جدل في فرنسا حول حالة شيراك الصحية

TT

أعلن جان فرنسوا كوبيه، الناطق باسم الحكومة، عقب اجتماع لمجلس الوزراء الفرنسي، ترأسه بشكل استثنائي رئيس الوزراء دومينيك دو فيلبان، أن الرئيس جاك شيراك الموجود في مستشفى فال دو غراس العسكري، منذ مساء الجمعة الماضي «سيغادر المستشفى في الأيام القليلة القادمة» وأنه «في صحة جيدة»، من دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل. كذلك لم يفصح دو فيلبان، الذي أمضى ساعة مع شيراك صباحا قبل اجتماع مجلس الوزراء في قصر ماتينيون، مقر رئاسة الحكومة، عن تفاصيل إضافية. وبعد ستة ايام على إدخال شيراك الى المستشفى، بسبب مشاكل في سريان الدم، أدت الى إصابته باضطراب في النظر بإحدى عينيه، لم يعرف الكثير عن حقيقة ما ألم بالرئيس الفرنسي. ورغم الدعوات التي جاءت من اليمين واليسار على حد سواء لالتزام «الشفافية» في تناول مشاكل شيراك الصحية، فمن الواضح أن الدائرة الأولى من المقربين من شيراك، تريد إعطاء أقل قدر ممكن من المعلومات، وهذا ما يتبين في ما صدر حتى الآن عن المستشفى العسكري من بيانات قصيرة. ودفع هذا الأمر بنقيب الأطباء جاك رولان الى التعبير عن شكوكه بالبيانات الطبية. وقال لصحيفة «لا كروا» في عددها ليوم أمس، إن هذه البيانات «لا تصدر عن الأطباء، الذين يعالجون الرئيس، بل إن النصوص المقدمة على أنها طبية، يعدها في الواقع المريض نفسه وأقرباؤه ومستشاروه». وأضاف جاك رولان: «لم نعد في دائرة المعلومات الطبية، بل في دائرة الرقابة على المعلومات من قبل الجهات السياسية». وهبت وزيرة الدفاع ميشال أليو ماري، الى نجدة المستشفى العسكري، فأكدت أن البيانات صادرة عن الجسم الطبي، وأنها تحترم المعايير الطبية.

والواقع أن الفرنسيين، لم يطلعوا على شيء من نتائج الفحوصات التي تجرى للرئيس شيراك، منذ دخوله المستشفى العسكري. والمعلوم أن هذا المستشفى تابع لوزارة الدفاع، وبالتالي تسهل السيطرة على المعلومات، التي يمكن أن يدلي بها الجسم الطبي أو إدارة المستشفى، علما بأن القانون الفرنسي يحصر بالمريض وبأقربائه، حق الإطلاع على المعلومات أو الكشف عنها. ونتيجة لنقص المعلومات، فقد ثار شبه جدل حول معرفة، ما إذا كان الرئيس الفرنسي قد اصيب بصعوبات في النطق، بعد خبر بهذا المعنى نقلته إذاعة «آر تي أل». وأمس، سعت أوساط الأليزيه بعد تردد الى تكذيبه، فأعلنت المستشارة الإعلامية لـشيراك أغات سانسون، أن «الاضطراب الوحيد، الذي أصاب شيراك، هو اضطراب النظر، وليس ثمة اضطراب آخر».

وبحسب قصر الأليزيه، فإن ثلاثة اشخاص فقط، زاروا الرئيس شيراك، بالإضافة الى أفراد عائلته، وهم موريس غوردو مونتاني، مستشاره الديبلوماسي وفريدريك بارا ـ سالو، أمين عام الرئاسة ورئيس الوزراء دومينيك دو فيلبان.

وأظهر استطلاع للرأي تنشر نتائجه اليوم مجلة باري ماتش، أن شعبية شيراك حققت ارتفاعا جديدا من 3 نقاط هذا الشهر، فوصلت الى 38 في المائة، فيما حققت شعبية دو فيبان قفزة من 6 نقاط فبلغت 55 في المائة. وبذلك يكون الرئيس الفرنسي قد نجح في الحد مم الخسائر السياسية، التي مني بها بعد أن رفض الفرنسيون التصديق على الدستور الأوروبي، حيث هبطت شعبيته الى 28 في المائة. جدير بالذكر أن الاستطلاع الأخير أجري قبل إدخال شيراك الى المستشفى.