أزمة داخل أكبر حزب ليبرالي في مصر مع رفض نعمان جمعة الاستقالة

«الوفد» خسر أصوات الناخبين فى معاقله الأساسية ومنها بورسعيد والشرقية

TT

اظهرت نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية الازمة الكبيرة التى يمر بها اكبر وأقدم حزب ليبرالي في مصر وهو حزب الوفد، كما جددت المخاوف من انشقاقات جديدة داخل الحزب الذي عانى خلال العامين الماضيين من موجة من الانشقاقات والاستقالات. وفي اول رد فعل له على الانتقادات على ادائه من داخل الحزب، أعلن رئيس الحزب الدكتور نعمان جمعة أنه لن يقدم استقالته، مقللا من تأثير فوز مرشح حزب الغد ايمن نور بالمركز الثاني في الانتخابات الرئاسية على خريطة المعارضة السياسية في مصر، كما اشار بأصابع الاتهام الى تحالف بين الغد والأخوان وجهاز الدولة ادى الى احراز نور هذه النتيجة. غير ان أخطر ما في نتائج الانتخابات فيما يتعلق بالوفد لم تكن تراجع المكانة السياسة للحزب بين احزاب المعارضة، بل فقدانه اصوات انصاره خصوصا في المحافظات المعروف انها معاقل تاريخية للوفد مثل بورسعيد والشرقية. وقال جمعة في تصريحات صحافية أمس «لماذا أستقيل.. فأنا أتشرف بالمعركة الانتخابية ونعتبر أنفسنا كسبنا منها وكل قيادات الوفد أدت ما عليها وبذلت قصارى جهدها». وانتقد جمعة نتيجة الانتخابات التي أظهرت تفوق الرئيس حسني مبارك مرشح الحزب الوطني الحاكم وأيمن نور مرشح حزب الغد بينما جاء هو في المركز الثالث. وأرجع جمعة تقدم نور عليه إلى حصوله على تأييد الاخوان المسلمين والأقباط المتشددين، بالاضافة إلى أصوات من الحزب الوطني بقدر معين من أجل الاساءة للوفد. وأوضح جمعة أن الخريطة الحزبية المصرية لن تتغير، مشيرا إلى أن هذه النتيجة لا تعكس صعودا لحزب الغد ووصف النتيجة بأنها «لا تساوي شيئا وبأن بها مناورات سياسية». وحول نظرته للانتخابات المستقبلية توقع جمعة أن الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون بنظام الاستفتاء موضحا أن جميع الاحزاب لا تملك نسبة خمسة في المائة في عضوية مجلس الشورى في حدود تسعة مقاعد. وقد ظهرت بوادر انشقاق مبكر داخل حزب الوفد في أعقاب الهزيمة، وقال أعضاء من حزب الوفد يعتبرون انفسهم «فريق الإصلاح» داخل الحزب أن هزيمة جمعة وهي الثانية منذ توليه مسؤولية قيادة الحزب، وذلك بعد هزيمة الحزب في الانتخابات البرلمانية عام 2000، موضحين ان حتى معركة الـ 100 مقعد في الانتخابات البرلمانية الأخيرة كانت تستوجب التغيير. وقال عدد من الأعضاء انه كان يجب على نعمان جمعة الانسحاب من رئاسة الحزب في هدوء.

كما حذرت مصادر الوفد من ان هذه النتيجة تلقي بظلالها الكثيفة على استعدادت الحزب للانتخابات التشريعية المقبلة. ومن ناحيته، دعا المهندس مجدي سراج الدين، احد ابناء سلالة سراج الدين العائلة المؤسسة للحزب، الدكتور نعمان جمعة إلى الاستقالة الفورية ودعوة الجمعية العمومية الوفدية لانتخاب رئيس جديد لإنقاذ الحزب من الانهيار. واتهم سراج الدين نعمان جمعة بالفشل في قيادة الوفد والفشل في وضعه في مكانه الصحيح، مؤكدا أن احتلال المركز الثالث لا يتناسب مع المكانة الحقيقية للوفد. وقال إن المحافظات المعروف بأنها قواعد صلبة للوفد لم تمنح أصواتها لمرشح الوفد وهي بورسعيد والشرقية والدقهلية، وهي ظاهرة تستدعي التحليل والتغيير. مصر: معركة الانتخابات التشريعية تبدأ مع إعلان حزب «الغد» خوضها في 222 دائرة