كاترينا: دول أوروبية مستاءة من عدم سماح واشنطن باستقبال مساعداتها

توسع دائرة الانتقادات لإدارة بوش.. والديمقراطيون يصعدون حملتهم ضده

TT

واشنطن ـ هامبورغ ـ بنوم بنه ـ الوكالات: توسعت دائرة الانتقادات الموجهة الى ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش اثر كارثة اعصار كاترينا، لينضم اليها بعض الدول التي تبرعت بمساعدات لضحايا الاعصار. وهاجم نواب من الحزب الديمقراطي الادارة بعد نشر تقرير يفيد بأن المسؤولين كانوا على علم منذ العام 2004 بحجم الكارثة المتوقعة وخطورتها في نيوأورليانز. واعرب ممثلو عدد من الدول الاوروبية في الولايات المتحدة عن استغرابهم لاسباب تعليق توزيع او قبول مساعدات دولهم الى ضحايا الاعصار, في انتظار ضوء اخضر من واشنطن.

وقال الناطق باسم السفارة السويدية في واشنطن كلايس تورسون: «اننا ننتظر منذ اسبوع الاذن بارسال طائرة الى الولايات المتحدة، ولكننا لم نحصل حتى الآن على اي جواب». وما ان اعلنت الولايات المتحدة استقبالها مساعدات دولية، حتى استأجرت الحكومة السويدية طائرة حملتها بمساعدات لإرسالها الى منكوبي الاعصار كاترينا. الا ان الطائرة لم تقلع بعد في انتظار الضوء الاخضر الاميركي، بحسب المسؤول السويدي.

وصرح الدبلوماسي اندراس باسي ناغي بأن بلاده عرضت ارسال خبراء للتعرف على الجثث ومساعدات اخرى، الا انها لم تحصل بعد على جواب من السلطات الاميركية. وشكا اندرياس ستوفر من الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون من الامر نفسه، قائلاً: «لا نملك الا الانتظار».

واعلنت كرواتيا أول من أمس انها سترسل اطباء شرعيين الى الولايات المتحدة، الا انها تنتظر الموافقة الاميركية. ومن ناحيته، اشار المسؤول المكلف تنسيق المساعدات في وزارة الخارجية الاميركية هاري توماس الى ان 95 دولة عرضت مساعدات، وان السلطات الاميركية تبذل جهدها لتطابق حاجاتها على الارض مع العروض. وشرح: «لن نقبل مساعدة لن نتمكن من استخدامها ولن يستفيد منها الشعب الاميركي».

وفي برلين، أعلن الناطق باسم الحكومة الالمانية أمس أن السلطات الاميركية منعت وصول مساعدات ألمانية إلى ضحايا الاعصار، تخوفاً من احتمال تلوثها بمرض جنون البقر. وأضاف أن ثلاث حمولات من الحصص الغذائية وصلت إلى الولايات المتحدة، لكن السلطات الاميركية منعت دخول حصة رابعة بحمولة 15 طناً الخميس الماضي مؤقتاً. ويشرح تقرير في صحيفة «دير شبيغل» في عددها الاسبوعي الذي يصدر غداً إن طائرة المساعدات لم تقلع من ألمانيا، وإن الحمولة أفرغت مرة أخرى مساء أول من أمس في قاعدة قرب كولونيا (المانيا) بانتظار موافقة اميركية.

وفي واشنطن، واصل الحزب الديمقراطي حملته الانتقادية للحكومة الاميركية، اذ نشر أول من امس تقرير للوكالة الفيدرالية الاميركية لادارة الازمات يعود الى عام 2004 يثبت ان واشنطن كانت تعلم بشكل واضح مدى خطورة اي اعصار قوي يضرب مدينة نيو اورليانز.

وجاء في التقرير ان اعصاراً من الفئة الثالثة او الرابعة او الخامسة يضرب جنوب شرقي ولاية لويزيانا بامكانه ان «يحدث كارثة لا يمكن للولاية ان تواجهها من دون مساعدة كبيرة من الولايات المجاورة ومن الحكومة الفدرالية».

ومن بين المشاكل الاولية التي حذر منها التقرير هي «اجلاء اكثر من مليون شخص من نيو اورليانز». واضاف ان «ارتفاع منسوب المياه سيحاصر ما بين 300 و350 الف شخص في المناطق».

وامام هذا التقرير وما حمله من تحذير مسبق، طلبت لجنة الاصلاح الحكومي في مجلس النواب الاميركي ايضاحات من وزير الامن الداخلي مايكل شيرتوف.

واجرى السناتور ادوارد كينيدي وبرلمانيون اخرون من الحزب الديمقراطي مساء أول من أمس مشاورات مع مسؤولين من السود الاميركيين للاعداد لمرحلة ما بعد الاعصار كاترينا و«التصدي للتفاوت» في المجتمع الاميركي. واعتبر رئيس الجمعية المعمدانية القومية التقدمية، القس ميجور جيميسون، ان الفوضى التي تسبب بها الاعصار «تظهر ان العنصرية المؤسساتية ما زالت قائمة في اميركا». واضاف خلال مؤتمر صحافي مع كينيدي ان «التأخير من قبل الحكومة الاميركية للتدخل لاغاثة الفقراء والجرحى والبؤساء امر شنيع».