لحود لا يتراجع عن قرار السفر إلى الأمم المتحدة والسفارة الأميركية تذكِّره «بظروف» تمديد ولايته

واشنطن دعت رئيس الحكومة اللبنانية ووزير الخارجية فقط

TT

لم تفلح الخطوة الاميركية المتمثلة في عدم توجيه دعوة للرئيس اللبناني اميل لحود الى حفل الاستقبال الذي يقيمه الرئيس الاميركي جورج بوش لقادة الدول المشاركين في القمة العالمية والجمعية العامة للأمم المتحدة ـ بعد «النصائح» اللبنانية ـ في اقناع لحود بالعودة عن قراره ترؤس وفد لبنان الى المنظمة الدولية للمشاركة في اعمال الجمعية العامة. وقد بادر لحود الى الرد بقرار «مقاطعة» من الوفد اللبناني للرئيس الاميركي.

وسيغادر الوفد الرسمي اللبناني برئاسة لحود وغياب رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، المدعو الى حفل الاستقبال، بيروت الاثنين المقبل الى نيويورك. واكدت اوساط قريبة من لحود لـ «الشرق الأوسط» انه ذاهب الى القمة «لتمثيل لبنان وإلقاء كلمته بغض النظر عن اي تطورات» مشيرة الى انه «اخذ علماً بالقرار الاميركي وهو سيغادر الاثنين الى نيويورك». وقالت هذه الأوساط ان الرئيس لحود سيلقي كلمتين، الاولى امام القمة العالمية في 14 سبتمبر (ايلول) الحالي، والأخرى امام الجمعية العامة في 19 منه، وانه سيلتقي الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في اليوم نفسه على ان يلتقي بعض رؤساء الوفود قبل عودته الى بيروت.

وردت هذه الاوساط على عدم دعوة الادارة الاميركية للحود بالتأكيد على ان أيا من اعضاء الوفد اللبناني لن يشارك في حفل الاستقبال الذي سيقيمه بوش، اذا لم يحضر الرئيس لحود.

وعلقت السفارة الاميركية في بيروت على تصعيد موقف واشنطن من لحود، بالتأكيد لـ «الشرق الاوسط» ان الاخير لم يدع الى حفل الاستقبال لتسحب منه الدعوة. واشار مصدر في السفارة الى ان الدعوة وجهت فقط الى الرئيس السنيورة ووزير الخارجية فوزي صلوخ.

وفي واشنطن أكد لـ«الشرق الأوسط» مصدر في الخارجية الأميركية أن الرئيس اللبناني اميل لحود لم يدع إلى أي من لقاءات الاستقبال التي سيجتمع فيها الرئيس الأميركي جورج بوش أو وزيرة خارجيته كونداليزا رايس مع عدد من زعماء العالم، وقال المصدر إن الدعوات وجهت إلى رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ووزير خارجيته.

وكرر المصدر ما قاله مسؤول في الخارجية الاميركية من ان بلاده لا تريد اعطاء «انطباع خاطئ» حيال موقفها من الرئيس لحود من خلال استقبال الرئيس الاميركي له، مشيراً الى ان تمديد ولايته تم بناء لضغوط سورية. وكرر تأكيد «اهتمام» الولايات المتحدة بتنفيذ قراري المجتمع الدولي 1559 (المتعلق بسحب القوات الاجنبية ونزع سلاح الميليشيات) و1595 (تشكيل لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري).

واللافت ان عزلة الرئيس لحود تقابلها حفاوة دولية بزعيم كتلة «تيار المستقبل» النيابية النائب سعد الحريري الذي سيسبق لحود الى نيويورك حيث سيلتقي الامين العام للامم المتحدة وعدداً كبيراً من زعماء الدول، بحسب ما اكد مصدر قريب منه لـ «الشرق الأوسط».

وعلى صعيد ذي صلة، برز امس تحركان لافتان في اتجاه البطريركية المارونية التي تشكل غطاء تقليدياً للرئاسة اللبنانية، اذ زارها السفير الاميركي في بيروت جيفري فيلتمان الذي رفض الادلاء بأي تصريح بعد لقائه البطريرك نصر الله صفير. كما زارها ايضاً الوزير السابق وديع الخازن ناقلاً رسالة من الرئيس لحود ووزير العدل شارل رزق. ونفى ان يكون تطرق في حديثه مع البطريرك الى قضية سفر الرئيس لحود الى نيويورك، معتبراً «ان هذا من المواضيع السياسية الحامية التي لا يتناولها البطريرك ويتركها للسياسيين».

وقد اعادت المعاملة «الجافة» التي يتوقع ان يلقاها الرئيس لحود اميركياً وبدأت بوادرها بالظهور قبل وصوله الى نيويورك، الى الاذهان حادثة مماثلة واجهت الرئيس الراحل سليمان فرنجية عام 1975.