وزير الهجرة البريطاني: لا نريد لموضوع حقوق الإنسان أن يكون عائقا أمام اتفاقات تسليم المطلوبين

توني ماكنولتي لـ«الشرق الأوسط»: العرب موضع ترحيبنا الكامل إذا جاءوا عبر القنوات المشروعة

TT

أكد وزير الهجرة البريطاني توني ماكنولتي أمس، ان العرب والمسلمين لا يزالون موضع ترحيب في بريطانيا سواء كانوا لاجئين أو مهاجرين شرعيين. وشدد في مقابلة مع «الشرق الأوسط» على هامش اجتماعات وزراء العدل والداخلية الأوروبيين التي اختتمت أمس في نيوكاسل بشمال شرقي انجلترا، على رغبة بلاده في التوصل الى «مذكرات تفاهم» مع دول عربية وإسلامية حول اشخاص تسعى بريطانيا الى ترحيلهم الى هذه الدول، مشيرا الى ضرورة ان لا يكون موضوع حقوق الانسان عائقا أمام التوصل الى تلك الاتفاقات.

* أسلوب تعاطيكم مع الأكراد العراقيين الذين بدأتم بترحيل الآلاف منهم الى كردستان العراق يدفع العرب والمسلمين على الخشية من المعاملة التي تنتظرهم هنا، سواء كانوا من شمال افريقيا او من دول متوسطية أخرى؟

ـ نحن في الحقيقة لا نرحل حاليا آلاف الأكراد. كان هناك بعض ممن رضوا بالعودة الطوعية الى كردستان العراق، ونحن نقول منذ اكثر من عام بأنه حين تصبح العودة الى بعض اجزاء العراق مأمونة سنبادر الى اعادة طالبي اللجوء الذين لم تقبل طلباتهم. ولقد قمنا بإرجاء اجراءات ترحيل هؤلاء الى كردستان العراق لاسبوعين أو أكثر، وذلك لأسباب شتى. لكننا لا نزال مصرين على اعادة اولئك الذين فشلوا في الطعن لقرار رفض طلباتهم للجوء على رغم انهم اتبعوا كل الوسائل الممكنة. ويجب ان نرحلهم لأن الترحيل جزء ايجابي من سياسة اللجوء والهجرة لا بد لنا من الالتزام به.

* لكن هل بوسعك ان تطمئن العرب والمسلمين إلى انهم سيلقون الترحيب في بريطانيا إذا جاءوا؟

ـ بكل تأكيد هم موضع ترحيب. كل ما نسعى اليه هو اعادة اللاجئين الذين رفضت طلباتهم أو المهاجرين غير الشرعيين، في حالات أخرى. لكننا نرحب بطلبات اللجوء المشروعة وبطلبات الهجرة القانونية. ولدينا في هذه البلاد تقاليد راسخة لجهة مساعدة المحتاج ومنحه الملجأ، وهذه التقاليد لا تزال قائمة وتحظى باحترامنا ولن نضحي بها. إلا أننا سنكون صارمين مع كل من يحاول الإساءة الى هذه التقاليد او يسعى الى استغلالها بشكل غير مقبول. ونحن، كدولة ذات اقتصاد حديث، لا نتمتع بكافة المهارات التي نحتاجها، مما يعني اننا في حاجة الى هجرة منظمة تخضع للاشراف كي نسد هذه الثغرات. لذلك أكرر بأن العرب والمسلمين هم موضع ترحيبنا الكامل عندما يأتون عبر القنوات المشروعة، وهذا ما يحصل في الحقيقة على الدوام.

* متى تتوقعون انتهاء المفاوضات التي تجريها بريطانيا حاليا مع دول إسلامية لتسليمها مطلوبين بتهم إرهاب؟

ـ من الصعب التكهن بالمدة التي ستستغرقها هذه المفاوضات. لكن كما نعلم نحن نجري مباحثات مع مجموعة من الدول كي نحصل على تعهدات بأن حقوق الأشخاص الذين نسعى الى ترحيلهم ستحفظ. وحقوق الانسان بالنسبة لنا هي مسألة بالغة الأهمية، كما قلت. لكننا لا نريد لهذه المسألة ان تكون عائقا لا يمكن تجاوزه نهائيا، وبالتالي نعيق عملية اعادة بعض الناس الى اوطانهم الأصلية. المفاوضات لا تزال مستمرة وهي وصلت الى مراحل مختلفة مع الدول المعنية، ولا يمكنني ان اقول الآن أكثر من ذلك.

* هل يعني ذلك ان تطبيق الحظر الذي أعلن عنه رئيس الوزراء على حزب التحرير وجماعة «الغرباء»، يحتاج الى تشريعات جديدة؟

ـ ندرس حاليا هذا الجانب وجوانب أخرى من الاجراءات الجديدة. نحن منكبون على دراسة الاجراءات التي اعلنها رئيس الوزراء، ونعاين تفاصيلها كلها، وذلك بغرض العثور على أفضل السبل الممكنة لتطبيقها. في بعض الحالات ينبغي بنا ان نجري مشاورات، وهذا أمر منطقي تماما. لكننا عازمون على وضع هذه الاجراءات كلها، بما فيها حظر المنظمتين المذكورتين، موضع التطبيق بأفضل الطرق المتاحة حالما يكون ذلك ممكنا.