واشنطن ـ نيو أورليانز ـ هيوستن (الولايات المتحدة) الوكالات: بدأ الصليب الاحمر الاميركي أمس، توزيع مساعدات اقرتها الحكومة الاميركية، تصل قيمتها الى الفي دولار لكل عائلة من العائلات التي شردها اعصار «كاترينا» المدمر. وواصل رجال الانقاذ اقناع الناجين في مدينة نيو اورليانز بالخروج منها، خوفاً من انتشار الاوبئة والأمراض بين السكان. وفي آخر اعلان رسمي، أكدت المستشفيات ودائرة الصحة في لويزيانا عدد القتلى في المدينة بنحو 118 شخصاً حتى الآن ،بعد مرور الاعصار في 29 اغسطس (آب) على ثلاث ولايات اميركية.
وقد منحت المعونات المادية للمشردين على شكل بطاقات ائتمانية، يمكن استخدامها لشراء الاحتياجات من المتاجر او الحصول على المبالغ النقدية من آلات الصرف الآلية. وكان المشردون الذين يقيمون في ملعب «استرودوم» والمتنزه القريب منه، وعددهم 8600 مشرد، اول من تسلم تلك الهبات المالية. وساد نوع من الفوضى بعدما اصطف آلاف المشردين من ملاجئ اخرى في طوابير، للحصول على تلك البطاقات امام مكتب الصليب الاحمر، مما اضطر الشرطة الى اغلاق ملعب استرودوم امامهم. وقالت الناطقة باسم الصليب الاحمر اماندا لاند، ان البطاقات ستسلم في الملاجئ الاخرى خلال الايام القليلة القادمة.
وستحصل كل عائلة على ما بين 1500 الى 2000 دولار. ومن المحتمل ان يتضاعف ذلك المبلغ، حيث ستمنح وكالة ادارة الطوارئ الفيدرالية مبلغا يصل الى 2000 دولار الى ضحايا الاعصار المسجلين والبالغ عددهم 320 ألفا. وكان رئيس وكالة ادارة الطوارئ الفيدرالية مايكل براون، قد اعلن يوم الاربعاء الماضي، ان الوكالة ستخصص كذلك مبلغ 640 مليون دولار للمشردين.
وسيحصل المشردون، الذين لجأوا الى ملعب استرودوم، على بطاقات تخولهم الحصول على مبالغ مالية، كما سيحصل 300 الف مشرد اخر على شيكات او حوالات مصرفية مباشرة.
ومن ناحية اخرى، ذكرت منظمات خيرية ان الشعب الاميركي قدم مساعدات غير مسبوقة لضحايا الاعصار، حيث تم جمع 587 مليون دولار حتى الان، وهو مبلغ يفوق ما تم جمعه عقب هجمات 11 سبتمبر (ايلول) وكارثة تسونامي التي ضربت بلدان اسيا.
وفي مدينة نيو اورليانز، واصل رجال الانقاذ حث الناجين من الاعصار على الخروج من المدينة طوعا، قبل ان يضطروا الى استخدام القوة لاخراجهم ،بعدما اصدر رئيس البلدية راي ناغين امراً بذلك يوم الثلاثاء الماضي. وقد خلت شوارع نيو اورليانز سوى من بعض وحدات الشرطة والجيش، التي كانت تقوم بعمليات بحث من منزل الى منزل. ويعتقد ان ما بين 10 الى 15 الف شخص ما زالوا في المدينة. ويصر عدد منهم على البقاء فيها، مما قد يجبر رجال الانقاذ والجيش على طردهم منها قريباً لمنع انتشار الاوبئة في المدينة.
واضطرت قوات مشاة البحرية الاميركية الى استخدام العربات البرمائية، للبحث عن الناجين في شرق نيو اورليانز، التي اغرقتها المياه. ويتم انتشال مئات الجثث من شوارع المدينة التي غمرتها مياه الفيضانات ومن المنازل التي حاصرتها المياه، في الوقت الذي صعد الجيش عملياته لضخ المياه من المدينة، وهو ما قد يستغرق ثلاثة اشهر. واعلنت وزارة الصحة والمستشفيات في ولاية لويزيانا، انه حتى ليل أول من أمس «تأكد وجود 118 حالة وفاة». وكانت الحصيلة الرسمية السابقة التي اعلنت الثلاثاء الماضي، قد تحدثت عن 83 قتيلاً. وكان سياسيون قد اعلنوا ان القتلى بـ«الالاف»، في حين تحدث احد البرلمانيين عن سقوط اكثر من عشرة الاف قتيل.