نهاية الطريق لشعبة «سكوتلنديارد» الخاصة بعد 120 سنة على تأسيسها لمحاربة التطرف الإيرلندي

TT

بعد أكثر من 120 سنة من العمل البوليسي والاستخباراتي، وصلت «الشعبة الخاصة» التابعة لجهاز شرطة «سكوتلنديارد» والتي يقع على عاتقها محاربة الارهاب والتطرف السياسي في بريطانيا، بعد ان اعلن عن تأسيس وحدة خاصة جديدة منوطة بمحاربة الارهاب. وأعلن أول من أمس السير ايان بلير، رئيس جهاز سكوتلنديارد الذي تتبع اليه الشعبة، نهاية الوحدة الشهيرة بعملها الاستخباراتي والأهم في الأجهزة التابعة للشرطة، قائلا ان الخطوة جاءت لتعكس التحديات الجديدة في محاربة الارهاب، نافيا بذلك ما قد تردد على أن القرار اتخذ بعد التفجيرات الانتحارية التي تعرضت لها لندن في 7 يوليو (تموز) و21 من نفس الشهر الماضي. وقالت مصادر سكوتلنديارد، ان القرار بخصوص التغييرات كان قد اتخذ قبل التفجيرات الارهابية بكثير، الا انه اضاف في تصريح لصحيفة «الغارديان»، ان التفجيرات الأخيرة قد عجلت من تشكيل وحدة جديدة لمكافحة الارهاب، تم تشكيلها من الشعبة الخاصة وجهاز التجسس «ام.اي.5» ووحدة مكافحة الارهاب الحالية، «المهم في الموضوع هو إيجاد وحدة قادرة على القيام بمهامها»، أضاف المصدر. أما السير ايان، فقد رفض التعليق حول اختفاء اسم الشعبة الخاصة كاملا من جهازه، مضيفا أن الجهاز الجديد سيحمل اسم «قيادة مكافحة الارهاب». كما ستكون هناك إدارة خاصة مهمتها المحافظة على أمن المباني، خصوصا «قصر ويستمنستر»، وأخرى لحماية الأشخاص.

أما من ناحية الحفاظ على الأمن في لندن بشكل عام، فقد اعتمد جهاز الشرطة برنامجا يقوم على التعاون بين أفراد الشرطة من الجهاز العام ومن أهالي المناطق المحلية، وهذا ما تدعمه حكومة بلير وكذلك بلدية لندن.

وكانت الشعبة الخاصة قد تشكلت في لندن عام 1883 كوحدة تابعة لشرطة لندن «سكوتلنديارد» لمكافحة الأعمال الارهابية لحركة «فنيان» الايرلندية التي كانت تنادي بالاستقلال عن بريطانيا آنذاك وقامت بأعمال ارهابية في بريطانيا، خصوصا في مدينة لندن.

وحسب خطة دمج الأجهزة الأمنية في جهاز «قيادة مكافحة الارهاب» الجديد، فسيقوم عملاء الشعبة الخاصة بجمع المعلومات الاستخباراتية وتقديم المهم منها بعد غربلتها الى الأشخاص المسؤولين عن مكافحة الارهاب من أجل متابعتها وأخذ الاجراءات اللازمة. كما سيقوم جهاز شرطة «سكوتلنديارد» بتصميم برامج تدريب خاصة بالعاملين في «الخطوط الأمامية»، وكذلك لتأسيس «أكاديمية قيادات»، وشبكة جديدة من الاتصالات تسهل وصول عامة الناس إليها.

واعتبر جون أوكونر الذي قاد سابقا احد الأجهزة الرئيسية في «سكوتلنديارد»، ان التغييرات التي حصلت بخصوص الشعبة الخاصة مفهومة، وذلك لأن «الكثير من نشاطاتها كان يقوم بها جهاز (ام.اي.5)، ولهذا من الأفضل لها ان تقبل بهذه الحتمية».

وأضاف أوكونر ان من اسباب رفض الشعبة الخاصة للتغيير هو الدور الذي أعطي لها، أي الحفاظ على أمن الأفراد، «وهذا التقليد ما كانت تفضله رئيسة الوزراء السابقة مارغريت ثاتشر. لقد قدرت في الشعبة روحها النخبوية».