واشنطن تحذر الحركات المسلحة في دارفور بعدم عرقلة مفاوضات أبوجا مع حكومة الخرطوم

TT

قال مصدر مطلع في الخرطوم، ان الرئيس النيجيري اوليسيجو اوباسانجو الذي ينهض بدور الوساطة في مفاوضات ابوجا بين الحكومة السودانية واحدى الحركات المسلحة في دارفور، نقل للاخيرة تحذيرات أميركية بعدم عرقلة قيام جولة المفاوضات السادسة بين الطرفين المقرر لها 15 سبتمبر (ايلول) الجاري.

في نفس الوقت، عبرت فيه الامم المتحدة عن قلقها ازاء تدهور الأحوال الأمنية في دارفور في الاسابيع الاخيرة بسبب ارتفاع اعمال النهب المسلح ضد المواطنين.

وقالت راضية عاشوري الناطقة باسم المبعوث الخاص للأمين العام للامم المتحدة في الخرطوم، ان دارفور تشهد وضعا أمنيا «حرجا» هذه الايام، وأعلنت في مؤتمر صحافي عن وقوع 10هجمات مسلحة خلال 30 يوما الماضية.

وقالت عاشوري «لا نستطيع تحديد هوية المسؤول عن الهجمات المسلحة»، و«العصابات ما زالت تنهب وقد تكون لها أجندة غير النهب والسلب» في دارفور، غير انها نبهت الى دوريات مكثفة للاتحاد الافريقي لمتابعة الأمر.

وكشفت المتحدثة الرسمية عن زيارة مرتقبة لراند دا سيلفا نائب المبعوث الخاص للامم المتحدة الى مدينة «الجنينة» على الحدود مع دولة تشاد المجاورة ليبحث مع المسؤولين هناك سبل ايقاف الهجمات التي تعوق العمل الانساني.

وفيما تتكاثف تصريحات المسؤولين في الخرطوم حول استعدادهم التام للجولة الجديدة لمفاوضات ابوجا، قال مصدر مطلع ان الادارة الأميركية حذرت حركة تحرير السودان احدى الحركات الرئيسية المسلحة في دارفور «من مغبة عرقلة مفاوضات أبوجا المقبلة والمقرر لها في 15 سبتمبر الجاري». وذكر المصدر ان الادارة الأميركية نقلت تحذيرها للحركة المسلحة عبر الرئيس النيجيرى اوباسانجو رئيس الاتحاد الافريقي، وحسب المصدر فان التحذير الاميركي يشير الى ان الحركة «بمسلكها من المفاوضات افقدها تعاطف المجتمع الدولي والعدو أميركا ذاتها».

وطبقا للمصادر فان التحذير يتضمن ان «الادارة الأميركية باتت تحمل الحركات المسلحة في دارفور المسؤولية الاساسية لمعاناة السكان في الاقليم المضطرب منذ العام 2001، بسبب مماطلتها وتسويفها في الاستجابة لسعي المجتمع الدولي لترتيب جولة مفاوضات جديدة.

وأشارت المصادر الى ان الادارة الأميركية في المقابل «ترى ان موقف الحكومة من الحل السلمي والاهتمام بوضع السكان افضل»، ومضت المصادر تقول ان الادارة الأميركية تشدد على ضرورة مشاركة الحركات المسلحة بجولة المفاوضات القادمة وإرجاء اية قضايا تنظيمية يمكن ان تؤثر سلبا على الجولة وتضع مصلحة السكان الذين يعانون من آثار النزوح في دارفور وللجوء في دولة تشاد المجاورة. الى ذلك، اعلن زعيم حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور في بيان وزع في الخرطوم، ان حركته ملتزمة بالموعد المضروب لاستئناف المفاوضات في 15 سبتمبر، في ابوجا، واعتبر «البيانات التي صدرت اخيرا بخصوص تأجيل المفاوضات لا تمثل رأي حركة التحرير بأي حال من الاحوال، وان المؤتمر الذي دعى اليه السودان لا يمثل الا الفئة الاقصائية التي دعت له».

وتعيش حركة التحرير صراعا عنيفا بين تيارات بداخلها ابرزها الصراع بين مجموعة الامين العام للحركة «منى اركوي»، والمجموعة الاخرى التي تناصر الحركة بزعامة رئيسها عبد الواحد محمد نور.

وتطالب مجموعة «اركوي» بتأجيل الجولة الجديدة للمفاوضات، حتى تستطيع عقد مؤتمر تدعو له في انجامينا التشادية، وهو المؤتمر الذي يعتقد اكثر من مراقب انه يهدف الى اقصاء عبد الواحد عن رئاسة الحركة.

وكانت حركة العدل والمساواة المسلحة في دارفور والشريكة في مفاوضات ابوجا اعلنت اخيرا التزامها بموعد ابوجا، وقالت على لسان الناطق باسمها احمد حسين، ان الحركة ترفض «المماطلة او اي محاولة تسويف في الوقت وتعطيل المفاوضات».

ينتظر ان يكون فريق الخبراء الرباعي الذي يرأسه قيرهارد ماك هيج والخاص بتقصي الحقائق حول دخول السلاح الى دارفور، انهى أمس مهمته بالبلاد وعاد قافلاً الى نيويورك. وقالت مصادر دبلوماسية ان الفريق المشكل وفقاً لقرار مجلس الأمن 1591 والمكلف من قبل لجنة مراقبة الأوضاع في دارفور وصل البلاد مطلع الشهر الجاري واجرى عدداً من اللقاءات مع مسؤولي الحكومة الى جانب زيارات ميدانية لدارفور وبورتسودان بغرض الوقوف على تدفقات السلاح، وأبانت ان الفريق سيرفع تقريراً مفصلاً حول الاسلحة في دارفور الى لجنة مراقبة الأوضاع .