نواب من «تيار المستقبل» يطالبون الرئيس اللبناني بموقف «شجاع» يلغي زيارته المقررة إلى نيويورك

TT

يغادر الرئيس اللبناني إميل لحود بيروت، قبل ظهر اليوم، متوجهاً الى نيويورك ليرأس وفد لبنان الى الأمم المتحدة ويلقي كلمة بلاده امام القمة العالمية في 16 الشهر الحالي، ثم أمام الجمعية العامة في 19 منه، على ان يعود بعد ذلك الى بيروت لمتابعة الأوضاع الداخلية.

ويلقى اصرار الرئيس لحود على السفر الى نيويورك معارضة سياسية متصاعدة بسبب الأوضاع الصعبة التي يعيشها لبنان حالياً. لكن مصادر قصر الرئاسة وصفت الاعتراضات والنصائح لرئيس الجمهورية بعدم مغادرة البلاد بأنها «مجرد وجهات نظر»، معتبرة ان حضور لبنان بوفد يرأسه رئيس الدولة امام قمة تشارك فيها 191 دولة «أهم بكثير من ان يغيب عنها صوت لبنان وموقفه».

الى ذلك، اشارت مصادر متطابقة في رئاستي الجمهورية والحكومة الى ان رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة تسلم نسخة من خطاب الرئيس لحود عبر وزير الخارجية فوزي صلوخ، واقترح اضافة بعض الفقرات وادخال بعض التعديلات عليه.

وفي هذا السياق، اكد وزير العدل شارل رزق (وهو عضو في الوفد الرسمي) وجود «تنسيق كامل وتعاون بين الرئيسين لحود والسنيورة بالنسبة الى زيارة نيويورك»، وذكر أنه وفق معلوماته أجرى رئيس الحكومة امس (الاول) اتصالاً هاتفياً برئيس الجمهورية.

وعما تردد «عن عقد مؤتمر اقتصادي في نيويورك اذا ما حضر رئيس الحكومة قال رزق: «ان المؤتمر هو لتأمين مساعدات اقتصادية للبنان. وهو مستقل عن قمة الامم المتحدة. وان رحلتي الرئيسين مستقلتان. لانه ما ان يعود الرئيس لحود حتى يغادر رئيس الحكومة. وانا ارى تكاملاً وتواصلاً لا بأس به. واظن انه من المفيد جداً ان يشارك رئيس الحكومة في هذا المؤتمر الاقتصادي، وهو على الهام كلي بالقضايا الاقتصادية، كما انه خبير اقتصادي. وهناك اكثر من داع ومبرر وضرورة لمشاركة الرئيس السنيورة. وهذا شيء جيد».

ورداً على سؤال حول زيارة رئيس كتلة «تيار المستقبل» النيابية النائب سعد الحريري الى نيويورك، قال الوزير رزق: «هذا حقه في الزيارة. وكلنا على ثقة انه يوجد عند النائب سعد الحريري من النضج والوطنية ما يكفي بما ينهي الموضوع بشكل طبيعي جداً بين الطرفين». وفي اطار المواقف المعارضة لسفر الرئيس لحود الى الامم المتحدة، وجه اليه عضو كتلة «تيار المستقبل» النائب وليد عيدو رسالة قال فيه: «فخامة الرئيس، عندما قال لك مطارنة الطائفة المارونية الكريمة في ندائهم السادس، ان اعتقال قادة نظامك الأمني امر مخز ومعيب، لم تصدق. وعندما قال لك المطارنة الأجلاء إن هذا الأمر جعل مقام الرئاسة يتعرض لما يفقده مما يجب ان يحيط به من وقار واحترام، لم تصدق. وعندما قال لك النائب ميشال عون من على درج بكركي ان وضع الرئاسة مهتز وانه لو كان مكانك لما سافر وترك البلاد لم تصدق. فخامة الرئيس ان قالوا لك ان الزيارة الى نيويورك لا معنى لها في ظل الحصار الدولي لرئاستك وان برنامج لقاءاتك معدوم فلا تصدق. ان قالوا لك انك مرفوض في القمة العالمية وانك ستجلس في غرفتك وحيداً تشاهد القمة عبر التلفزيون، فلا تصدق. ان قالوا لك ان اللبنانيين يستغربون هذا الوفد الرئاسي الفضفاض من المرافقين والابناء، فلا تصدق. ان قالوا لك ان البلاد في ازمة مالية وان الخزينة اللبنانية ستدفع ما يقارب المليون دولار نفقات زيارتك، فلا تصدق. ان قالوا لك انك في زيارتك لا تمثل اللبنانيين وانك اغتصبت القصر الجمهوري في 3 سبتمبر (ايلول) 2004 على متن قرار سوري، وان اللبنانيين يطالبونك بالرحيل، فلا تصدق. ان قالوا لك ان خطابك في الامم المتحدة مشوب بعدم الثقة وعدم الجدوى، فلا تصدق. ان قالوا لك ان الرئيس بشار الأسد ألغى زيارته الى نيويورك، فلا تصدق... فخامة الرئيس لا تصدق شيئاً مما يقال، فالعالم يتلهف لسماعك ولقياك، سافر ولا تتردد، سافر ولا تحرمنا صندوق الفرجة».

بدورهم، نواب «تيار المستقبل» في منطقة الضنية بشمال لبنان (احمد فتفت، وهاشم علم الدين، وقاسم عبد العزيز) اصدروا امس «نداء عاجلاً» وجهوه الى رئيس الجمهورية ودعوة الى «تحمل مسؤولياته في هذا الظرف التاريخي واخذ الموقف الشجاع» بإلغاء زيارته الى نيويورك حفاظاً على كرامة لبنان وعلاقاته وصورته في العالم.