العاهل المغربي يطلق مشاريع مبادرة التنمية من شمال المغرب

في خطوة أساسية لإزالة الصور النمطية عن المنطقة.. والتخلص من وصف «المغرب غير النافع»

TT

تسير مناطق شمال المغرب بخطى متلاحقة نحو فك عزلة تاريخية عانت منها لعقود طويلة والتي جعلتها واحدة من أكثر مناطق البلاد فقرا على الرغم من غناها الطبيعي وتركز نسبة كبير من السكان بها.

ومنذ بضع سنوات أصبحت هذه المنطقة التي كانت توصف بكونها من المغرب غير النافع، تنفض عن نفسها غبار النسيان والإهمال من خلال عدد من المشاريع التي أشرف على الكثير منها العاهل المغربي الملك محمد السادس، مما لعب دورا كبيرا في تكسير جبل الجليد بين سكان المنطقة والحكم المركزي الذي استمر فترة طويلة من الزمن.

ومنذ وصول الملك محمد السادس إلى الحكم خلفا لوالده الملك الراحل الحسن الثاني فإن الكثير من الصور النمطية تغيرت في هذه المنطقة التي عرفت أيضا بأنهاا كانت معقلا للمتمردين من امازيغ منطقة الريف الذين لم يكن بينهم وبين الملك الراحل الحسن الثاني حبل ود كبير بسبب أحداث تاريخية كثيرة.

وشكل إعطاء ملك المغرب انطلاقة مشاريع الشطر الأول من مبادرة التنمية الوطنية من شمال المغرب خلال الأسبوع الحالي، رسالة أخرى حول دمج نهائي للمنطقة في النسيج الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.

وترأس الملك محمد السادس خلال الأسبوع الحالي عددا من المشاريع في المنطقة رأى فيه السكان مؤشرا على نهاية عهد وبداية آخر ولو رمزيا على الأقل.

وأشرف الملك محمد السادس خلال الأسبوع الحالي على عدد من المشاريع في المنطقة كان آخرها أمس في بلدة مرتيل شرق مدينة تطوان، ويتعلق الأمر بمشروع للربط الاجتماعي في حي «فم العليق» في إطار المبادرة التي أعلن عنها قبل أشهر حول التنمية البشرية.

ويهدف المشروع إلى تحسين ظروف عيش السكان من خلال تعميم الربط بشبكتي الماء والكهرباء والتطهير وإعادة هيكلة الحي عبر التحكم في تطوره المستقبلي وشق الطرق الرئيسية.

وتعاني الكثير من قرى ومناطق الشمال من العزلة على مستوى الربط بشبكتي الماء والكهرباء أو الطرق، مما جعلها عرضة لتفشي البطالة بين شبابها مما يدفعهم غالبا إلى الهجرة أو امتهان أعمال هامشية.

وبلغت النفقات الإجمالية لإنجاز مشروع حي «فم العليق» الذي يمتد على مساحة 17 هكتارا أزيد من 13 مليون درهم تتوزع ما بين إنجاز شبكة المياه الصالحة للشرب والتطهير وتمديد شبكة الكهرباء وأشغال الطرق والدراسات العمرانية حيث من المتوقع أن يستفيد منه أزيد من ألفي ساكن.

وحي «فم العليق» واحد من الأحياء الهامشية والمعزولة في نواحي بلدة مرتيل التي عرفت خلال السنوات الماضية نموا ديمغرافيا كبيرا بسبب الهجرة من القرى المجاورة على غرار باقي الأحياء الشعبية في المنطقة.

وكانت منطقة شمال المغرب تابعة للحماية الإسبانية قبل الاستقلال مما جعل عزلتها تتكرس أكثر على المستويين اللغوي والثقافي بخلاف باقي مناطق وسط المغرب الذي كان يخضع للحماية الفرنسية.

يذكر أن العاهل المغربي الملك محمد السادس كان قد أعلن قبل أشهر عن «المبادرة الوطنية للتنمية البشرية» من أجل محاربة تفشي الفقر والبطالة في البلاد.