انحسار الآمال المعقودة على أكبر قمة عرفها التاريخ في نيويورك الأربعاء المقبل

في الذكرى الستين لإنشاء الأمم المتحدة

TT

يلتقي قادة العالم الاسبوع المقبل في نيويورك للمشاركة في اكبر قمة عرفها التاريخ غير ان مشروع الاصلاح الذي كان من المقرر اطلاقه في الذكرى الستين لانشاء الامم المتحدة فقد الكثير من ابعاده الطموحة.

ويشارك اكثر من 150 رئيس دولة وحكومة في هذه القمة التي تعقد ابتداء من الاربعاء وعلى مدى ثلاثة ايام.

وقال رئيس الجمعية العامة الغابوني جان بينغ مبديا تفاؤله انه «بين النص الشديد الطموح الذي اقترحه الامين العام (كوفي انان) واتاح خوض المفاوضات انطلاقا من قاعدة عالية المستوى ونص من بضع صفحات لن يكون ذا مغزى، اعتقد اننا سنعتمد حلا وسطا سيكون برأيي مرضيا».

وكان سفير الفلبين لاورو باجا اكثر حذرا في توقعاته على هذا الصعيد اذ قال «اما ان نحقق نجاحا نسبيا او فشلا تاما».

ولم يعد من المطروح بحث مسألة توسيع مجلس الامن حيث اصطدمت الاقتراحات بهذا الصدد بخلافات بين الدول الاعضاء وبمعارضة حازمة من الولايات المتحدة والصين.

وتناولت المباحثات بشأن هذه القمة التي دارت بين لجنة من 33 دولة ذات صفة تمثيلية سبع مسائل كبرى هي التنمية والارهاب ومسؤولية حماية الشعوب المهددة بالابادة ومنع انتشار الاسلحة النووية وحقوق الانسان وتعزيز السلام واصلاح ادارة الامم المتحدة.

ولائحة المواضيع هذه فرضها الوفد الاميركي الذي اثار بلبلة كبيرة في نهاية اغسطس باقتراحه 750 تعديلا لمشروع البيان الختامي الذي يعمل بينغ على اعداده منذ اسابيع.

وعرض السفير الاميركي جون بولتون بشكل مفصل في رسائل موقف واشنطن بشأن هذه المواضيع السبعة داعيا الى التفاوض بشأنها بشكل مباشر بين الدول، في حين كانت عملية صياغة البيان الختامي تجري سابقا عبر «وسطاء» مساعدين لبينغ يعملون على التوفيق بين وجهات نظر الدول الاعضاء الـ191.

واسلوب التفاوض هذا الذي اقترحه بولتون يتعارض مع المقاربة التي طرحها انان والتي تقوم على قاعدة المبادلة او تبادل التنازلات. وقد دعا الامين العام الى اقرار مشروعه الاصلاحي بشكل اجمالي، مؤكدا انه يسمح لكل دولة بتحقيق مطالبها بشأن نقاط معينة لقاء تنازلات حول نقاط اخرى.

وعلق احد الدبلوماسيين «لا شك ان الولايات المتحدة كانت تعتبر ان اجراء مفاوضات حول كل موضوع على حدة سيسمح لها بالحصول على المزيد نظرا لوزنها. لكن في حال لم نتوصل الى نتيجة، فقد يتكبدون فشلا كبيرا».

وكانت واشنطن المعارضة لاي جدول زمني او اهداف ملزمة، تسعى لحذف اي اشارة الى اهداف الالفية الانمائية التي اتفق عليها العالم بأسره في العام 2000 من اجل الحد من الفقر والامراض، في حين ان الهدف الاساسي من القمة كان اعادة تأكيدها وتحريك الجهود من اجل تحقيقها.

وازاء حملة الاحتجاجات التي واجهتها، اضطرت الولايات المتحدة الى تقديم تنازل فوافقت على ذكر اهداف الالفية الانمائية، كما وافقت على تضمين النص اشارات الى تعهد الدول الغنية برفع مستوى مساعدتها العامة للتنمية الى نسبة 0.7 % من اجمالي ناتجها الداخلي بحلول العام 2015 والالتزام ببروتوكول كيوتو للحد من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري، مع الاشارة الى انها لا تشعر انها ملزمة بهذه التعهدات.

ويعقد مجلس الامن اجتماع قمة الاربعاء على هامش هذه المداولات لاعتماد قرارين الاول حول قمع التحريض على الارهاب والاخر حول تدارك النزاعات في افريقيا.

وسيلتقي الرئيس الاميركي جورج بوش نظيره الصيني هو جينتاو ورئيسي الوزراء البريطاني توني بلير والاسرائيلي ارييل شارون وكوفي انان.

وقد اضطر الرئيس الفرنسي جاك شيراك الى العدول عن المشاركة في القمة اثر اصابته بعارض صحي طفيف وسيمثله رئيس الوزراء دومينيك دو فيلبان.