مبنى الأمم المتحدة في جنيف: الطواويس تختال عند المدخل ولوحات «الثقافات العالمية» تزين قاعات الاجتماعات

TT

إذا اتيحت لك فرصة زيارة مبنى الأمم المتحدة في مقرها الأوروبي بجنيف، فسيستوقفك منظر طريف هو مشاهدة اربعة ازواج من الطواويس تختال امام ابواب المبنى، وهي تفرش ريشها الجميل. هذه الطواويس الجميلة كانت قدمتها الهند كهدية قبل اربع سنوات، وذلك بعد ان جرت العادة ان تقدم كل دولة هدية تذكارية للمبنى. وحدث ان اعترض زوجان من الطواويس، ذات مرة، سيارة السفير الأميركي اثناء دخولها المبنى، فاضطرت السيارة للتوقف حتى ابتعد الطاووسان، وعندها ضحك السفير وسائقه واصلا طريقهما.

وتحيط بمبنى الأمم المتحدة العريق، الذي يمتد على مساحة 1800 هكتار حدائق غناء، اشترتها المنظمة الدولية مقايضة بقصر تاريخي كبير كان من قبل مقرا لعصبة الأمم، التي كانت تشكلت بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، ثم تأسست الأمم المتحدة على انقاضها بعد الحرب العالمية الثانية. وتحتفل الامم المتحدة هذه السنة بذكرى مرور ستين عاماً على تأسيسها.

ويطل مبنى الأمم المتحدة في جنيف على بحيرة لومان، التي تعد من اجمل بحيرات العالم. وتتوسط المبنى وهو على شكل مستطيل، قاعة الجمعية العامة، والتي تطل نوافذها على البحيرة من جهة الشرق.

وقد جرى ترميم القصر وادخال التحسينات عليه ببناء جناح جديد مع اوائل السبعينات من القرن الماضي، ليضم قاعات كبيرة من اشهرها القاعة رقم 18 التي تشهد دورات المفوضية العليا لحقوق الانسان.

وقد ساهمت الدول العربية في ترك آثار لها في مبنى الأمم المتحدة بجنيف، اذ أهدت المملكة العرببة السعودية لوحة عن الحرم الشريف تتوسطها الكعبة الشريفة، في حفل اقيم بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس المنظمة الدولية. كما قدمت سلطنة عمان قطعة كبيرة من الخزف رسمها فنانون عمانيون تصور الحياة الاجتماعة والاقتصادية في السلطنة، وذلك في حفل دبلوماسي، شارك فيه سفير سلطنة عمان، كما قدمت البحرين لوحة زيتية للمبنى.

ومن الهدايا الجميلة في المبنى، سجاد قدمته الصين، وهو فيه صورة معبد كبير، كما أهدت ألمانيا الى المنظمة الدولية لوحة مسامير جميلة صفت بأسلوب هندسي رشيق. وقدم الاتحاد السوفياتي (سابقا)، صرحا كبيرا يروي قصة رحلات الفضاء التي بدأت بأول رائد فضاء روسي. أما فرنسا فدمت لوحة جميلة عن اجتماعات مجلس الأمم المتحدة في مفاوضاته الأولى، من أجل ابرام ميثاق المنظمة الدولية.

ومن الطريف هنا، الاشارة الى ان الاتحاد السوفياتي والصين كانا وراء إدخال فرنسا الى نادي الاعضاء الدائمين في مجلس الأمن، اذ كان الرئيس الأميركي الاسبق ثيودور روزفلت يرفض دخول فرنسا بقيادة شارل ديغول العضوية الدائمة للمجلس، وذلك بعد ان استسلمت فرنسا للقوات النازية خلال الحرب العالمية الثانية. وكانت نواة الأمم المتحدة في البداية مقتصرة على الدول الأربع، الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي وبريطانيا والصين. وهكذا خرجت فرنسا من عزلتها بعد الحرب العالمية الثانية، ودخلت مجلس الامن.

وبعد احداث 11 سبتمبر (ايلول) 2001 في الولايات المتحدة، اتخذت اجراءات امنية مشددة، حول مبنى الأمم المتحدة في جنيف، افسدت عليه بعض الجماليات في الخارج.