الصين تنتقد «الحرب على الإرهاب» في ذكرى 11 سبتمبر

TT

بكين ـ أ.ف.ب: استغلت الصين الذكرى الرابعة لهجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 لتوجيه انتقاد شديد ضد «الحرب على الارهاب» التي تشنها الولايات المتحدة، حيث قالت ان هذه الحرب تواجه «مستقبلا قاتما». وفي تعليق نشرته وكالة شينخوا الرسمية، قالت الصين ان «الحرب على الارهاب» ساعدت في اعادة انتخاب الرئيس الاميركي جورج بوش، الا انها لم تحرز الكثير من التقدم. وقالت الوكالة: «في الوقت الحالي، تعاني الولايات المتحدة من ارتفاع عدد القتلى وتواجه المزيد من المشاكل في العراق وافغانستان»، واضافت ان القوات الاميركية «تزداد تورطا» في «المستنقعين» العراقي والافغاني، كما يواجه الشعب الاميركي وحلفاؤه مزيدا من التهديدات بوقوع هجمات من «القاعدة وغيرها من الجماعات الارهابية».

وفي افغانستان قالت الوكالة ان نظام طالبان المخلوع وتنظيم القاعدة يخططان للعودة الى الساحة وتجنيد المزيد من العناصر في كافة انحاء العالم مما يجعل من شبه المستحيل وقف كل هجوم ارهابي. واضافت ان عراق ما بعد الرئيس المخلوع صدام حسين يشهد وضعا امنيا متدهورا وصراعا ضاريا على السلطة بين الاحزاب السياسية وبداية صعبة لاعادة اعمار البلاد. وطبقا للوكالة فانه بعد هجمات سبتمبر «قامت الحكومة الاميركية بالتطبيق التدريجي لاستراتيجية تتسم بالتفرد والضربات الاستباقية والتي اصبحت استراتيجية الامن القومي الاميركي والمرجع الرئيسي في مكافحة الارهاب، الا ان هذه الاستراتيجية اثبتت عدم فعاليتها. ورغم انها مكنت من الاطاحة السهلة بنظام صدام حسين عن طريق الحرب، فان الادارة الاميركية واجهت صعوبات فيما بعد في عملية المساعدة على بناء عراق ديمقراطي وحر».

والقت الوكالة مسؤولية ذلك على قيام الولايات المتحدة بغزو العراق من دون الحصول على دعم قوي من الامم المتحدة والمجتمع الدولي او تفهم وتعاون الشعب العراقي، وقالت ان «كل ذلك يثبت انه من اجل كسب الحرب على الارهاب، لا يكفي مطاردة الارهابيين فقط... فمن اجل تحقيق هذا الهدف يتعين على الادارة الاميركية استئصال جذور الارهاب للتوصل الى حل»، واضافت: «من الواضح ان الحرب على الارهاب لا يمكن كسبها الا من خلال تخفيف الفقر والقضاء على الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي ينشأ في ظلها الارهاب والتطرف، والتعاون بشكل وثيق مع باقي المجتمع الدولي تحت قيادة الامم المتحدة».