لحود ذاهب غدا إلى نيويورك «لشكر» المجتمع الدولي ويؤكد التنسيق مع رئيس الحكومة بالنسبة لكلمة لبنان

وزارة الخارجية أوصت بعثة لبنان بـ «تسهيل مهمة» الحريري في الأمم المتحدة

TT

يغادر الرئيس اللبناني اميل لحود غدا الى نيويورك مترأسا وفد بلاده الى اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، رغم الانتقادات المستمرة لقراره و«النصائح» التي وجهت اليه بعدم الذهاب والتي تواصل صدورها امس.

وقالت مصادر في الرئاسة اللبنانية، ان لحود ذاهب لـ «شكر» المجتمع الدولي على دعمه لبنان من خلال الظروف الصعبة التي نشأت عن استشهاد الرئيس رفيق الحريري. وقللت المصادر من تأثير «الحملات المنظمة» ضد لحود، مؤكدة ان «التنسيق قائم مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة حول كلمة لبنان».

وبموازاة ذلك، يصل زعيم كتلة «المستقبل»، النائب سعد الدين الحريري، الي نيويورك غدا لبدء جولة اتصالات في الامم المتحدة. وقد أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين امس انها طلبت من بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة توفير التسهيلات للحريري ووفده المرافق للدخول الى مقر الامم المتحدة لدى زيارته الى نيويورك الاسبوع المقبل «بناء على طلب الأخير».

وقالت أوساط قريبة من الحريري لـ «الشرق الأوسط»، ان فريق عمل كبيرا يعد للقاءات الحريري في الأمم المتحدة ويجري اتصالات مع قيادات الدول الكبرى الفاعلة. واستغربت مصادر القصر الجمهوري امس الحملة على الرئيس لحود وقالت ان «مشاركة رئيس الجمهورية عددا من قادة دول العالم في اعمال القمة ثم إلقائه كلمة لبنان امام الجمعية العمومية ستكون مناسبة ليطل لبنان على المجتمع الدولي للتأكيد على شكره للدعم الذي قدمته دول العالم للبنان لتجاوز الظروف الصعبة التي نشأت عن استشهاد الرئيس رفيق الحريري». وأضافت المصادر ان وضعا كالوضع الذي يمر به لبنان حاليا، يحتم ان يكون لبنان موجودا وحاضرا في المحفل الدولي الابرز، أي الامم المتحدة، فكيف اذا كانت الهيئة الدولية ستشهد ايضا قمة عالمية تسبق الجمعية العامة، مؤكدة ان «الحملات المنظمة ضد ذهاب الرئيس لحود لا تستوجب أي رد من رئيس الجمهورية». وتوقفت المصادر عند استمرار بعض القائمين بالحملات في التكهن بما ستكون عليه ردود الفعل الدولية «السلبية» على مشاركة الرئيس لحود في اجتماعات نيويورك، فاعتبرت ان مثل هذا الكلام «استباق للأحداث من جهة، وايحاءات معيبة من جهة ثانية، لأنها تستهدف رئيس الجمهورية الذي هو حسب الدستور «رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن»... مما يضعف الموقف اللبناني ويعرضه للتشكيك ويثير حوله علامات استفهام سيكون لها ضررها المباشر، لا سيما وان الرئيس لحود سيلقي في نيويورك خطابين، الاول في 16 سبتمبر (ايلول) الحالي امام القمة العالمية، والثاني في 19 الحالي أمام الجمعية العمومية.

وأضافت المصادر ان «مضمون الخطابين يؤكد على وحدة الموقف اللبناني. فالرئيس لحود لم يذهب الى نيويورك ليتحدث باسم فريق من اللبنانيين، او ليعكس وجهة نظر معينة، بل ذهب ليلقي كلمة كل لبنان من دون استثناء». إلا ان النقطة الأبرز، التي سيحرص الرئيس لحود للتشديد عليها امام قادة دول العالم كما قالت المصادر، فهي تلك التي تتصل بضرورة كشف ملابسات جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ودعم عمل اللجنة الدولية في هذا المجال، والتأكيد على مسؤولية الدولة اللبنانية في إنزال أشد العقوبات في من ستدينهم العدالة وتجرّمهم.

وأكدت المصادر نفسها، ان الخطابين أعدا بالتشاور في ما بين رئيسي الجمهورية والحكومة وبالتنسيق مع وزارة الخارجية.

وأبدت المصادر استغرابها ايضا للأرقام التي أوردتها وسائل الاعلام حول تكلفة سفر الوفد اللبناني الى نيويورك، فأشارت الى انها مبالغ فيها ولا تنطبق على الواقع. وآثرت المصادر عدم التعليق على ما تردد عن سحب دعوة كان وجهها الرئيس الاميركي جورج بوش الى الرئيس لحود لحضور الاستقبال الذي يقيمه تكريما لرؤساء الوفود المشاركة في أعمال القمة، واكتفت بوصفها بأنها «غير دقيقة»، لكنها في المقابل أسفت للطريقة التي تم فيها استغلال هذه المعلومات في بعض وسائل الاعلام اللبنانية ولردود الفعل التي صدرت عن بعض السياسيين. ورفضت المصادر التعليق على ما يتردد عن خلافات بين الرئيس لحود ورئيس الوزراء فؤاد السنيورة، ودعت الى «عدم الرهان على مثل هذه الاقوال لأنها تعكس ما يتمناه مروجوها ولا تجسد الواقع، حيث ان التنسيق والتعاون بين الرئيسين على أحسن ما يرام». وتحدث وزير العدل شارل رزق المقرب من رئيس الجمهورية امس عن اهمية المواضيع المطروحة في الجمعية العمومية للامم المتحدة، ونفى أن «تكون هناك مقاطعة للحكم وقد تجلى ذلك في جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء الماضي، فهناك تباينات واحتلافات، وأنا كوزير عدل أناشد الجميع بانتظار التحقيقات والمحاكمات وعدم التسرع».