الانتخابات اليابانية اليوم: كويزومي يتجه نحو فوز يمكن أن يعيد رسم الخريطة السياسية

جعل من الاقتراع استفتاء على برنامجه لتخصيص خدمات البريد العملاقة

TT

طوكيو ـ أ.ف.ب ـ رويترز: واصل ابرز القادة السياسيين اليابانيين حملتهم الانتخابية حتى اللحظة الاخيرة امس عشية الانتخابات التشريعية المبكرة التي يبرز اسم رئيس الوزراء الليبرالي جونيشيرو كويزومي كأوفر المرشحين حظا للفوز فيها.

وجعل كويزومي (63 عاما) من هذا الاقتراع استفتاء على برنامج تخصيص خدمات البريد العملاقة الذي يشكل حجر الاساس في برنامجه «للاصلاحات الهيكلية» الذي رفضه الشهر الماضي مجلس الشيوخ.

وازاء ما اعتبره خذلانا له من قبل البرلمانيين، قرر رئيس الوزراء اللجوء مباشرة الى الشعب.

وتعتبر الانتخابات التشريعية التي تحظى بمتابعة كبيرة من قبل الرأي العام والاعلام، بمثابة الانتخابات الاكثر اهمية في اليابان منذ ما لا يقل عن عشر سنوات ان لم يكن خلال نصف القرن الاخير. ويمكن ان تؤدي الى اعادة رسم الخريطة السياسية كما يأمل الكثير من اليابانيين.

وتمنح كل الاستطلاعات الحزب الليبرالي الديمقراطي بزعامة كويزومي الافضلية على منافسه الوسطي من الحزب الديمقراطي الياباني، القوة الرئيسية في المعارضة، بل ان البعض يمنحه اغلبية مطلقة.

ويشير اخر تحقيق للصحيفة اليومية اليسارية «اساهي شيمبون» نشر امس الى ان نسبة الموالين للحزب الليبرالي زادت بنسبة 4 بالمائة لتبلغ 36 بالمائة في حين كسب منافسه نقطتين لتبلغ النسبة 16 بالمائة. واجري الاستطلاع الخميس والجمعة وشمل الف ناخب.

واغلق مؤشر نيكاي في بورصة طوكيو الجمعة على اعلى مستوى له منذ اكثر من اربع سنوات عند النقطة 12692.04 نقطة بسبب مراهنة الاسواق على اعادة انتخاب رئيس الوزراء الحالي والاستقرار السياسي في اليابان. وكسب نيكاي حوالي 8 بالمائة من النقاط منذ ان غامر كويزومي بحل مجلس النواب في الثامن من اغسطس (آب) بعد فشله المدوي في تمرير مشروع تخصيص البريد الياباني الذي يشكل اكبر مؤسسة مالية في العالم.

وقال كويزومي في احدى خطبه الاخيرة «يجب تخصيص البريد بغية تمويل نظام التقاعد وتخفيف الوطأة عن كاهل المكلفين».

ويرى ان التخصيص سيتيح اعادة توظيف حوالي 355 الف مليار ين (2640 مليار يورو) من الادخار والتأمينات على الحياة التي تسيرها البيروقراطية البريدية في القطاعات المنتجة.

ويرى كثيرون ان رئيس الوزراء المنتهية ولايته قام بحملة انتخابية خاطفة ممتازة. وهو يبدو مرتاحا امام الجماهير وعبر التلفزيون. وهو، برأي كثيرين، جذاب ومحبوب من الجنس اللطيف.

وكويزومي معروف بدهائه وقام سريعا بالقضاء على خصومه من المعارضين لاصلاح البريد داخل حزبه وطهر الحزب من قياداته الاكثر رجعية.

وتمكن بناء على ذلك من الظهور امام الناخبين بوصفه زعيما لـ«الحزب الليبرالي الديمقراطي الجديد» وبطل الاصلاحات قاطعا بذلك الطريق امام المعارضة التي لا تكاد تظهر في النقاشات ولا تملك قيادة في حجم شعبية كويزومي.

اما زعيم الحزب الديمقراطي الياباني كاتسوا اوكادا وهو بيروقراطي قديم (52 عاما) منضبط جدا ومتقشف في مظهره، فقد عانى ليتمكن من اسماع صوته.

وقال محذرا امس «اذا اتخذتم قرار التصويت بناء على مسألة تخصيص البريد فقط فان كويزومي سيستغل ذلك ليقول انه نال ثقة الشعب ايضا بالنسبة الى باقي الملفات». واضاف «اذا اردنا انجاح الاصلاحات فيجب ان نغير الحكومة».

ووعد كل من رئيس الوزراء وزعيم المعارضة بالاستقالة من رئاسة حزبيهما في حال الفشل.

وفي حال فوزه فان كويزومي سيعيد بأسرع ما يمكن عرض مشروعه لتخصيص البريد امام البرلمان مدعوما هذه المرة بأغلبية مريحة كما يتوقع.

وقال محللون ان الحزب الديمقراطي فشل في استغلال الانقسام في صفوف الحزب الديمقراطي الحر الذي حكم اليابان معظم الفترات على مدى العقود الخمسة الماضية.

وقال كثير من الناخبين انه من الصعب فهم موقف الحزب الديمقراطي المعارض من اصلاح النظام البريدي. فقد صوت الحزب ضد خصخصة النظام البريدي في البرلمان ويقول ان تقليص نظام التأمين والادخار البريدي ينبغي ان يتم اولا لكنه لم يستبعد الخصخصة في المستقبل.