حبيب المالكي: لدينا أعلى نسبة تسجيل في تاريخ المغرب لتلاميذ المرحلة الابتدائية

وزير التعليم المغربي يعتبر أن المغادرة الطوعية حلت مشكلة الموظفين الأشباح في وزارته

TT

كسر حبيب المالكي، وزير التربية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، قيود البرتوكول، وهو يقف أمام ممثلي مختلف المنابر الإعلامية المغربية مفتتحا الموسم الدراسي الجديد أمس بالرباط، قائلا «إنني أتغذى بكم كل صباح، أحيانا تكون الوجبة صحية وأهضمها بسهولة وأحيانا تتطلب مني شيئا من الوقت لكي أهضمها»، قبل أن يفتتح لقاء حضرته وجوه ثقافية وإعلامية ومديرو صحف ونقابيون في أحد الفنادق بالعاصمة المغربية، وأداره الوزير بحنكة لا تخلو من نفحات دهاء سياسي.

وقال المالكي إن وزارة التعليم تعد وزارة الموارد البشرية بامتياز بسبب دورها الحيوي والاستراتيجي، مضيفا أنها تضم 6 ملايين و500 ألف طالب وتلميذ، مما يجعلها توجد في قلب كل ما يرتبط بالتنمية البشرية، مما يتطلب الاعتناء بهذا الرأسمال، مشيرا إلى أن التنمية البشرية لا يمكن إلا أن تتأسس على مجموعة من القيم. ومن هذا المنطلق حرصت وزارة التعليم على فرض تحية العلم في جميع المؤسسات التعليمية ترسيخا لقيم حب الوطن المتجذرة في أعماق المغاربة، مضيفا «لن نقبل أي استخفاف في هذا الشأن، لأنه لن يكون له أي مبرر، فتحية العلم من المقدسات في بعض البلدان المتقدمة».

وشدد المالكي على أن التربية على المواطنة من الوظائف العادية جدا في جميع الأنظمة السياسية، وهي أمور تعد ضمن قائمة البديهيات، مشيرا إلى أن نسب التلاميذ والطلبة المسجلين في مختلف الأسلاك التعليمية خلال الموسم الدراسي الحالي عرفت تطورا، إذ وصلت نسبة النمو في عدد التلاميذ المسجلين في التعليم الابتدائي إلى 3% (150 ألف مسجل)، وهو الرقم الذي يسجل لأول مرة في تاريخ التعليم بالمغرب، مما يدل على أن حملات تعميم التمدرس بدأت تعطي ثمارها، فيما بلغت نسبة التطور في التعليم الثانوي 6% (36 ألف تلميذ جديد)، أما نسبة التطور التي تهم الطلبة ما فوق مستوى الباكلوريا فقد بلغت زيادة 4%، وهي زيادة تؤكد أن المغرب يطمح الى استكمال اصلاح منظومته التربوية.

وأبرز المالكي أن الإصلاح في مجال التربية والتعليم متوقف، إلى حد كبير، على ايقاف النزيف المتمثل في الهدر المدرسي والانقطاع عن الدراسة، مما يساعد على توسيع دائرة التهميش والفقر، موضحا أن ادريس جطو، الوزير الأول المغربي، سيعلن بمناسبة المناظرة الوطنية للتشغيل التي ستنعقد نهاية الشهر الجاري عن بعض الاجراءات المتمثلة في تشجيع الاستثمار في ميدان التعليم الأولى لبعض الشباب حاملي الشهادات.

والتزم المالكي بمحاربة ظاهرة الغياب غير المبرر في أوساط العاملين في الأوساط التعليمية من خلال إعادة الاعتبار لهيئة التفتيش، مع وضع حد لظاهرة دروس الدعم والتقوية التي اعتبرها خاضعة لمنطق بعيد عن الأهداف التربوية ولا تشرف أحدا، مشيرا إلى أن المغادرة الطوعية حلت مشكلة الموظفين الأشباح في وزارته.

وأعلن المالكي عن خريطة جديدة للأحياء الجامعية تهدف إلى ترميم الأحياء الموجودة واحداث أخرى في إطار شراكة تهم صندوق الإيداع والتدبير وبعض المستثمرين الخواص في هذا المجال، إضافة إلى وضع نظام جديد لمراجعة المنح الجامعية قصد الرفع من فعاليتها لاعانة الطلبة الذين يعانون من أوضاع اجتماعية غير مساعدة لاستكمال دراستهم .