6 ملايين تلميذ عراقي توجهوا إلى مدارسهم أمس وسط مخاوف عوائلهم من عمليات الاختطاف

TT

ستة ملايين تلميذ وتلميذة من المراحل الدراسية الابتدائية وحتى الثانوية انطلقوا امس الى مدارسهم في جميع انحاء العراق وسط ظروف امنية وخدمية ومعاشية صعبة للغاية، خاصة ان حوادث اختطاف الفتيات والاعتداء عليهن او الاولاد لابتزاز اولياء امورهم تتكرر في كل عام دراسي.

«الشرق الاوسط» كانت هناك مع عوائل التلاميذ ترصد نبض العوائل والتلاميذ في اول يوم دراسي لهذا العام.

ناصرة كانمت، تبدو محتارة وهي تقوم بإيصال ابنتيها الى مدرستيهما في مكانين مختلفين من المنطقة الشعبية التي تقطنها وسط بغداد، وعندما سألناها عن السبب قالت انها مجبرة على النهوض في الصباح الباكر كل يوم ابتداء من هذا اليوم، وهو اليوم الاول للمدرسة لإيصال ابنتيها الى المدرسة، لأن الوضع الأمني غير مستقر وأنها لا تطمئن على إرسالهما منفردتين في اجواء تعج بالانفجارات والاختطافات. حالة ناصرة تشبه حالة الكثير من الامهات والآباء في العراق الذين لهم بنات وأولاد في المدارس خاصة العوائل التي لديها فتيات بعمر المراهقة في المراحل الاعدادية والمتوسطة.

مصدر في وزارة الداخلية العراقية أبدى استعداد وزارته لافتتاح المدارس وتوفير الحماية الممكنة للطالبات والطلبة، وقال في تصريح لـ«الشرق الاوسط» ان كل العراقيين هم في محنة وعلينا جميعا ان نتجاوزها بالتعاون والطلبة هم ابناؤنا وبناتنا وعلينا واجب حمايتهم من كل عمل أثيم.

وزير التربية عبد الفلاح السوداني قال انه قد توجه امس نحو 6 ملايين تلميذ وطالب عراقي إلى مقاعد الدراسة في المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية لبدء عام دراسي جديد، مشيرا الى ان 20 ألف مدرسة قد أكملت استعداداتها لاستقبال 6 ملايين طالب في 631 مدرسة لرياض الأطفال و13 ألفاً و413 مدرسة ابتدائية وخمسة آلاف مدرسة للمراحل المتوسطة والثانوية و258 مدرسة مهنية و171 معهداً للمعلمين.. مؤكدا أن وزارة التربية قد أنجزت إجراءات تأمين المستلزمات الدراسية من القرطاسية والكتب المنهجية بعد إتمام عملية تشذيبها بشكل كامل من أفكار النظام السابق وترميم المدارس وافتتاح أخرى جديدة وافتتاح رياض أطفال تدرس اللغة الكردية في حي شارع فلسطين وسط بغداد وتدريس اللغات الكردية والتركمانية والسريانية في المراحل الدراسية المختلفة وافتتاح أقسام جديدة في المدارس المهنية مؤكدا ان الاوضاع الامنية ستكون اكثر استقرارا للطلبة هذا العام، ولن تكون هناك شكاوى من قبل اولياء الامور حول هذه المسألة.

الصغيرة سجا أنهت رحلتنا بدمع وخوف، فوالدتها عروبة لم تحضر في الموعد المحدد لنهاية الدوام الرسمي للمدرسة وقالت لنا وصوتها يرتجف هل «سيأخذوني اين سأبقى؟» وقبل ان تنهي جملتها جاءت والدتها قائلة لنا ان لديها سيارة وحاولت ان تحضر بها، لكن الارقام الفردية والزوجية التي حددتها الحكومة للسير في الشوارع حالت دون ذلك وتأخرت على ابنتها، وهذا عبء جديد يضاف على العوائل.