مصادر فلسطينية: زوجة اللواء عرفات استنجدت بقيادات أمنية لحظة الهجوم على منزلهما لكن لم يلب أحد منهم النداء

TT

نقل الموقع الالكتروني للمركز الفلسطيني للإعلام عن مصادر مطلعة لم يسمها في السلطة الفلسطينية، أن زوجة اللواء الراحل موسى عرفات الذي اغتيل فجر يوم الأربعاء الماضي، استنجدت بقيادات ورموز أمنية في السلطة الفلسطينية خلال هجوم مسلحي ألوية صلاح الدين ـ الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية على منزلهما في غزة، لكن لم يلب أحد نداءها.

وقالت المصادر إنه في لحظة الهجوم على المنزل، أجرت زوجة عرفات اتصالا هاتفيا مع عدد من قيادات السلطة الفلسطينية؛ بينهم وزراء مهمتهم حفظ الأمن، مشيرة إلى أن عددا من المسؤولين رد على اتصالها الهاتفي ووعد بالحضور لكن لم يصل أحد منهم، فيما لم يرد عدد آخر من أولئك المسؤولين على الهاتف أصلاً.

وأشارت المصادر إلى أن زوجة عرفات شتمت عددا من قيادات السلطة كانوا قد وصلوا إلى المنزل بعد تنفيذ عملية الاغتيال، فيما هاجمت إحدى بناته وزيراً داخل المستشفى في غزة بدون رد فعل من هذا الوزير.

من جهته، اعتبر عبد الهادي أبو ندى، المرافق الشخصي للواء عرفات، حادثة اغتيال رئيس الاستخبارات العسكرية الفلسطينية السابق، والمستشار العسكري للرئيس محمود عباس (أبو مازن) انعكاساً لحالة الانفلات الأمني الذي تعيشه الأراضي الفلسطينية. وقال: «إن نجاح اغتيال مسؤول كبير بالنحو الذي حصل يجعل حياة كل فلسطيني مهددة بالخطر».

وأفاد محمد عثمان، أحد حراس اللواء عرفات، الذي أصيب في ساقه أن عملية الاغتيال وتبادل إطلاق النيران واختطاف منهل نجل اللواء عرفات «دامت قرابة نصف ساعة، أطلق خلالها الرصاص والعبوات الناسفة». وقال راوياً لحظة إصابته، بالقول «بيت عرفات مؤلف من ثلاثة طوابق، الأول معد للضيافة وكان فارغاً عند تنفيذ الاغتيال، والثاني كان عرفات نائماً فيه مع زوجته والثالث يعيش فيه ابنه منهل وزوجته وطفلاه. أما نظام الحراسة في البيت فيكون بتناوب فرقتين على مدار 24 ساعة، كل فرقة مؤلفة من 4 أشخاص».

وأضاف عثمان «عند تنفيذ الاغتيال كنت وثلاثة حراس آخرين أمام البيت مع أسلحتنا، وقد فوجئنا بضجيج وحركة سيارات فتحركنا لاستطلاع المنطقة، وإذ بأعداد كبيرة من السيارات تقف أمام البيت ويخرج منها عشرات الملثمين، فأشهرنا سلاحنا للدفاع فأطلق الرصاص باتجاهنا وأصبت برصاصة في ساقي». وتابع القول «كان أكثر من مائة ملثم ومسلح؛ قسم منهم بقي في السيارات التي أحاطت بالبيت، وقسم آخر انتشر حول البيت ومعه مختلف أنواع الأسلحة، فيما توجهت فرقة ثالثة لتنفيذ الاغتيال». وأوضح «في البداية سيطروا علينا. وبعد تكبيلنا ومصادرة هواتفنا الجوالة نقلنا إلى إحدى السيارات. أما الأربعة الذين كانوا نائمين في الداخل فقد كبلوهم وصادروا هواتفهم الجوالة، واحتجزوهم داخل الغرفة الخارجية».

في هذه الأثناء حاولت المجموعة فتح الباب الرئيسي للبيت فلم تتمكن بسبب إحكام إغلاقه، ففجرت عبوة ناسفة. وأضاف أبو ندى أن «اللواء عرفات خرج لمواجهتهم، وجرى بينهم تبادل إطلاق الرصاص أصيب خلالها أفراد المجموعة التي اقتحمت البيت». وأضاف: «أصيب طفلا وزوجة منهل، بحالة ذعر وخوف وكانوا يصرخون ويبكون، فصعد اللواء عرفات للاطمئنان عليهم، فتمكن الملثمون من قتله من الخلف، إذ أصابوه برصاصة في ظهره وأخرى في خاصرته وسقط على الأرض، ثم أكملوا إطلاق الرصاص. وحسب ما أبلغنا الطبيب الذي شرَّح الجثة فقد أطلقت عليه 23 رصاصة». وهذه الرواية تتناقض مع رواية أبو عبير الناطق باسم اللجان الذي قال إن المهاجمين اعتقلوا اللواء عرفات واقتادوه إلى الخارج قبل أن يقتلوه بعشرين رصاصة. وأضاف أبو ندى أن الملثمين صعدوا بعد قتل اللواء عرفات إلى بيت نجله منهل وخطفوه وأخذوا معهم الجثة إلى السيارة، وبعد أكثر من مائتي متر قذفوا بها إلى الشارع، ويبدو أنهم أرادوا التأكد من وفاته. بعد ذلك دفعوا بالحراس الأربعة الى خارج السيارة.