تقرير: بعض المتهمين بتفجيرات مدريد مرتبطون بشبكة الزرقاوي

TT

كشف تقرير موجود في ملف التحقيق في تفجيرات 11 مارس (آذار) في مدريد، عن وجود روابط بين شبكة الأصولي المتطرف أبو مصعب الزرقاوي الناشطة في العراق، مع بعض المعتقلين في اسبانيا، بتهمة اشتراكهم في تنفيذ هذه التفجيرات، التي أسفرت عن مقتل 192 شخصا، وأكثر من 1500 جريح. وبين هؤلاء المعتقلين المغربي جمال زوغام والسوري عماد الدين بركات جركس الملقب «أبو الدحداح»، بالاضافة الى المغربي الفار عامر العزيزي. وأعد هذا التقرير مكتب استشارات دولية سويسري، يتخذ مركزا له في لوزان، ويديره المحامي جان شارل بريزار، المحقق لحساب محامي عائلات ضحايا اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، وتم ارسال نسخة عنه الى المحكمة الوطنية في مدريد، بناء على طلب من القاضي خوان ديل أولمو، المسؤول عن ملف التحقيق في تفجيرات مدريد.

ويفيد التقرير ان هناك شبكة ارهابية اوروبية، شكّلها الاصولي المتشدد الأردني «أبو مصعب الزرقاوي»، تستمد عناصرها بشكل رئيسي من تنظيم «أنصار الاسلام»، ومن جماعة «التوحيد». ويعرض بالتفاصيل كيف تم تنظيم «الهيكلية المالية» لتمويل هذه الشبكة. ويقول ان المدعو محمد غالب خلجه، المسؤول الأوروبي المفترض عن الشؤون المالية لتنظيم «القاعدة» في اسبانيا، قام في عام 2001 «بتحويل مبلغ 115.451 دولار أميركي الى تركيا الى شخص يدعى «أبو خالد». وفي عام 2002، ورد اسم هذا الأخير في ملفات التحقيق الالمانية، كأحد عناصر جماعة «التوحيد» وأحد المقربين من محمد أبو دس المطلوب دوليا، بتهمة تزوير جوازات سفر باسم الأصولي الأردني المتشدد «أبو مصعب الزرقاوي». ويضيف التقرير، الذي قدمه المحامي جان شارل بريزار في 22 اكتوبر (تشرين الاول) 2003، أمام لجنة الشؤون المصرفية التابعة لمجلس الشيوخ الاميركي، نقلا عن ملفات التحقيق الالمانية في شؤون الارهاب الدولي، ان «ابو مصعب الزرقاوي»، هو «مدبر وزعيم عمليات» جماعة «التوحيد»، وأن «ابو قتادة»، المعتقل في بريطاني، هو «الزعيم الروحي» للجماعة المذكورة.

أما عن علاقة منفذي تفجيرات 11 مارس (آذار) بشبكة الزرقاوي، فيؤكد التقرير ان المغربي جمال زوغام، المعتقل حاليا في السجون الاسبانية، بتهمة الاشتراك في تنفيذ التفجيرات المذكورة، كان على «علاقة متينة» بالمغربي الفار عامر العزيزي، والذي يتهمه القضاء الاسباني بالاشتراك في تنفيذ التفجيرات نفسها، ويتهمه بالتاثار غارثون قاضي المحكمة الوطنية في مدريد، بالانتساب الى الخلية الاسبانية لتنظيم «القاعدة»، الذي يتزعمه اسامة بن لادن. وتربط عامر العزيزي علاقة بالمدعو عبد اللطيف مرافق الملقب «مالك المغربي»، وأحد المساعدين المقربين من «أبو مصعب الزرقاوي».

وتفيد ملفات تحقيق المحكمة الوطنية بأن الشرطة الاسبانية، عثرت على وثائق تربط جمال زوغام مباشرة بتنظيم «أنصار الاسلام» في العراق، وأنها وجدت بحوزة هذا الأخير، بطاقات شخصية تحتوي على أرقام هواتف عبد الرحمن صالح الملقب «ابو مؤمن الكردي» في السويد، وأن هذا الأخير هو أحد المقربين من فرح أحمد (الملا كريكار)، الزعيم المؤسس لتنظيم «أنصار الاسلام»، الذي كان على علاقة منتظمة بالأصولي السوري عماد الدين بركات جركس، الملقب «أبو الدحداح»، والمعتقل حاليا في السجون الاسبانية، بتهمة تقديم الدعم اللوجستي لمنفذي هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 في نيويورك وواشنطن.

من جهة أخرى ارسلت المحكمة الوطنية في مدريد، مذكرة الى السلطات الصربية، كي تسمح لها باستجواب المغربي عبد المجيد بوشار، الذي اعتقلته هذه السلطات في شهر أغسطس (آب) الماضي، بعد هربه من قبضة القوات الخاصة الاسبانية، التي حاصرت شقة ليغانيس، في احدى ضواحي مدريد، قبيل تفجير سبعة ارهابيين أنفسهم داخلها. ويأتي هذا الطلب، بسبب التأخير المحتمل في تسليم بوشار الى القضاء الاسباني، والذي يمكن ان يطول «عدة اشهر». يذكر ان قوانين صربيا تسمح للمغربي المعتقل، باستئناف قرار القضاء الصربي، اذا قرر هذه الاخير تسليمه الى السلطات الاسبانية، وان هذه العملية، يمكن ان تطول لمدة اسابيع أو اشهر.