صدمة في الوفد للحلول بالمركز الثالث.. واتهام الإخوان بإعطاء أصواتهم إلى أيمن نور

TT

تفجرت حالة من الغضب الشديد داخل حزب الوفد المصري المعارض على خلفية تراجع مرشحه للرئاسة الدكتور نعمان جمعة إلى المركز الثالث في أول انتخابات رئاسية تجرى في تاريخ مصر والتي أجريت الأربعاء الماضي، خاصة ان الدكتور أيمن نور رئيس حزب الغد العدو اللدود للوفد جاء ثانيا بعد الرئيس حسني مبارك مرشح الحزب الوطني الذي حسم الموقف لصالحه منذ البداية، في وقت حملت فيه قيادات وفدية جماعة الإخوان المسلمين ـ المحظورة ـ مسؤولية هذا الموقف، مؤكدة أن الإخوان أعطوا أصواتهم لايمن نور.

ووصف سكرتير عام حزب الوفد الدكتور السيد البدوي نتيجة الوفد في الانتخابات بأنها صدمة كبيرة وأن الحزب يشعر بالحرج الشديد ولم تكن قياداته تتوقع هذه النتائج، وقال رغم أننا لم نتفق مع الإخوان رسميا على تأييد الدكتور نعمان، لكن المفاجأة التي لم نتوقعها أن الإخوان أعطوا أصواتهم بدرجة 100 في المائة لصالح أيمن نور والتقارير والمعلومات التي وصلتنا تؤكد ذلك ويكفي أن أقول لك إن أيمن نور حصل في دائرة الرمل في الإسكندرية المعروفة بالتبعية الكاملة للإخوان على 4 آلاف صوت وهذا العدد لم يحصل عليه أحد من غير الإخوان في تاريخ الانتخابات، مشيرا إلى أن كافة الدوائر ذات الوجود الإخواني في بعض المحافظات خرجت في توقيت واحد وهو الثالثة بعد ظهر يوم الانتخابات وأبرزها محافظة البحيرة وصوتوا جميعا لصالح أيمن نور وبدا الموقف موجها سلفا لذلك.

وأكد السيد البدوي أن قرار الإخوان يخصهم وليست لنا علاقة به، لكن هذا الموقف سوف يجعلنا نعيد حساباتنا ونقدم مصالحنا على مصالح الآخرين بعد ان تأكدنا أن الإخوان لم يسعوا سوى لمصالحهم وخططوا لإقصاء الوفد من الساحة السياسية باعتبار أن الوفد هو القوة السياسية الوحيدة التي تعتبر بديلا للنظام حتى تصبح الجماعة منفردة بالموقف في حالة استبعاد الإخوان.

وأوضح البدوي أن الأخوان أرادوا إظهار كتلتهم التصويتية فصبوا تركيزهم على أيمن نور، مؤكدا ان الوفد لم يكن يتوقع على الإطلاق ان يصوت الإخوان بهذا الشكل لصالح ايمن نور.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن هناك تصاعدا شديدا في الأزمة داخل حزب الوفد في ظل إصراره، حيث تصر جبهة داخلية في الحزب على اتخاذ موقف من الجماعة فضلا عن وجود أزمة أخرى بسبب النتائج.

وكشفت مصادر مطلعة داخل الحزب أن بعض قيادات الحزب تفكر في تقديم استقالتها من الحزب وعلى رأسها السيد البدوي وبعض أعضاء الهيئة العليا في وقت يبحث الحزب فيه الانسحاب من التحالف الوطني من أجل الإصلاح الذي تقوده جماعة الإخوان.

من جهة اخرى قال ايمن نور زعيم حزب الغد انه طبقا لمتابعة مندوبيه في لجان الاقتراع لعمليات الفرز فانه حصل على ما بين 30% الى 38% من اصوات الناخبين بينما حصل الرئيس المصري حسني مبارك على قرابة 55 % .

واعتبر نور انه الوحيد من بين المرشحين العشرة الذين خاضوا انتخابات الاربعاء، والذي سيكون موجودا في الانتخابات المقبلة سواء جرت عام 2011 او قبل ذلك. واضاف نور ان «المعركة في المستقبل ستكون بيني وبين جناح جمال مبارك في الحزب الوطني، وهما القوتان الشرعيتان الوحيدتان المؤهلتان (لخوض انتخابات رئاسية) في مصر الان».

واكد ان السلطات المصرية «تدرك هذا، لذلك فهي تحاول تقزيم النتائج التي حصلت عليها في الانتخابات» مشددا على انه «تم التلاعب بالنتائج لخفض نسبة الاصوات التي ايدته الى 10% تقريبا».

وتابع «لقد حاولوا بكل الوسائل وضع نعمان جمعة في المرتبة الثانية ووضعي في المرتبة الثالثة ولكنهم لم يستطيعوا».

من جهته اعترف نعمان جمعة بانه ياتي في المرتبة الثالثة في نتائج الاقتراع واتهم الحزب الوطني بانه كان قد «عقد تفاهما مع نور على ان ياتي به في المرتبة الثانية لإضعاف حزب الوفد».

كما اكد ان رئيس حزب الغد «حصل على اصوات الاخوان المسلمين بعد أن وعدهم بدعم تطلعهم الى تشكيل حزب سياسي شرعي».