عدنان بدران: لا أخاف على عروبة العراق ورغد ورنا صدام حسين في ضيافتنا لأسباب إنسانية

رئيس الوزراء الأردني لـ "الشرق الأوسط": الدستور العراقي متوازن ويدعو الجميع للمشاركة في العملية السياسية

TT

اكد رئيس الوزراء الأردني عدنان بدران انه لا يخاف على عروبة العراق، مشيرا إلى انه طلب من الحكومة العراقية مطاردة الارهابيين الذين نفذوا تفجيرات العقبة وتسللوا إلى العراق بعد العملية، مشددا على ان رغد وشقيقتها رنا كريمتي الرئيس العراقي صدام حسين هما في ضيافة الاردن ولا يوجد لهما أي نشاطات سياسية وان استضافتهما لاسباب انسانية، معربا عن امله في ان تحذو الدول العربية حذو الاردن والقيام بزيارة العراق.

وقال بدران في حوار مع «الشرق الاوسط» في عمان ان زيارته إلى العراق كانت ناجحة وودية جرى خلالها بحث اوجة التعاون الأمني والسياسي والاقتصادي خاصة في مجال المساعدات النفطية للاردن من خلال مد انبوب نفطي أو مد سكة حديد بين البلدين تصل من العراق إلى العقبة لنقل النفط وتصديره عبر ميناء العقبة إلى العالم وفيما يلي نص الحوار.

> كيف تقيم زيارتك إلى العراق في هذا الظرف الأمني الصعب الذي يعيشه العراق؟

ـ كانت الزيارة هامة بالنسبة للبلدين كوننا دولتين متجاورتين ولنا حدود واسعة وتربطنا علاقات تاريخية وديموغرافية وجغرافية، والاتصالات الأردنية العراقية وثيقة منذ زمن طويل كما ان الاردن يعتبر بلدا هاما للعراق بالنسبة لمركزنا الجغرافي خاصة في حركة الترانزيت حيث تقوم العقبة بخدمة الاقتصاد العراقي بشكل كبير. أما أهمية الزيارة السياسية فتكمن في ان العراق يعيش ويتعرض لاحداث أمنية الامر الذي ابعده عن الديناميكية السياسية والحراك السياسي العربي، وهنا لا اعني ان الاحداث همشت دوره بل انها عزلته ليقوم بمعالجة الاوضاع الأمنية المعاشة، اضافة إلى تعرضه للتحديات كالحفاظ على الوطن والارض كوحدة واحدة ضمن عراق واحد يقبل بجميع الاطياف السياسية والعرقية والدينية. وان البناء التعددي السياسي يتطلب جهدا كبيرا من العراقيين لمأسسة الديمقراطية والحريات حيث ان ما نراه من انفتاح على الحريات يظهر جليا في الاعلام العراقي. وقد رحب العراقيون بالزيارة كونها اول زيارة لمسؤول عربي بهذا المستوى في ظل الظروف الجديدة وقد عقدنا في الاردن العزم على الزيارة غير عابئين بالمخاطر الأمنية لاشعار العراقيين بأنهم جزء من هذه الامة العربية والاسلامية والمنطقة وانهم محور اساسي ورئيسي في الأمن والاستقرار للمنطقة لان الأمن والاستقرار يعني جميع الدول كما ان عزل العراق وعدم التجاوب معه أو فتح الزيارات معه سيؤدي إلى تهميش العراق عن عمقه العربي وهذا الامر خطير جدا لانه من طبيعة الانسان عندما يهمش أو يشعر بذلك من محيطه فانه يغالي في الابتعاد عن هذا المحيط وينعزل عنه.

> هل تخافون على عروبة العراق؟

ـ لا اخاف على عروبة العراق كما ان عروبته لا تعني تهميش الاخرين بل لا بد من مساواتهم في التمثيل في الحياة السياسية والبرلمانية. وما ذكر على لسان بعض المسؤولين العراقيين ان العراق جزء من الامة العربية والاسلامية أمر نرحب به لان العراق دولة عربية مؤسسة لجامعة الدول العربية. أما بالنسبة للدستور العراقي فان ذلك شأن داخلي عراقي وما نطمح اليه ان يتوصل العراقيون إلى توافق بين جميع الطوائف الدينية والعرقية والسياسية على دستور يلبي مصالح وطموح الشعب العراقي.

> هل تخشون التقسيم في العراق على اسس طائفية واثنية؟

ـ عندما تذهب للعراق تتصور ان الجنوب الذي تغلب علية الطائفة الشيعية يتأثر بايران وبما ان المثلث السني حدوده مشتركة مع الاردن فان الانطباع عنه بانه يتجه إلى الاردن وانهم يتأثرون بالاردن أما الشمال فان الانطباع عنهم وكأنهم يتجهون ويميلون نحو تركيا أو سورية أو ايران، الا انني اقول ان هذه اوهام وتصورات ليست واقعية لان الشيعة في الجنوب يحبون وينتمون للعراق كما هم السنة في المثلث السني وكذلك الاكراد في الشمال الذين يؤمنون بوحدة العراق الوطن.

