طالباني يحل ضيفا على منتدى إسرائيلي ويؤكد التزام العراق بالإجماع العربي

خلاف بين الرئيس العراقي ورامسفيلد حول مستقبل القوات الأميركية في بلاده

TT

أعلن الرئيس العراقي، جلال طالباني، التزام بلاده بالإجماع العربي في ما يتعلق بالعلاقات مع اسرائيل. وقال في تصريحات لقناتي تلفزيون اسرائيليتين، القناة الأولى الرسمية والقناة الثانية التجارية، ان العراق سيقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع الدولة العبرية عندما تنهي احتلالها وتوقع اتفاق سلام دائم مع الفلسطينيين وتقام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

وكان طالباني قد حل ضيفا على «منتدى صبان» في نيويورك، الذي أسسه رجل أعمال اسرائيلي من أصل عراقي يدعى حايم صبان، هدفه دفع العلاقات بين اسرائيل ودول الغرب والدول العربية. والتقى هناك مع ممثلي وسائل الاعلام الأميركية والعالمية، بمن في ذلك الصحافيون الاسرائيليون. ولم يتردد في الاجابة على أسئلة الصحافيين الاسرائيليين. لكنه كان حازما في موقفه ازاء إلحاحهم حول اقامة علاقات، فأجاب «نحن دولة عربية. كنا من مؤسسي الجامعة العربية. ونلتزم بالمقررات الصادرة عن مؤتمرات القمة العربية. وفي القمة الأخيرة في بيروت، اتخذ قرار واضح بهذا الشأن عندما تبنى الجميع مبادرة العاهل السعودي، الملك عبد الله. والمبادرة تنص على اقامة سلام مع اسرائيل بعد ان تنسحب من جميع الأراضي العربية المحتلة في العام 1967 ويعطى الشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس». وسئل طالباني عن امكانية الاستثمار الاسرائيلي في العراق فأجاب «نحن دولة انفتاح اقتصادي حر. ولكننا لا نقيم علاقات مع اسرائيل أيضا في المجال الاقتصادي. وكل ما نشر بهذا الشأن عن وجود اسرائيليين في العراق ووجود 120 ألف اسرائيلي، هو كذب. فالاقتصاد يكون ناتجا عن ظروف سلام وعلاقات سلام وهذه لم تتحقق بعد». وكان صبان، المعروف في اسرائيل كممول لحركات السلام، قد التقى الرئيس العراقي على انفراد وطرح عليه امكانية فتح باب الاستثمار الاقتصادي في العراق من دون أن يحدد اسرائيل بالاسم. فأجابه بصورة عامة ان بلاده منفتحة اقتصاديا وانه معني باستثمارات غربية فيها.

من ناحية ثانية، حث طالباني الولايات المتحدة على عدم التسرع بسحب قواتها من بلاده، وقال انه يتعين تقليص عدد القوات الأميركية في العراق تدريجيا على مدى العامين القادمين. وقال طالباني في كلمة ألقاها بفندق في واشنطن «للذين يدعون الى انسحاب القوات الأميركية فورا نقول اننا نقدر التضحيات التي بذلتها الولايات المتحدة. يمكن ان يؤدي انسحاب القوات الأميركية ومتعددة الجنسيات في المستقبل القريب الى انتصار الارهابيين في العراق، وان يشكل تهديدات خطيرة للمنطقة».

وفي وقت لاحق ابلغ طالباني مؤتمرا صحافيا مشتركا مع وزير الدفاع دونالد رامسفيلد، انه خلال عامين من الآن يتوقع ان تطلب الحكومة العراقية من الولايات المتحدة الاحتفاظ «بمجموعات صغيرة من الأميركيين» في «قاعدتين او ثلاث قواعد صغيرة». ولم يرد طالباني بشكل محدد عندما سئل عن عدد القوات الأميركية التي يعتقد انه يجب ان تبقي في العراق بعد عامين، وقال «نريد وجودا أميركيا.ليس العدد الكبير..فقط الوجود الذي يكون كافيا لمنع الآخرين من التدخل في شؤوننا الداخلية». ولم يوافق رامسفيلد على وجهة نظر طالباني بشأن مستقبل القوات الأميركية في العراق. وقال «حتى لا يشير سكوتي الى اي شيء على الاطلاق، يجب ألا يكون، دعوني ببساطة اقول ان الرئيس العراقي حر في ان يقول اي شيء يريده. وقد فعل ذلك». كما شكا طالباني من «التدخل» من جانب سورية و«الارهابيين» الذين يتسللون الى العراق.

وانحى باللائمة على اجهزة الاعلام العربية «دون استثناء» في دعم الارهاب. وقال ان الرئيس السوري بشار الاسد دعاه لزيارة سورية وسط مخاوف اعربت عنها الولايات المتحدة من ان سورية تسمح للمقاتلين الاجانب وتمول التمرد لعبور حدودها الى العراق. وقال طالباني الذي من المقرر ان يلتقي مع بوش هذا الاسبوع «ما زلنا نأمل ان نرى من خلال الحوار الثنائي ان بإمكاننا حل هذه المشكلة».