـ وتحمل البطاقة رقم 460 واسم الناخب «حسام الدين حنفي».

وأشار نور إلى أن الناخب سلمه البطاقة، كاشفاً عن تلقيه مبلغ العشرين جنيها، مقابل التصويت لمرشح الحزب الوطني (الحاكم)، وقال نور إن هذه البطاقة مجرد نموذج من عدد كبير من البطاقات، استخدمت بنفس الطريقة في لجان عديدة ارتفع المقابل في بعضها من عشرين إلى خمسين جنيها، مشيراً إلى أن أجهزة الأمن، قامت بطرد العديد من مندوبيه من اللجان، وهددتهم بالاعتقال، كما منعت عدداً كبيراً من الناخبين بينهم أعضاء بالحزب من التصويت، في الوقت الذي سمحت فيه للناخبين خاصة التابعين للحزب الوطني بالتصويت بالبطاقة الشخصية فقط، من دون أن يملكوا بطاقة انتخابية، مما فتح باب التلاعب، خاصة في صناديق الوافدين، التي كانت الباب الرئيسي للتزوير، مؤكداً أن كل هذه التجاوزات موثقة وستصدر في تقرير مفصل.

وكشف نور أن الحبر الفسفوري، ليس كما أعلنوا عنه، وقالوا إنه لا يزال بأي وسيلة قبل مرور 24 ساعة، مدللا على ذلك بطريقتين الأولى تقارير من معامل تحاليل وأطباء بيطريين تفيد أن الحبر الفسفوري المستخدم في العملية الانتخابية، هو نفس الحبر المستخدم في «ختم» اللحوم بعد ذبحها، وأنه يزال بسهولة، وهو الذي أثبته بالطريقة الثانية والتي وصفها بأنها «عملية لا تحتمل التشكيك»، حيث قام مرشح الغد في بداية جولته (التي صحبناه فيها مع عدد كبير من مراسلي الصحف العربية والعالمية)، بالإدلاء بصوته في لجنة رقم 401 في مدرسة الناصر الثانوية العسكرية بباب الشعرية ـ منطقة نفوذه ـ وكان ذلك في حوالي الثانية عشرة ظهراً، حيث غمس مرشح الغد إصبعه في الحبر الفسفوري، ثم بدأ تنظيفه بمناديل ورقية وبدأ الحبر يزال بنسبة ضعيفة ومع استمرار الجولة على لجان المنطقة، وبفعل «العرق»، كان نور يمسح مكان الحبر بمناديل ورقية من وقت لآخر، إلى أن تلاشى تماماً بعد حوالي ثلاث ساعات من غمس يده فيه.

وبدأت الجولة التي صحبنا فيها مرشح الغد، من مقر سكنه بحي الزمالك إلى اللجنة، التي أدلى فيها بصوته بمنطقة باب الشعرية، حيث قام بالمرور على العديد من اللجان بالمنطقة، بصحبة عدد كبير من أعضاء الحزب ومراسلي الصحف ووكالات الأنباء، وقام نور خلال جولته برصد العديد من المخالفات، منها السماح للوافدين بالتصويت بالبطاقة الشخصية فقط، مما اضطر مرشح الغد لتقديم احتجاج رسمي في لجنتين هما فرعية رقم 12/1 في مدرسة الحسين الاعدادية بنات، ولجنة 2/2 في مدرسة باب الشعرية الاعدادية، وأثبت الاعتراضان في المحضر الرسمي للجنة.

وشهدت جولة مرشح الغد في منطقتي باب الشعرية والجمالية، تحرشات طفيفة من جانب أعضاء الحزب الوطني، الذين كانوا يرددون شعارات تدعو لانتخاب (مبارك) وتتهم نور بالعمالة، ومن بين الهتافات التي رددوها «إحنا إحنا المصريين على مبارك مصممين» و«العميل أهو.. بتاع أميركا أهو»، مشيرين إلى مرشح الغد.

وفي جولته بحلوان تفقد نور عدداً كبيراً من اللجان، التي استقبله فيها أنصار الحزب الوطني بنفس الهتافات، إلا أنهم في حلوان أضافوا هتافات جديدة منها «ولا الغد ولا كفاية حسني مبارك للنهاية».

وفي نهاية جولة مرشح الغد أعلن عن عقد مؤتمره الصحافي بالمركز الإعلامي بفندق «جراند حياة» على كورنيش القاهرة، إلا أنه منع من الدخول، وبينما يتحدث مرشح الغد للصحافيين والمراسلين أمام الفندق، شارحاً موقفه، إذا بـ«محمد كمال» عضو لجنة السياسات والمسؤول عن حملة الرئيس مبارك يدخل إلى الفندق، معلناً عن مؤتمر صحافي وبعد لحظات وصل أيضا الدكتور حسام بدراوي عضو لجنة السياسات، وسمح لهما بالدخول، مما أثار حفيظة مرشح الغد فنقل مؤتمره إلى مقر الحزب، حيث أكد أنه سيعلن في وقت لاحق تقريراً مفصلاً عن عمليات التزوير التي حدثت.

وقال نور في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إنه لن يكتفي فقط بتقديم بلاغ للجنة الانتخابات الرئاسية، لكنه سيبدأ في إقامة دعاوى قضائية ببطلان إجراء الانتخابات.