الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة ينتهي تماما في الساعة السادسة من صباح غد

قوات حرس الحدود المصرية باشرت الانتشار في ممر «فيلادلفي»

TT

رغم ان النقاش الخاص الذي ستجريه الحكومة الاسرائيلية في جلستها الاسبوعية اليوم حول الامتناع عن هدم الكنس اليهودية في مستوطنات غزة المهدومة، أكدت مصادر في وزارة الدفاع ان الانسحاب الاسرائيلي النهائي من قطاع غزة لن يتأخر وانه سيبدأ مساء اليوم، أي بعد انتهاء جلسة الحكومة. وقال هذا المصدر لـ«الشرق الأوسط» انه في الساعة السادسة من صباح غد، لن يبقى في القطاع أي اسرائيلي.

في غضون ذلك انتشر 200 من حرس الحدود المصري من اصل 750، متفق عليهم، على طول الشريط الحدودي الفاصل بين مصر وغزة المعروف بممر (فيلادلفي). ويفترض ان تنتهي عملية الانتشار هذه الاسبوع المقبل. وستكون هذه القوة مزودة بـ 504 رشاشات عادية و94 مسدسا و67 مدفعا رشاشا ثقيلا و9 بنادق قنص و31 مجنزرة و44 سيارة جيب و3 رادارات و27 قاذفا صاروخيا من نوع «آر. بي. جي».

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون قد أوقف مساء الخميس الماضي عملية هدم الكنس، بعد أن تعرض لانتقادات لاذعة من خصومه، الذين قالوا انه أول المخلوقات في التاريخ التي تهدم الكنس، كما توجه اليه بطلب خاص في الموضوع رئيس الدولة، موشيه قصاب، فقرر أن يجري نقاشا خاصا في الموضوع في جلسة الحكومة اليوم. واعلن اثنان من الوزراء، هما سلفان شالوم (الخارجية) وداني نافيه (الصحة)، انهما سيصوتان ضد هدم الكنس، وسيحاولان تجنيد الحكومة لتقرر الابقاء على الكنس الثلاثين (اثنان منها هدما وثلاثة أخرى هدمت جزئيا) والضغط على السلطة الفلسطينية كي تحميها.

ورد وزراء ونواب اليسار الاسرائيلي على هذه الحملة بتصريحات شديدة اللهجة، فقال وزير الداخلية، أوفير بنيس (حزب العمل)، ان هناك عملية نفاق خطيرة في موضوع الكنس لدى السياسيين ولدى رجال الدين على السواء. لقد افرغ رجال الدين الكنس من الأثاث وأدوات الصلاة وكل الرموز المقدسة ونقلوها الى اسرائيل، فما الذي جرى حتى غيروا رأيهم؟ وبدأ الجيش عملية الهدم في خمسة كنس دفعة واحدة وأنجز العمل في هدم كنيسين وكاد ينهيه بالنسبة لثلاثة كنس أخرى، فما المنطق في وقف الهدم؟.

وقال النائب يوسي بيلين، رئيس حزب ميرتس اليساري ان ما تفعله الحكومة في هذا الموضوع هو فضيحة أخلاقية بكل معنى الكلمة، فبعد ان حظيت بدعم العالم كله على خطة الفصل تبدي تراجعا رخيصا عن خطة الفصل، وستضيع بذلك التأييد الذي حظيت به.

واضاف نائب آخر من حزب ميرتس، هو يوسي سريد، ان الحكومة تعرف جيدا ان السلطة الفلسطينية غير قادرة على حماية ثلاثين كنيسا، والضغط عليها القائم اليوم هو محاولة حقيرة لاضعاف السلطة أكثر مما هي عليه واظهار هذا الضعف في العالم من أجل تبرير خطوات اسرائيلية مستقبلية لعرقلة المسيرة السياسية، واضاف سريد: الحل الوحيد لموضوع الكنس هو نقلها كما هي الى أماكن داخل اسرائيل، وازاحة هذا العبء عن كاهل الفلسطينيين. وأعربت مصادر عسكرية عن خشيتها من أن يصدر قرار في الحكومة بابقاء الكنس، اذ ان مثل هذا القرار قد يؤخر الانسحاب، الا ان مصدر آخر أكد ان الانسحاب سيتم في الموعد الجديد المقرر لذلك، ألا وهو صبيحة الاثنين. علما بأن قوات الجيش انهت نقل التجهيزات والمواقع العسكرية بالكامل باستثناء مقر القيادة العسكرية العليا في قطاع غزة، اذ سيتم تسليم هذه البناية كما هي للفلسطينيين. والقوات الموجودة في غزة اليوم ترابط فقط داخل السيارات والدبابات والمجنزرات والجيبات العسكرية، تنتظر الأوامر بالرحيل. وقال قائد قوات غزة انه لا يحتاج لأكثر من 12 ساعة حتى يغادر القطاع بالكامل مع آخر جندي. وسيتم الانسحاب على أربع مراحل في أربع مناطق، وقبل أن تنسحب هذه القوات تدخل قوات فلسطينية مكانها.