رحيل عبد الله ابراهيم أول رئيس حكومة

TT

توفي صباح امس في الدار البيضاء، عبد الله ابراهيم، الامين العام لحزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية (المعارض)، الذي خرج من معطفه «الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية» (مشارك في الحكومة الحالية)، عن سن تناهز السابعة والثمانين. وبعث العاهل المغربي، الملك محمد السادس، امس، برقية تعزية الى افراد اسرة السياسي الراحل، قال فيها «إن التاريخ سيذكر للراحل أنه كان قياديا حزبيا حصيفا، ومثقفا مخضرما، ومجتهدا في المزاوجة الخلاقة بين الجوانب المشرقة في ثقافتنا المغربية، والانفتاح على الفكر العالمي وثقافة العصر، والجمع بين دماثة الخلق والعمل السياسي بمفهومه النبيل، الملتزم بخدمة قضايا الامة والتشبث بمقدساتها».

وقال ملك المغرب لعائلة الفقيد «وإننا إذ نستحضر في هذه اللحظة الأليمة، بكل تقدير، مناقب الفقيد الكبير، لنبتهل إليه سبحانه وتعالى أن يعوضكم عنه جميل الصبر وحسن العزاء، وأن يجزيه خير الجزاء عما أسداه لوطنه من عمل صادق».

ويرى كثير من المراقبين ان ابراهيم هو من أكثر السياسيين المغاربة الذين قاوموا اغراءات السياسة، وزهدوا في مباهجها، وابتعدوا عن اضوائها.

وكلف ابراهيم عام 1958 تشكيل حكومة، ما تزال مضرب الامثال في حوليات السياسة المغربية. فهو آخر من حمل لقب رئيس الوزراء. وخلال وجوده في المشوار السعيد، قريبا من القصر الملكي، حقق رئيس السلطة التنفيذية، انجازا مرجعيا هو التصميم الخماسي الاول في عهد المغرب المستقل، والذي وضع اسس الدولة المستقلة اقتصاديا عن التبعية الاجنبية، وتحديدا فرنسا، أقبر الانجاز الاول ذو المنحى الاشتراكي بمجرد ما غادر ابراهيم رئاسة الحكومة، التي اعتبرت آنذاك اول حكومة يسارية في تاريخ المغرب المستقل. هناك انجاز ثان تحقق في عهده لا يتحمل كامل المسؤولية فيه، ألا هو انفصال الجناح اليساري في حزب الاستقلال (يناير 1959) وتأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، الذي سيعرف بدوره انشقاقات وميلاد فصائل، أكبرها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. لكن عبد الله ابراهيم أصر على الاحتفاظ بالاصل التجاري (الاتحاد الوطني) ومات وهو امين عام لاسم بدون مسمى، اثر خلافات ومصالحات وخصومات مع الجناح الآخر الذي كان يمثله المرحوم عبد الرحيم بوعبيد، الذي شغل في الحكومة ذاتها منصب نائب رئيسها ووزير الاقتصاد الوطني.