مظاهرة للمعارضة بوسط القاهرة تحت حراسة الأمن احتجاجا على نتائج الانتخابات

شارك فيها مواطنون وقيادات سياسية وحزبية بارزة

TT

تظاهر مساء أول من أمس نحو 2500 من أنصار المعارضة المصرية احتجاجا على نتائج الانتخابات الرئاسية التي أكدت فوز مرشح الحزب الوطني الحاكم الرئيس حسني مبارك بنسبة 88.5% تقريبا.

وكان قد دعا لهذه التظاهرة حزب التجمع اليساري (المعارض) وشارك فيها غالبية الأحزاب والقوى والحركات السياسية، منها الحركة الشعبية من اجل التغيير «كفاية» والحملة الشعبية من اجل التغيير «الحرية الآن» وأحزاب «الناصري» و«العمل» (المجمد) و«الغد» الذي تقدمه الدكتور أيمن نور الحاصل على المرتبة الثانية في الانتخابات. كما شاركت حركة «صحافيون من اجل التغيير» ومنظمة «الاشتراكيون الثوريين» والعديد من نشطاء منظمات المجتمع المدني.

وانطلق المتظاهرون من ميدان طلعت حرب بوسط القاهرة ليجوبوا شوارع وسط العاصمة لأكثر من ثلاث ساعات، حاملين لافتات تندد بنتائج الانتخابات وتتهم حكومة الحزب الحاكم بالتزوير، وارتدى أحد النشطاء قميصا مصنوعا من بطاقات التصويت الانتخابي (حوالي مائة بطاقة) التي استخدمت في عمليات التصويت ومطبوعا عليها خاتم لجنة الانتخابات الرئاسية، وذلك للتدليل علي التزوير الذي حدث – حسب تعبير الناشط ـ الذي قال لـ "الشرق الأوسط» انه يمتلك اكثر من مائتي بطاقة أخرى صالحة للاستعمال حصل عليها من أحد أصدقائه قبل يوم الانتخابات، موضحا أن بطاقات التصويت كانت توزع علي أعضاء ومندوبي الحزب الوطني الحاكم ليعطوها للناخبين الذين يقتصر دورهم على وضعها في الصندوق حيث أن البطاقات مؤشر عليها بعلامة صح على الرئيس مبارك. وانضم للتظاهرة الكثير من المواطنين خاصة مع ترك الأجهزة الأمنية للمتظاهرين حرية الحركة مع وجود امني محدد لتأمين التظاهرة وهو الذي لم يصدقه – في بداية الأمر ـ العديد من النشطاء الذين كانوا يتوقعون بين الحين والآخر كما قالوا ، أن تنقض عليهم من الشوارع الجانبية قوات مكافحة الشغب لتفريقهم. وكانت هذه الهواجس اكبر كثيرا لدى المواطنين الذين اخذوا يرقبون التظاهرة في البداية بعين الشك والفضول وعدم التصديق، حتى أن شابا عمره 19 عاما سأل مراسل «الشرق الأوسط» بتوجس: «متى سيضربونهم»؟ وعندما أخبره المراسل بأن هذا لن يحدث انطلق مسرعا لينضم إلى صفوف المتظاهرين وهو يصرخ «عايزين حكومة حرة.. العيشة بقت مرة».

وردد المتظاهرون شعارات تتهم الحكومة بتزوير الانتخابات لصالح مرشح الحزب الحاكم وتنتقد لجنة الانتخابات وتصفها بأنها حكومية وليست محايدة. وتطالب بإعادة الانتخابات في ظل حكومة وطنية محايدة وتعديل الدستور وإلغاء حالة الطوارئ والإفراج عن المعتقلين السياسيين.