بوش يتوجه مجددا غداً إلى المناطق المنكوبة من جراء إعصار «كاترينا»

تشيني في نيو أورليانز وبوش يعلنان 16 سبتمبر «يوم الصلاة للضحايا»

TT

واشنطن، نيو اورليانز (الولايات المتحدة) ـ الوكالات: اعلن الناطق باسم الرئيس الاميركي جورج بوش، سكوت ماكليلان، أمس ان الاخير سيتوجه للمرة الثالثة غداً الى المناطق المنكوبة من جراء اعصار «كاترينا».

واوضح ماكليلان ان بوش سينتقل الى ولايتي مسيسيبي ولويزيانا (جنوب الولايات المتحدة) بعد مشاركته في احتفال ديني في البيت الابيض لإحياء ذكرى ضحايا احداث 11 سبتمبر (ايلول) عام 2001 في الذكرى السنوية الرابعة على حصولها. واضاف ان الرئيس الاميركي سيمضي ليلة الأحد ـ الاثنين في لويزيانا، قائلاً ان جدول اعمال الزيارة لا يزال قيد الاعداد.

من ناحية اخرى تفقد نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني الدمار الذي خلفه الاعصار «كاترينا»، وأعرب عن ثقته في أداء الدوائر الحكومية على رغم الانتقادات التي وجهت لردود فعلها لدمار الاعصار. وأعلن الرئيس الأميركي جورج بوش يأن يوم 16 سبتمبر (ايلول) الجاري يوم وطني لـ«الصلاة من أجل الضحايا»، بينما بينت استطلاعات الرأي تراجع شعبيته الى نسبة 40 في المائة. وصرح بوش أول من أمس بأنه «أعطى تعليماته لكل وكالات (الحكومة) بتكريم ذكرى القتلى عبر معاملتهم بالكرامة والاحترام اللذين يستحقونهما» اثناء عمليات الانقاذ. ولم يتطرق الرئيس بوش مباشرة الى النصائح المثيرة للجدل التي أعطتها الوكالة الفيدرالية المكلفة ادارة الحالات الطارئة لوسائل الاعلام بعدم نشر صور الجثث العائمة في شوارع نيو اورليانز المغمورة بالمياه. وأعلن بوش ان يوم 16 سبتمبر الجاري سيكون «يوما وطنيا للصلاة» لضحايا الاعصار الذي اجتاح ولايات لويزيانا وميسيسيبي والاباما جنوب البلاد. وفي نيو أورليانز، أعرب نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني الذي قام أول من أمس بجولة على المناطق التي اجتاحها الاعصار «كاترينا»، عن ثقته بأن الولايات المتحدة تملك الموارد الكافية للنهوض من الكارثة. وصرح بأنه «اذا كان هناك مكان واحد على الارض يملك الوسائل لمواجهة هذه المشاكل فهو الولايات المتحدة».

وزيارة تشيني هي الاخيرة في سلسلة من زيارات تفقدية لمسوؤلين في ادارة بوش وسط شكاوى من المنكوبين من ان البيروقراطية تبطئ جهود الاغاثة. واعترف تشيني بأنه كانت هناك مشاكل في الايام الاولى للكارثة، لكنه أشاد بتطور أعمال الاغاثة. وقال تشيني خلال محطة له في ولاية ميسيسيبي (جنوب)، ان اعمال الانقاذ وإعادة البناء أحرزت تقدما كبيرا خلال اسبوع. وأضاف: «أعتقد ان فاعلية العمل بشكل عام تثير الاعجاب».

وكان أحد المنكوبين هاجم بشدة نائب الرئيس الاميركي خلال وجوده في هذه الولاية ووجه له كلاما نابيا، وذلك اثناء محاولة تشيني الشرح بأن السلطات الفيدرالية ليست مسؤولة حتما عن الصعوبات التي واجهت عمليات الانقاذ.

وفي واشنطن، اعتبر وزير الخارجية الاميركي السابق، كولن باول، ان هناك «فشلا» على المستويين المحلي والفيدرالي في مواجهة الاعصار «كاترينا». وفي مقابلة مع شبكة التلفزيون الاميركية «سي.ان.ان»، قال باول: «أعتقد ان هناك فشلا على مستويات عدة، محلي وفيدرالي وعلى مستوى الولايات». وأضاف: «كان هناك الكثير من الانذارات خلال فترة الخطر التي شهدتها نيو اورليانز، ولكن لم تكن هناك أعمال كافية».

وأشار باول الى ان السكان في نيو اورليانز، ومعظمهم من السود، كانوا ضحية فقرهم وليس العنصرية، قائلا: «لا اعتقد ان الامر يتعلق بالعنصرية، بل اعتقد انه عامل اقتصادي». وتابع: «المسألة ليست عنصرية، ولكن الفقر يزيد من كارثة الاميركيين الافارقة في هذا البلد. وقد حصل هذا الامر لأنهم فقراء».

ومن جهة ثانية، تظاهر حوالى 150 شخصا، بينهم ثلاث نساء تم اجلاؤهن من لويزيانا، أول من أمس امام البيت الابيض، متهمين الرئيس الاميركي جورج بوش بعدم بذل ما يكفي من الجهود لضحايا الاعصار.

وحمل المتظاهرون، في تظاهرة نظمتها حركة «موف اون» التي تضم مجموعة منظمات مناهضة للرئيس الاميركي، لافتات كتب عليها «العار»، و«ساعدوا ضحايا الاعصار». وهتف بعضهم: «أقيلوا بوش».

وأفاد استطلاع للرأي نشره معهد «بو» الاميركي، ان 67 في المائة من الاميركيين يعتبرون ان الرئيس الاميركي لم يبذل الجهد الكافي فور مرور الاعصار «كاترينا» في لويزيانا.

وأشار الاستطلاع إلى ان 67 في المائة من الذين شملتهم الاسئلة يرون انه كان بإمكان الرئيس الاميركي ان «يفعل أكثر»، بينما رأى 28 في المائة انه فعل «كل ما في وسعه»، ولم يدل 5 في المائة بأي رأي.

وأشار الاستطلاع نفسه الى ان شعبية بوش تراجعت الى 40 في المائة في سبتمبر مقابل 44 في المائة في يوليو (تموز). واعتبر 71 في المائة من السود في الاستطلاع، ان الكارثة تدل على ان انعدام المساواة بين البيض والسود يبقى المشكلة الرئيسية في البلاد، بينما لم ير 56 في المائة من البيض ان هذه مشكلة بارزة خلال الكارثة. ورأى حوالى 66% من السود ان رد فعل الحكومة ازاء الازمة كان سيكون أسرع لو كانت غالبية الضحايا من البيض.