إقبال جماهيري «متوازن» على التصويت.. والبعض جاء للتصويت خوفا من الغرامة

TT

قبل ساعات قليلة من انتهاء الوقت المحدد للتصويت، خلا عدد كبير من اللجان الانتخابية من الناخبين، خاصة في مناطق متفرقة من القاهرة. وفي جولة لـ«الشرق الأوسط» بشبرا في مدرسة التوفيقية للبنين حيث توجد إحدى اللجان الانتخابية، أشار المستشار عمر عبد اللطيف، رئيس اللجنة، إلى وجود عدد محدود من الناخبين، ويرجع ذلك إلى ان فترات المساء والعصر تكون قليلة الإقبال الجماهيري، وأن فترات التدقق هي منذ الساعة الثانية عشرة إلى الثانية والنصف زوالا.

وتتراص الصناديق الانتخابية الأربعة; ويحرس كل صندوق اثنان من المعاونين، بينما يقف أحد أعضاء أمانة الحزب الوطني خارج اللجنة لمساعدة الناخبين على معرفة اللجان التي يتبعونها ورقم الصندوق والرقم المسلسل لهم. وقد واجه عدد كبير من الناخبين مشكلات تتعلق بعدم ورود أسمائهم في الكشوف الانتخابية، حيث ذكر رفعت مأمون محمد أنه توجه إلى عدة لجان انتخابية في منطقة طوسون وروض الفرج والساحل وشبرا ولم يجد اسمه مدرجا في الكشوف رغم أنه يحمل بطاقة انتخابية، موضحا عليها اسم الشياخة طوسن أ. ونصحه القائمون في كل لجنة بالتوجه إلى اللجنة التي تليها أو التوجه للقسم.

ويروي أحمد محمد أحمد، مقاول معماري ويحمل بطاقة انتخابية بدائرة المعهد الفني، أنه يدلي بصوته لأنه يخاف الغرامة التي ستفرض عليه إذا لم يدلِ بصوته، وهي تبلغ 100 جنيه. وأشار إلى أن الإقبال الانتخابي ضعيف لان الناخبين يعرفون أن فترة التصويت ممتدة إلى العاشرة مساء مما يجعلهم ينتظرون إلى آخر لحظة.

وأشار أسامة كمال، مندوب حزب الوفد في اللجنة الانتخابية بمدرسة التوفيقية، إلى أن الإقبال ضعيف للغاية، ولم يتعد عدد الذين قاموا بالتصويت منذ الصباح حتى الآن سوى ما يقرب 120 شخصا من بين ألفي ناخب مدرجين في الكشوف. وأكد أن أغلبية الأصوات تذهب لمصلحة مرشح الحزب الوطني إلا أصواتا قليلة تعد على أصابع اليد الواحدة تذهب إلى نعمان جمعه أو أيمن نور.

وواجه البعض الآخر مشاكل تتعلق برغبتهم في التصويت فبرغم عدم امتلاك بطاقة انتخابية، فقد توجه محمد السيد للإدلاء بصوته ببطاقة الرقم القومي، ورفض القاضي المشرف على اللجنة قيامه بالتصويت لعدم ورود اسمه في الكشوف الانتخابية.

وفي اللجنة 26 بمدرسة شبرا الإعدادية، أشار المستشار وليد سعد إلى وجود إقبال جماهيري سماه «متزنا» أو «متوازنا»، فقد شهدت فترة الصباح إقبالا اكثر خاصة من فئة الموظفين الذين خرجوا منتصف يوم العمل للإدلاء بأصواتهم.

وأكد السيد عبد المنعم، أحد الناخبين ويعمل مدير عام لهيئة التأمين والمعاشات، أنه يشارك في كل انتخابات، وقد انتخب مرشح الحزب الوطني لأنه «أحسن الوحشين».

وأوضح عبد الفتاح عبد العزيز، موظف، انه لم يكن ليأتي ليدلي بصوته لولا ما أعلنته وسائل الإعلام والصحف من توقيع عقوبة على كل صاحب بطاقة انتخابية لم يدل بصوته في هذه الانتخابات، وأضاف «حرام غرامة 100 جنيه لمن لا يدلي بصوته!! هو احنا لاقيين الفلوس».

وإذا شهدت اللجان الانتخابية في المناطق الشعبية إقبالا جماهيريا ضعيفا، فقد كانت اللجان الأخرى في المناطق الراقية تشترك معها في نفس الإقبال الضعيف; ففي المدرسة القومية المشتركة بالزمالك حيث توجد إحدى اللجان الفرعية المسجل بها 4 آلاف ناخب، خلت قاعة المسرح التي خصصتها المدرسة للجنة الانتخابية من أي ناخب حتى يمكن سماع صوت ارتطام الإبرة داخلها. ويصبح وقع قدمي الداخل إليها عاليا بدرجة ملحوظة. وقد جلس المندوبون أمام صناديق الانتخاب وقد أعياهم الإرهاق والتعب.

نفس الصورة تكررت في كلية الفنون الجميلة بالزمالك، حيث توجد اللجنة الانتخابية بدون ناخبين. وقد تقدمت إحدى السيدات للمشاركة بصوتها لكنها لم تكن تحمل بطاقة انتخابية، وثارت ثائرتها عندما رفض القاضي قيامها بالإدلاء بصوتها، قائلة «لقد أعطى القرآن الكريم ثم القانون كافة الحقوق للمرأة، يعني إيه مقدرش أصوت دي انتخابات لمنصب رئيس الجمهورية!».