دمشق ترحب مسبقا بالمحقق الدولي ميليس وتعلن أن برنامج اجتماعاته يحدد مع وزارة الخارجية

TT

فيما تتركز الأنظار عليها، استبقت دمشق وصول ديتليف ميليس المكلف من الأمم المتحدة بالتحقيق في اغتيال رفيق الحريري إليها اليوم ليلتحق بفريق عمله التقني الذي سبقه بالوصول الى دمشق، بتجديد وتأكيد ترحيبها به، وخاصة بعد استجابتها السريعة مرتين متتاليتين لطلبه تعديل موعد هذه الزيارة.

وقال مصدر سوري مطلع لـ «الشرق الأوسط» أمس، إن تفاصيل برنامج زيارة ميليس ستتحدد لدى اجتماعه في الخارجية السورية اليوم مع المستشار القانوني في الوزارة، رياض الداوودي. وجدد المصدر السوري الإعراب عن استعداد سورية للتعاون مع المحقق الدولي وتقديم كل التسهيلات الممكنة له، انطلاقا من الموقف الذي أعلنه الرئيس السوري بشار الأسد في حديثه لصحيفة «دير شبيغل» الالمانية، وأكد فيه أن «بإمكان ميليس أن يستمع إلى إفادة من يشاء، وأن سورية تتعاون من دون أي تحفظ لأن في ذلك مصلحة لها باعتبار أن التحقيقات ستزيل التهم الخاطئة، هذا في حال لم تأت النتائج مزورة ولأهداف سياسية، إذ لا علاقة لسورية إطلاقا في قضية الاغتيال». وكانت أوساط سورية متابعة قد وصفت تصريحات ميليس في بيروت بأنها كانت موضوعية، وان كلامه كان معقولا ومنطقيا بنفيه وجود أي مشتبه سوري في العملية وتأكيد حيادية اللجنة، مما يدعو إلى الارتياح، خاصة وأن ميليس كان ملتزما بالإطار القانوني البحت في كل ما طرحه حول المشتبه بهم، وبإطار توصيف الواقع والوقائع ومتحاشيا أن تأخذ مهمته أي بعد سياسي. وكانت مصادر قد نقلت عن ميليس أنه طلب الاستماع إلى عدد من ضباط الأمن السوريين كشهود، وهم العميد رستم غزالي رئيس فرع الأمن العسكري في ريف دمشق، والعميد جامع الجامع، والعميد منير جلعود والعقيد محمد خلوف من الأمن العسكري. غير أنه لم يعرف بعد أي شيء عن الأماكن التي سيلتقي فيها ميليس الشهود السوريين الأربعة. في هذا السياق، قال رئيس تحرير صحيفة «الثورة» الحكومية، فايز الصائغ، إن سورية تتطلع إلى مهمة ميليس باعتبارها تشكل حتى الآن الطريق الصحيحةَ والسليمةَ للوصول إلى الحقيقة وتحديد وتوصيف واتهام الجهة المسؤولة عن اغتيال الرئيس الحريري. وأشار الصائغ إلى أنه رغم التخوف من محاولات تسييس مهمة ميليس ودفعها إلى اتجاهات أخرى لتحقيق أغراض سياسية تمس في جوهرها ونتائجها أمن المنطقة وتهدد مستقبلها، فإن سورية تؤمن بقدر كبير من الموضوعية التي أرادتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي للوصول إلى الحقيقة عبر الطرق والوسائل التقنية والاحتراف الجنائي والوسائل الجرمية المحددة.