> ما هي رسالتكم للعراقيين وهم مقبلون بعد اشهر على الانتخابات؟

ـ انني احث جميع اطياف الشعب العراقي على المشاركة في العملية السياسية وعدم اللجوء إلى المقاطعة وانني اقول ان الدستور العراقي متوازن ولا خوف من تشكيل جمهورية عراقية إسلامية.

> هل انت راض عن الوضع الأمني على الحدود بين البلدين؟

ـ الحدود من الجانب الأردني يجري ضبطها بشكل ممتاز فلا تجد أي متسلل أو عمليات تهريب إلى الجانب العراقي والاوضاع الأمنية ممتازة وقد استملكت الحكومة عشرة ملايين متر مربع لإقامة منطقة حرة صناعية بين البلدين ويجري الان تجهيز نقاط حدودية تجهز تكنولوجيا تسهل عبور الزوار باقل وقت ممكن ولكن بضبط أمني كامل. ونستخدم الان أجهزة الاشعة وتعدد المسارب كما ان هناك لجنة أمنية سيرأسها وزيرا الداخلية في البلدين للتشاور والاستشارة لتطوير التعاون الأمني والحدودي كما يوجد أجهزة للكشف عن جوازات السفر المزورة بالإضافة إلى بحث اوضاع العراقيين في الاردن البالغ عددهم حوالي 400 الف عراقي.

> هل طلبتم من العراقيين تسلم الارهابيين الذين نفذوا تفجيرات العقبة؟

ـ ابلغناهم عن اسمائهم وهوياتهم وهم الان مطاردون من السلطات العراقية وهناك وعد عراقي انه اذا تم القاء القبض عليهم سيتم تسليمهم للسلطات الأردنية.

> ماذا بشأن ابو مصعب الزرقاوي والتعاون مع العراقيين لالقاء القبض عليه؟

ـ في الحقيقة لا نعرف نحن أو الحكومة العراقية شيئا عن أبو مصعب الزرقاوي الا انه ارهابي مطلوب للاردن والعراق.

> هل طلب الجانب العراقي صراحة منك تسليم «فلول البعث» في الاردن؟

ـ لم يطلب مني في هذه الزيارة مثل هذه الطلبات كما ان ابنتي الرئيس العراقي السابق رغد وشقيقتها رنا يقيمان في الاردن تحت وضع انساني وليس لاسباب سياسية والعراقيون يعلمون ذلك جيدا ولا علاقة لهن بالسياسة والنشاط الاعلامي.

> هل بحثتم تزويد الاردن بالنفط العراقي بأسعار تفضيلية؟

ـ سردنا الموضوع مع الجانب العراقي وتم تشكيل لجان مشتركة برئاسة وزير النفط العراقي ووزير الطاقة الأردني لبحث هذه الموضوعات خاصة ما يتعلق بإعادة التصدير للنفط العراقي من خلال مد انبوب نفطي لمصفاة البترول وللعقبة لتصديره إلى دول العالم أو مد سكة حديد بين بغداد والعقبة والمصفاة يتم من خلالها تزويد الاردن بالنفط وتصديره إلى العالم عبر العقبة وانني شخصيا افضل الشحن بالسكك الحديدية لانه يمكن استغلاها للشحن والركاب.

> هل سيقوم رئيس الحكومة العراقية بزيارة إلى الاردن؟

ـ وجهت له الدعوة رسميا وبعد عودته من اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك سيقوم بالاتصال بي لتحديد موعد لعقد اجتماعات اللجنة الأردنية العراقية الأردنية العليا المشتركة. > هل جاءت زيارتك تلبية لطلب الرئيس العراقي جلال الطالباني الذي انتقد الموقف العربي من زيارة بغداد؟

ـ لا لم تأت لهذا السبب بل كانت مخططة منذ اسبوع ولم اخبر بها وزرائي الا قبيل المغادرة بيوم واحد لاسباب أمنية.

> ما هي رسالتك للحكومات العربية تجاه العراق؟

ـ لا يجوز ان ندير ظهرنا للعراق ونتغافل عنه وقد ان الاوان للدول العربية ان تفتح قلبها للعراق رغم الخلافات التي دارت في الماضي كما ان الحوار بين الدول يذيب اية خلافات.

> هل تطرقت لملف الجلبي؟

ـ لا لم ابحث ذلك.

> ماذا عن تحديد موعد لسفر السفير الأردني للعراق؟

ـ لقد تمت تسمية سفير أردني للعراق ونحن بانتظار بعض التجهيزات والتحضيرات الأمنية.