القوات العراقية والأميركية تجتاح تلعفر وسط تقارير عن مقتل واعتقال مئات المسلحين

العثور على 18 جثة.. و4 قتلى في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة جنوب بغداد

TT

اجتاحت القوات الأميركية والعراقية أمس مدينة تلعفر القريبة من الحدود مع سورية، لـ«تطهيرها» من المتمردين، حسبما أعلن رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري. الى ذلك، أكد وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي أمس، مقتل واعتقال مئات المسلحين خلال اليومين الماضيين.

وقال الجعفري في بيان أمس «اصدرت اوامري بتحريك القطع العسكرية العراقية تساندها القوات المتعددة الجنسيات لتحرير مدينة تلعفر» (450 كلم شمال بغداد). وفي مؤتمر صحافي حضره وزير الدفاع سعدون الدليمي وعدد من الوزراء، اوضح الجعفري «بدأت هذا الصباح وفي الساعة الثانية عمليات عسكرية مشتركة في منطقة السرايا في مدينة تلعفر من اجل حماية المواطنين هناك وإعادة المبعدين واستتباب الأمن والنظام». وأشار الى ان «هذه العملية تأتي في سياق جعل مدينة تلعفر آمنة مطمئنة من خلال تطهيرها من الارهابيين والمخربين الاجانب الذين قتلوا الابرياء وانتهكوا الحرمات وشردوا العوائل». وتابع ان العملية «تستهدف اولا وأخيرا أعداء العراق من اجل سلامة الوطن والشعب». وأضاف «سنضرب بقوة كل عناصر الشر التي تسعى لمنع الخدمات العامة وتعمل على نشر الرعب والترويع وتحاول يائسة الاجهاز على الانجازات التي حققها شعبنا الابي من خلال حكومته المنتخبة». وأوضح ان «العملية جاءت بناء على طلبات من شيوخ عشائر تلعفر السنية والشيعية».

من ناحيته، قال الدليمي «أود ان اشير الى خسائر الارهابيين الى الساعة العاشرة من صباح اليوم (السبت)، انه تمكنت قواتنا من قتل 141 ارهابيا واعتقال 197». وأضاف «قتل خمسة من الجنود العراقيين وجرح ثلاثة آخرون». وقال «اود ان اقول لأهلنا في القائم وفي سامراء والرمادي وراوة، نحن قادمون ولن يكون هناك مخبأ للارهابيين ومصاصي الدماء». وأكد ان العملية العسكرية سوف تكون «اقصر مما تتصورون». وأشار الدليمي الى عدد الافواج الموجودة، وهي 11 فوجا من الجيش العراقي، بالإضافة الى مشاركة ثلاثة من افواج مغاوير وزارة الداخلية وقوات مساندة من قوات التحالف، مؤكدا ان العملية «هي عملية عراقية».

وتعتبر الرمادي وسامراء الواقعتان على بعد 100 كيلومتر غرب وشمال بغداد، من المراكز السكانية المهمة وشهدتا قتالا في الماضي بين القوات الأميركية والعراقية وبين المقاتلين من العرب السنة. وتقع مدينتا القائم القريبة من الحدود السورية وراوة في وادي نهر الفرات، الذي تقول الحكومة انه مسار المقاتلين الاجانب الذين يدخلون العراق من سورية. ولم يشر الدليمي الى الموعد المحتمل للعمليات ضد البلدات الاخرى. وتابع الدليمي أن هذه العملية العسكرية في تلعفر هي لتطهيرها من الارهابيين، وأن الخطة وضعت منذ ثلاثة أشهر. وقال ان الحكومة حاولت جميع سبل الحلول السلمية.

وكانت الحكومة العراقية اعلنت أول من امس تصميمها على اعادة الاستقرار الى مدينة تلعفر الواقعة على بعد 60 كلم من الحدود السورية التي يتمركز فيها مسلحون عرب. وقد أدت اعمال العنف فيها الى نزوح كثيف لسكانها السنة والشيعة والتركمان. وأكدت في بيانها الرسمي امس «التزامها وقدرتها» على اعادة الأمن والنظام وحرصها على «اعادة المشردين الى منازلهم» في هذه المدينة.

وكان الجيش الاميركي اعلن الاربعاء الماضي ان القوات العراقية المدعومة بالقوات الاميركية تمكنت من قتل او إلقاء القبض على مائتي «ارهابي» في غضون اسبوع واحد في مدينة تلعفر.

وتحدثت وسائل الاعلام العراقية عن نزوح كثيف لسكان تلعفر التي يقطنها ثلاثمائة ألف شخص مع تصاعد العمليات العسكرية التي تدخل فيها سلاح الطيران لقصف مواقع المسلحين.

وفي تطور آخر ذي صلة، قالت الشرطة العراقية انها عثرت على 18 جثة مصابة بطلقات ملقاة جنوب بغداد في ساعة متأخرة من مساء أول من امس. وعثر على الجثث في بلدة اللطيفية، حيث قتل عشرات المدنيين الشيعة وقوات الأمن العراقية في العام الماضي. كما اعلنت الشرطة ان سيارة ملغومة قتلت أربعة اشخاص وأصابت 11 آخرين مساء اول من امس عندما انفجرت خارج مركز شرطة في بلدة المحاويل جنوب العاصمة العراقية.

وقتل مسلحون اربعة مدنيين كانوا متوجهين الى عملهم في قاعدة للقوة المتعددة الجنسيات شمال غربي بعقوبة مركز محافظة ديالى على مسافة 60 كلم شمال بغداد. وادى الهجوم الى اصابة ثلاثة آخرين بجروح، وفق مصدر في الشرطة المحلية. كما اصيب مسؤول في بلدية حي اليرموك في بعقوبة إصابة قاتلة في هجوم آخر شنه مسلحون، بحسب المصدر ذاته. وقتل ضابط في الجيش العراقي في الخالص على مسافة 80 كلم شمال بغداد، فيما قتل ضابط في الشرطة في مدينة كركوك النفطية شمالا وفق مصادر في الشرطة.