الصومال: مخاوف من حدوث مواجهة مسلحة بين طرفي الحكومة الانتقالية .. والأمم المتحدة تجلي موظفيها من «جوهر»

TT

بدأت منظمات الأمم المتحدة وعدد من المنظمات غير الحكومية بسحب موظفيها الأجانب من مدينة «جوهر» مقر الرئيس الصومالي عبد الله يوسف أحمد بعد أن دعا مجموعة من الوزراء والنواب المعارضين للرئيس المنظمات الإنسانية الى سحب موظفيها من جوهر حفاظا على سلامتهم. وجاء سحب موظفي المنظمات وسط مخاوف من تصاعد التوتر بين طرفي الحكومة الانتقالية التي يتمركز جانب منها بزعامة رئيس البرلمان الشريف حسن شيخ آدم في العاصمة مقديشو، فيما يتمركز الطرف الآخر بقيادة الرئيس عبد الله يوسف في مدينة جوهر على بعد 90 كم الى الشمال من العاصمة.

وقد أثار وصول قوات تابعة للرئيس يوسف الى جوهر وقطع خطوط الهاتف في المدينة لفترة، أثارت المخاوف مجددا من نشوب مواجهة مسلحة بين الطرفين، واتهم وزير الأمن الوطني محمد قانيري أفرح الرئيس عبد الله يوسف بأنه يخطط لمهاجمة العاصمة، لكن وزير الإعلام الصومالي محمد عبد حاير صرح بأن تحرك هذه القوات جزء من مسعى حكومي لتكوين نواة للجيش الوطني الصومالي ولا تهدف الى مهاجمة العاصمة او غيرها. على الصعيد الميداني فإن القوات التابعة للرئيس يوسف والتي قدمت من معقله السابق في ولاية بونت بشمال شرقي الصومال تعسكر بقرية «كونغو» قرب مدينة جوهر فيما توجهت ميليشيا تابعة لكل من وزير الأمن الوطني قانيري أفرح، ووزير التجارة موسي سودي الى المنطقة فيما يبدو أنه استعداد من الطرفين لخوض مواجهة. وعلى الرغم من عدم حدوث أي اشتباك بين الطرفين الا احتمالات تطور الحرب بين طرفي الحكومة الصومالية الانتقالية من حرب كلامية ساخنة الى مواجهات ميدانية مسلحة بات وشيكا، وخاصة مع دخول أطراف خارج الحكومة في هذا الصراع.

من جهة أخرى، اعرب مبعوث الأمين العام لأمم المتحد الى الصومال السفير فرانسو لونسيني عن قلقه إزاء التطورات الأخيرة في كل من العاصمة مقديشو ومدينة جوهر مقر الرئيس، ودعا المبعوث الدولي طرفي الحكومة الى ممارسة أكبر قدر من ضبط النفس وعدم تصعيد الأمور. وكان مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة قد زار كلا من العاصمة مقديشو ومدينة جوهر والتقي بكلا الطرفين لكن محاولته لعقد لقاء مباشر بين رئيس البرلمان الشريف حسن شيخ آدم ورئيس الوزراء علي محمد جيدي في نيروبي نهاية الشهر الماضي.