سيف الإسلام القذافي يشن هجوما حادا على الإعلام الليبي

TT

شن سيف الإسلام ، نجل الزعيم الليبي معمر القذافى، هجوما حادا على وسائل الإعلام الرسمية المملوكة للدولة الليبية والتي تهيمن عليها حركة اللجان الثورية التي تعد العمود الفقري للنظام الجماهيري المعمول به في ليبيا منذ منتصف السبعينات.

ولوح سيف الإسلام، الذي يلعب دورا متصاعدا في الشؤون الداخلية والخارجية لبلاده وينظر إليه الغرب كأحد الوجوه الإصلاحية في ليبيا، بالعمل على إلغاء كافة القوانين الجديدة التي أصدرها مؤتمر الشعب العام (البرلمان الليبي) وأعلى سلطة تشريعية في البلاد.

واعتبر في لقاء عقده أمس في أحد فنادق العاصمة الليبية طرابلس مع مجموعة محدودة من الإعلاميين الليبيين أن هذه القوانين تحد بشكل كبير من حرية الصحافة في ليبيا، مشيرا إلى رغبته في العودة للعمل بقوانين صدرت في السبعينات يعتقد أنها أكثر مرونة من مثيلاتها الحالية.

وتطرق سيف الإسلام بشكل غير مباشر إلى مساعيه لتحقيق الإصلاح السياسي في بلاده وتعهد مجددا بأن تشهد ليبيا في المرحلة المقبلة انفتاحا في التعامل مع الملف الإعلامي، مشيرا إلى أنه من المتوقع السماح بإصدار صحف مستقلة وإعطاء مزيد من الصلاحيات للمسؤولين في المؤسسات الإعلامية تتيح لهم الارتقاء بالإعلام الليبي. وطبقا لما نقلته صحيفة (ليبيا اليوم) الإلكترونية المستقلة فقد أعلن سيف الإسلام عن اعتزامه تدشين مشاريع لتعزيز حرية الصحافة في ليبيا وفتح الباب لتأسيس وسائل إعلام تعود ملكيتها لأفراد ورفع يد الدولة عنها، كما أكد اعتزامه في الفترة المقبلة إطلاق وسائل إعلامية جديدة ترتقي بالعمل الإعلامي الليبي.

ووجه سيف الإسلام انتقاده لأمانة اللجنة الشعبية العامة للثقافة (وزارة الثقافة) التي يتولاها الدكتور المهدى امبيرش، منتقدا في الإطار نفسه الإذاعات الليبية الرسمية.

من جهة أخرى قال الموقع الإلكتروني الرسمي لجمعية القذافى العالمية للجمعيات الخيرية التي يترأسها سيف الإسلام القذافى إنه يعتزم إطلاق موقع إلكتروني جديد على شبكة الانترنت بعنوان (نداء القذافى) قال انه سيكون بمثابة عنوان للتواصل والإبلاغ عن أية انتهاكات حدثت أو تحدث من قبل المتطاولين على الحقوق والحريات.

ولم يحدد تاريخا محددا لتدشين هذا الموقع الجديد، بينما خلا الموقع الإلكتروني الرسمي للقذافى المعروف باسم (القذافى يتحدث) من أي إعلان مماثل.

وتقول مصادر دبلوماسية ليبية وعربية متطابقة لـ«الشرق الأوسط» إن من شأن هذا التوجه تعزيز المواقف السياسية والإعلامية التي أطلقها سيف الإسلام في الآونة الأخيرة، بعدما بات يلعب دورا محوريا متصاعدا في عدة ملفات خارجية وداخلية.

ومن بين كل أولاد القذافى غالبا ما ينفرد سيف الإسلام، الذي لا يتولى أي منصب سياسي أو تنفيذي داخل الجهاز السياسي والإداري للدولة الليبية، بإطلاق تصريحات ذات مغزى سياسي مهم سابقا بذلك مسؤولين كبارا في السلطات الليبية.