البنتاغون يختار تركمانستان «المحايدة» موقعا جديدا لقواعده في آسيا الوسطى

TT

نكصت تركمانستان السوفياتية السابقة وعودها التزام الحياد الذي اعلنته رسميا مطلع التسعينيات في اعقاب انهيار الاتحاد السوفياتي في نهاية عام 1991. وكانت اعلنت اخيراً في أغسطس (آب) الماضي صراحة قرارها الخروج من منظمة بلدان الكومنولث (تضم معظم الجمهوريات التي استقلت عن الاتحاد السوفياتي سابقاً). وكانت «الصحيفة المستقلةَ» كشفت نقلا عن مصادر عسكرية تركمانية وجود خطة لإعداد مطار «ماري-2» الخاص بالمقاتلات الاستراتيجية السوفياتية من اجل استقبال الطائرات الاميركية التي تقرر نقلها من اوزبكستان في اطار قرار اغلاق القاعدة الاميركية في خان آباد بناء على طلب طشقند في غضون ثلاثة اشهر. وأشارت الصحيفة نقلا عن مصادر في وزارة الدفاع التركمانية، الى ان لجنة من وزارة الدفاع الاميركية «البنتاغون» وصلت لتفقد المطار الذي أكدت انه جاهز لاستقبال المقاتلات الاميركية بعد تحديث ممراته ومبانيه بجهود شركات بناء مقرها في الامارات العربية المتحدة. وكان القرار قد تم التوصل اليه حسب تقديرات مصادر عسكرية مطلعة خلال الزيارة الاخيرة التي قام بها الجنرال ابو زيد، قائد المنطقة المركزية لتركمانستان ومباحثاته هناك مع الرئيس صابر مراد نيازوف. وقد جاءت هذه التحولات في اعقاب تحركات روسية نشيطة استهدفت استعادة مواقع موسكو في الفضاء السوفياتي السابق وتعزيز تحالفاتها مع الصين وبلدان مجموعة شنغهاي من اجل كسر احتكار القرار الدولي وبناء عالم متعدد الاقطاب. غير ان ما جرى من اتصالات وما صدر من تصريحات من جانب قيادات اوزبكية، يكشف عمليا ان الرئيس اسلام كريموف نسق خطواته مع الجانب الروسي بما في ذلك ما قاله عن استعداد بلاده دفع تعويضات قيمتها 100-130 مليون دولار لقاء سرعة إجلاء القاعدة الاميركية. وفي هذا السياق يمكن الاستشهاد بما قاله العقيد اناتولي تسيجانيوك، رئيس المركز الروسي للتنبؤات العسكرية، عن احتمالات ان تكون بلدان مجموعة شنغهاي التي تضم اوزبكستان وروسيا والصين وبقية بلدان آسيا الوسطى اختارت قاعدة خان آباد موقعا لتمركز قواتها المشتركة تحت ستار مركز مكافحة الارهاب الدولي، ما قد يكون مبررا لتولي مجموعة شنغهاي دفع القيمة التي اعلن الرئيس الاوزبكي عن استعداده لسدادها. وكانت شبكة «فرغانة رو« الالكترونية كشفت ايضا عن زيارة نيكولاي باتروشيف، رئيس جهاز الأمن والمخابرات في روسيا الاتحادية لاوزبكستان ومباحثاته مع الرئيس كريموف في اغسطس (آب) الماضي، والتي تناولت الإعراب عن قلق موسكو تجاه استمرار القاعدة الاميركية في الاراضي الاوزبكية.