وزراء الداخلية والعدل الأوروبيون يختتمون اجتماعاتهم بدون البت في اقتراح حفظ سجلات الاتصالات الهاتفية والإلكترونية

TT

قال وزير الداخلية البريطاني، تشارلز كلارك، أمس انه اتفق مع نظرائه الاوروبيين في اجتماعاتهم بنيوكاسل (شمال شرق انجلترا) على العمل لوضع القضايا التي تهمهم لجهة الامن والهجرة ومكافحة الجريمة والارهاب على اجندة القمة الاورومتوسطية المزمع عقدها بعد حوالي شهرين في برشلونة. غير انه تحفظ على الحديث عن امكان ابرام اتفاقات لتبادل المعلومات الاستخباراتية مع دول عربية متوسطية، كما اعتبر انه لا يزال من المبكر الحديث عن تفاهم مع تلك الدول حول ترحيل مواطنيها الاصوليين. وأقر بأن «صعوبات» تعترض اتخاذ القرار بشأن الاحتفاظ بتفاصيل عن الاتصالات الهاتفية والالكترونية على صعيد اوروبا، وهو امر لا تزال بريطانيا تأمل بتحقيقة قبل نهاية فترة رئاستها الدورية للاتحاد الاوروبي في الاول من يناير (كانون الثاني) القادم.

وجاء ذكك في مؤتمر صحافي مشترك عقده كلارك أمس مع نائب رئيس المفوضية الأوروبية، فرانكو فراتيني، المكلف ملف العدل والداخلية فيها، اثر انتهاء الاجتماعات التي بدأت الأربعاء الفائت. ومن جانبه ، دعا فراتيني، وهو وزير الخارجية الايطالي السابق، الى وضع «استراتيجية متوسطة المدى» للتعاطي مع المجموعات المسلمة التي تعيش في أوروبا، وذلك بغرض مساعدتها على تحقيق مزيد من الاندماج في المجتمع.

وكان كلارك قد بدأ المؤتمر بتقديم عرض مفصل حول سير المباحثات التي أجريت منذ مساء أول من أمس وحتى اختتام أعمال المؤتمر الوزاري في وقت سابق من ظهر اليوم الجمعة. وأوضح مجددا ان هذه الاجتماعات «لم تعقد بغرض اتخاذ قرارات، فهي اجتماعات غير رسمية»، ممهدا بذلك للحديث عن عدم خروج الوزراء باتفاق حول الاحتفاظ بمعلومات عن زمن الاتصالات الهاتفية والالكترونية، وموعد اجراء هذه الاتصالات والمرسل والمتلقي، علاوة على المكان الذي اجريت منه والجهة التي تم الاتصال بها. واذ شدد على استمرار النقاش حول الامر ووجود «تفهم عريض» ضمن المشاركين لضرورات اتخاذ قرار موحد بشأنه، فقد اشار الى انه وفراتيني سيعمدان «في الاسابيع القليلة المقبلة الى وضع خطة زمنية محددة» حول اتخاذ مجموعة من الاجراءات المتعلقة بجهود مكافحة الجريمة والارهاب، بما فيها الاحتفاظ بالمعلومات عن الاتصالات. واعترف بأن موضوع الاقتراح البريطاني هذا كان بمثابة «مسألة سياسية معقدة» اعرب بعض الوزراء عن القلق بشأنها لسبب او اخر. الا انه تابع «لا نعتقد ان ايا من هذه المسائل (مصادر القلق) مشروعة، لكننا نتفهم امرها». وفي رد على سؤال حول اعتزام الاتحاد الاوروبي انتهاز فرصة انعقاد القمة الاورومتوسطية في برشلونة لعقد اتفاقات مع دول شمال افريقية وشرق اوسطية حول تبادل المعلومات الاستخباراتية ومكافحة الارهاب وترحيل الاصوليين، تردد وزير الداخلية البريطاني في الخوض بالتفاصيل الحساسة، وقال: «كلنا متفقون (الوزراء الأوروبيون) على انتهاز الفرصة لوضع مسائل العدل والداخلية مثل الهجرة ومكافحة الجريمة وتهريب الناس وربما المخدرات، على أجندة القمة التي سيشارك فيها رئيس الوزراء توني بلير». وأضاف «وربما تم انشاء فرق عمل (مشتركة) لمعالجة بعض هذه الجوانب». إلا انه لفت الى انه «من الصعب الحديث الآن عن التوصل الى اتفاقات حول الترحيل» مع هذه الدول العربية.

جدير بالذكر انه نسب الى وزير الداخلية الاسباني، خوزيه انتونيو الونسو سواريز، قوله امس على هامش الاجتماعات ان بلاده ستسعى الى استغلال القمة لتعميق العلاقات على الصعيد الأمني مع الدول العربية في شمال افريقيا وحوض المتوسط. وأفيد بأنه اعرب عن تفاؤل وحماس واضحين لتعزيز التعاون الأمني بين الجانبين الاوروبي والعربي، بما في ذلك تبادل المعلومات الاستخباراتية وتنسيق الجهود بشأن مكافحة الإرهاب.